رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو .. تفاصيل 11سبتمبر وتطوراته.. 24 ساعة غيرت موازين العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سيظل يوم 11 سبتمبر لعام 2001، يوما يدور حوله الكثير من الغموض والالتباس، لكننا سنحاول رصد كافة تفاصيل هذا اليوم ومحطاته بداية من صباح اليوم، وسط أجواء طبيعية مرورًا باختطاف الطائرات وحالات الارتباك التي مر بها ركابها، وكذلك مركز إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، وصولاً إلى تفجير برجي التجارة وما تلا ذلك.

بدأت قاعدة غريفيس العسكرية الجوية الأمريكية، محاكاة لعملية الحارس المنقذ هجومًا من خارج حدود أمريكا في إطار إجراء تدريبات دفاعية جوية دورية في صباح يوم الثلاثاء الموافق 11سبتمبر لعام 2001، في تمام السابعة صباحا، حيث يقومون بالتدريب على العمليات كلها حتى إذا تعرضوا لخوض حرب يكونون على استعداد للتعامل مع أي تهديد محتمل من خارج أمريكا.

في مطار بوسطن، تستعد رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11 لتكون واحدة من ضمن خمسة آلاف رحلة تجارية في الأجواء في ذلك الوقت، وكان هذا اليوم هو اليوم الأول لـ بين سيلاني في منصب مدير العمليات الوطنية في إدارة الطيران الفيدرالية بعد أن ظل مراقبا جويا حوالي 30 عامًا، وهو المسئول عن إبقاء هذه الرحلات في مسارها.
فى الساعة 7:59 صباحًا، حلقت رحلة الخطوط الأمريكية رقم 11 في سماء بوسطن، في طريقها إلى لوس أنجلوس والتي ستتوجه غربًا، وكان متوقعًا لهذه الرحلة أن تكون مريحة نظرًا لأنها كانت نصف ممتلئة.
بعد الإقلاع بحوالي ربع ساعة ، فقد مركز مراقبة الطيران في بوسطن الاتصال اللاسلكي بالطائرة على الرغم من المحاولات المتعددة من الاتصال بالطاقم التي استمرت لعشر دقائق فلم يتلق المركز أي رد، لكن في ظل وجود آلاف الطائرات المحلقة لم يكن ذلك بالأمر الغريب أو غير اعتيادي.

استمع مركز مراقبة الطيران في الساعة 8:24 دقيقة نداء داخليا على متن الطائرة من كبينة القبطان وكانت موجهة للركاب فقط، وتم تفسيرها على أنها مثيرة للريبة.

تمكنت مضيفة الرحلة رقم 3 في الساعة 8:34 من أن تتصل بشركة الطيران ومركز الحجوز في جنوب كاليفورنيا، وأخبرتهم بأن الطائرة غالبا قد تعرضت للاختطاف ، حيث إن القبطان لا يجيب وباب كابينته لا يفتح، كما تعرض المضيف رقم 1، والمضيفة رقم 5 على الرحلة للطعن.

بدأت الطائرة تنحرف عن مسارها نحو نيويورك، وتلقى مركز مراقبة الطيران في لونج أيلاند والذي يشرف على القطاع رقم 42 في أجواء نيويورك اتصالا من بوسطن يفيد بأنهم يظنون بأن الطائرة رقم 11 مخطوفة.

وأوقف الخاطفون جهاز البث بالطائرة، ما يصعب على مركز مراقبة الطيران في لونج آيلاند معرفة سرعة وارتفاع الطائرة، ولم يعد لديهم إلا إشارة بدائية على جهاز الرادار، وكل ما يعرفونه أنهم انحرفوا عن مساراتهم.

كانت المضيفة رقم 3 في تمام الساعة 8:43 دقيقة تحاول إبلاغ الأشخاص على الأرض بما يجرى داخل الطائرة، وسادت حالة من الفوضى على متن الطائرة بسبب التحليق العشوائي، وتم فقد الاتصال بها وتبع ذلك مباشرة في 8:46 اصطدام رحلة الخطوط الأمريكية رقم 11 بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي وتصيب ما بين الطابقين ثلاثة وتسعين وتسعة وتسعين.

وبعد دقائق من الاصطدام مازال مركز إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية يجهل ما حدث في نيويورك، وتابعوا ما حدث على شبكة CNN ، وأدركوا حينها أنه لا يمكن أن تكون طائره صغيرة قد تسببت في كل هذا.

وبعدها أرسل الجيش طائرتين مقاتلتين من فئة F 15 للبحث عن الطائرة المفقودة، دون صدور أي بيان رسمي بأن الطائرة المعنية هي طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الأمريكية.

ولاحظ المراقب الجوى في مركز لونج آيلاند أن رحلة الخطوط الجوية يوناتيد رقم 175 قد تغيرت شفرات جهاز البث وبدأت في التحليق العشوائي هي الأخرى، وساد القلق بشأن هذه الطائرة، وأبلغ بأن طائرة أخرى في الوضع ذاته.

وفي التاسعة صباحًا انخفضت رحله يوناتيد، وكان والهبوط على شكل مخيف لدرجة أنهم قالوا إنها ستصطدم بالأرض، إلا أنها ضربت البرج الجنوبي، وقتها تغير التفكير إلى أن نيويورك تتعرض لهجوم حقيقي.

وفى 9:4 دقائق أصدر بين سيلايني في مركز قيادة إدارة الطيران الفيدرالي قرارًا بإيقاف جميع الرحلات على الفور بعد أن أصبحت جميع الطائرات مثيرة للشك.

وبعد دقيقة واحدة، التقط الرادار الأساسي إشارة طائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة رقم 77 في طريقها من واشنطن إلى لوس أنجلوس وكانت بعيدة عن مسارها للغاية، وأُطفئ جهاز البث وفُقد الاتصال اللاسلكي بها، وغيرت مسارها واتجهت إلى واشنطن عاصمة البلاد شرقا.

وكان قد جاء حوالي 11 تقريرًا للإبلاغ عن طائرة مخطوفة في بالمنطقة تقريبا في التاسعة والنصف صباحا، وكانت الرحلة الأمريكية رقم 77 مازالت متجهه شرقًا نحو العاصمة، وبعد بضعة دقائق تم تفجير مركز الدفاع الأمريكي وتصاعد الأدخنة منه، تم اتخاذ قرار يعد سابقة لم تحدث من قبل وهو إلزام جميع الطائرات بالهبوط في أقرب مطار، وكان يبلغ عدد الطائرات أكثر من 4000 طائرة محلقة في السماء.

رصد المراقبون طائرة رابعة رحلة يوناتيد رقم 93 في الساعة 9:44 دقيقة والتي قد بدأت في التحليق بنمط مخيف إضافة إلى تغيرها شفرة جهاز البث وانحرفت عن مسارها والتي كانت متجهة من نيويورك إلى سان فرانسيسكو.

وفى 9:59 دقيقة إنهار البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي والمؤلف من 110 طوابق.

على صعيد متصل، يحاول المراقبون معرفة ما إذا كانت رحلة يونايتد الرقم 93 تعرضت للخطف، ويذكر أنه كان هناك احتمال قصور كهربائي في هذه الرحلة، وبالفعل تعرضت للسقوط قبل 20 دقيقة من وصولها إلى العاصمة وقتل جميع الركاب والطاقم بأكمله والذين بلغ عددهم 44 شخصا.

وبعد مرور 25 دقيقة انهار البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وبعد مرور 102 دقيقة تسببت الطائرات الأربعة في مقتل حوالي 3000 شخص، وبدأ أضخم تحقيق إجرامي في تاريخ أمريكا.