رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنت الإبرة أم المقص؟


يحكى أن «خياط حكيم» كان يقوم بخياطة ثوب جديد أمام حفيده. وبعد أن قص القماش بمقصه الثمين رماه على الأرض عند قدميه أمام الحفيد الذى أخذ يراقب ما يفعله جده... ثم أخذ الجد «الإبرة» وبدأ فى جمع تلك القطع ليصنع منها ثوبا.. وما أن انتهى من الإبرة حتى غرسها فى عمامته! فى هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يكبح فضوله وتعجبه من سلوك جده فسأله، «لماذا يا جدى رميت مقصك الثمين على الأرض بين قدميك، بينما احتفظت بالإبرة زهيدة الثمن ووضعتها على عمامة رأسك؟». فأجابه الجد: «يا بنى، إن المقص هوالذى قَص قطعة القماش الكبيرة تلك وفرقها وجعل منها قطعا صغيرة... فبينما الإبرة هى التى جمعت تلك القطع لتصبح ثوبا جميلا.. فينبغى عليك ألا تعلو قدر من يحاول أن يفرق ويفكك ترابطنا ووحدتنا مهما ارتفعت مكانته!! صدقت يا حكيم.. تذكرت الآن هذه القصة وأنا أراقب المشهدين المصرى والعربى.. فنحن محاطون بوجوه كثيرة براقة وضعت على قمة الهرم وتصدرت المشهد السياسى مع أنها هى التى عملت على فرقتنا وتقسيمنا ولا تعمل إلا لمصلحتها الخاصة أو لزيادة أرصدتها فى البنوك أولمصلحة المخابرات التى تعمل لحسابها لتقسيم المصريين أو العرب باسم الشعارات الرنانة «الدين والشريعة...الديمقراطية، حقوق الإنسان. الشرعية، النظام ... بدلا من أن نرميها على الأرض وندوسها بالأقدام!! وهناك ملايين من الوجوه المصرية الوطنية البسيطة عملت وتعمل على الحفاظ على مصر وعلى استقرار مصر ووحدتها فى صمت وعزة وشجاعة دون مقابلات تليفزيونية وأحاديث صحفية وتويترات استفزازية! وهناك بعض الدول العربية وبعض الأنظمة السياسية تعمل بقيادة مصر على وحدة العرب والحفاظ على استقرار الوطن العربى ضد الخونة والعملاء الذين يقدمون بلدانهم على طبق من ذهب إلى الأعداء!! لم يدركوا المثل الكينى «إذا اتحد أفراد القطيع. نام الأسد جائعا». والآن.. فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها الوطن المصرى والعربى. علينا أن ندرك «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان». وأن العلم قوة. والاتحاد قوة وانه لا سلام إلا بين قوتين متوازنين!! وأنه لا تنجح أمة أو شعب والاتحاد مفقود ولا يكون الفشل والاتحاد بين الشعب موجودا.. على المصريين أن يتحدوا جميعا ضد العملاء والدخلاء حتى تعبر مصر من عنق الزجاجة.. وعلى العرب أن يفيقوا ويعلموا أنهم يضعون العدو فوق رأسهم بدلا من إلقائه تحت الأقدام، وأن عليهم المحافظة على أوطانهم وليس على عروشهم، وأنه دون وحدة العرب ستختفى بعض الدول والأوطان وستذكر كتب التاريخ « هنا كان يعيش العرب وهنا كانت تعيش دولة... أو مملكة ... !! الآن .. على كل واحد منا أن يحدد موقفه ... أنت مع الجمع أم القسمة؟ أنت الإبرة أم المقص؟... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.