رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد أحداث 11 سبتمبر.. أمريكا تغتال العالم تحت ستار مكافحة الإرهاب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية غض النظر عن أحداث 11 سبتمبر، والتي كشفت عن قصور أمني منقطع النظير، تكبدت خلاله خسائر فادحة هي الأكبر في تاريخ أمريكا.

وأسفر الحادث عن سقوط قرابة الثلاثة آلاف ضحية، و24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

واتخذت أمريكا من هذا الحادث ذريعة لهجومها علي أفغانستان والعراق، والذي راح ضحيته أضعاف مضاعفة خسائرها من أحداث 11 سبتمبر، وذلك تحت ستار مكافحة الإرهاب.

وكان الوطن العربي أكثر الأطراف المعنية بتداعيات أحداث سبتمبر؛ لاتهام عناصر عربية بالوقوف وراء هذه الأحداث، هذا بالإضافة إلى اتهام بعض الدول العربية بأنها على علاقة بالمتهمين.

واختارت أمريكا إعلان الحرب على الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وشملت هذه الحرب التهديد بالعمل المسلح ضد بعض الدول واستخدام وسائل استخباراية وأمنية ضد أنظمة وتنظيمات وجمعيات وأفراد وامتدت لتشمل مجالات الثقافة والأنشطة الخيرية.

واتجهت أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر إلى استخدام مفرط للقوة العسكرية وتهديد للأمن القومي لعدة دول بحجة مقاومة الإرهاب، وعمدت إلى سياسة الانتشار العسكري والتي بدأت باليمن والفلبين وتحقيق الانفتاح العسكري في كل من ماليزيا وإندونيسيا والسودان والصومال وغيرها لضمان امتداد المظلة العسكرية الأمريكية إلى معظم المناطق التي يتوقع انتشار تنظيم القاعدة فيها.

وقادت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، عقب أحداث 11 سبتمبر، في حملة عسكرية واقتصادية وإعلامية، بمشاركة بعض الدول المتحالفة معها، وكان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش".

وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية.

وأدت سلسلة من الأحداث إلى بلورة فكرة الحرب على العراق ونشوء فكرة محور الشر الذي استعمله "بوش" لوصف دول العراق وإيران وكوريا الشمالية وأيضا نشوء الفكرة وهي الهجوم مع سبق الإصرار لغرض الدفاع عن النفس.

وكان غزو أفغانستان أول جولة عسكرية في الحرب على الإرهاب وكانت القوات المشاركة في البداية هي قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وقوات التحالف الأفغاني الشمالي، التي كانت عبارة عن مجموعة من القوات الأفغانية المختلفة المعارضة لحكومة طالبان.

وحظيت عملية غزو أفغانستان 2001 بدعم كبير مقارنة بالتشتت في الآراء الذي صاحب الجولة العسكرية الثانية من الحرب على الإرهاب والذي سميت غزو العراق 2003.

وتحت ستار مكافحة الإرهاب سقط الآلاف من الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين، فخلال 3 سنوات مدة الحرب في أفغانستان، من أكتوبر 2001 وحتى عام 2014، كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر.

ونشرت جامعة "رود آيلاند" الأمريكية تقريرًا عن الحرب الأمريكية في أفغانستان، ووصفت فيه هذه الحرب بأنها "حرب دموية حقيقية".

وأشار التقرير إلي أنه منذ دخول أمريكا إلي أفغانستان في عام 2001، أدت إلى سقوط أكثر من 100 ألف قتيل، وذكر التقرير أن عدد من قُتلوا في هذه الحرب مدنيين وعسكريين ما يقرب من 149 ألف، وأُصيب أكثر من 162 ألف فرد وذلك منذ عام 2001 وحتى عام 2014.

وأوضح التقرير أن 26,270 مواطن أفغاني قتلوا و29,900 جرحوا كنتيجة مباشرة لقتال القوات الأمريكية، وأن إجمالي القتلى في هذه الحرب يتجاوز 100 ألف ويقترب من 150 ألف قتيل ما بين مدنيين أفغانيين وصحفيين وأفراد إنقاذ وميليشيات.

كما أسفر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وفق آخر إحصائية عن سقوط نحو 90 ألف من القتلى المدنيين العراقيين الذين ثبت وفاتهم بوثائق شهادة الوفاة.

وأشارت دراسة مسحية أجرتها مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية إلى أن 655000 عراقي قتلوا منذ بداية الغزو الأمريكي في 19 مارس 2003 وحتى 11 أكتوبر 2006، وقالت الأمم المتحدة أن نحو 34000 عراقي قتلوا خلال عام 2006 فقط.

وقالت صحيفة "دي ديلي" تلجراف البريطانية إن غزو العراق أسفر عن مقتل أكثر من 116 ألفا من المدنيين العراقيين في غضون ثماني سنوات، وأضافت أن الغزو كلف الولايات المتحدة ما يزيد على 801 مليار دولار.

ونسبت الصحيفة إلى مسئولين طبيين أمريكيين القول إن 116 ألفا و903 مدنيين عراقيين لاقوا حتفهم في الحرب على العراق، وذلك في فترة الغزو وحتى انسحاب آخر جندي أمريكي في 4 ديسمبر 2011.