رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خادم برلمانى».. دون حصانة!


تصوروا أعزائى القراء أن لدينا الآن مائة حزب سياسى على الساحة!!..هل تسمعون عن نشاطها أى شىء؟!.. هل تحرك ولو حزب واحد منها وقدم خططاً للحكومة وللرئاسة للمشاركة فى أى مشروع قومى؟!.. أو حتى مش قومى؟!.. لا أدرى لماذا ربط ما يحدث من خلافات هذه الأحزاب بتاريخ مجلسى الشعب والشورى فى عهد النظامين السابقين: المخلوع والمعزول.. لم أنس أبداً كيف نهب العديد منهم أموال الشعب من خلال حصانتهم البرلمانية.. ارجعوا معى بالذاكرة إلى نشأة الفاسدين منهم.. بالتأكيد تعرفون بعضهم.. فيهم من كان معدماً وبقدرة قادر أصبح مليونيراً ثم مليارديراً.. عن نفسى أعرف أحدهم.. موظف بسيط يعمل فى التأمينات الاجتماعية.. دخل الانتخابات البرلمانية على قائمة الحزب الوطنى.. نجح الموظف وأصبح برلمانياً بدعم شخصى من كمال الشاذلى.. بقدرة قادر تحوله إلى إمبراطور يتجول هنا وهناك فى زهو وغرور وكبرياء.. الحزب الوطنى وفر له غطاءً شعبياً وسياسياً جعله سيد دائرته ومحطم أعدائه.. كنت أتابع خدماته لأهل دائرته كما لو كان جمال مبارك فى مجده.. ولما لا وهو أحد رجال المخلوع؟!

نموذج آخر من رجال الوطنى اختارته عصابة مبارك عضواً بالشورى.. أعلم أنه رجل مشبوه ورصيده الشعبى والسياسى صفر على الشمال.. تحول بين يوم وليلة من تاجر شنطة إلى مصدر كبير للأسمنت والطوب لبناء الحائط العازل لإسرائيل.. العصابة إياها صنعت له ــ مثل غيره ــ حيثية كاذبة سرعان ما جرفها الشعب فى 25 يناير 2011.. وهل نسينا نواب المخدرات والقروض الذين نهبوا أموال الشعب من البنوك بسبب حصانتهم تحت سمع وبصر المسئولين وبمساعدتهم؟!.. نماذج أخرى لا تقل عما سبق ارتكبت جرائم أخلاقية وفساد خلال العام الأسود فى حكم الإخوان بسبب الحصانة البرلمانية!!

بعد ثورتى الشعب فى 25 يناير و30 يونيه ضد الفساد والخيانة والعمالة كان لابد من تغيير المسار السياسى.. مهم جداً أن يعلم تجار الدين وعملاء أمريكا وإيران وقطر وتركيا والإخوان ومن يستظل بعباءتهم أن يفهموا طبيعة المرحلة المقبلة.. نعلم جيداً مثلما تعلم قياداتنا السياسية الحكيمة حجم المؤامرة الداخلية والخارجية للسيطرة على البرلمان القادم حتى تسقط ــ لا قدر الله مصر ــ نعلم أيضاً كيف وصلت أموال الأعداء إلى جيوب و«كروش» العديد من المرشحين معدومى الضمير لاستخدامها فى حملاتهم الانتخابية.. نعلم كذلك أن هناك مساعى خبيثة من إخوان إبليس وأعوانهم للترشح فى هذا البرلمان حتى يحققوا نفس الغرض.. «السيسى» يعلم أدق التفاصيل عن هذا المخطط جيداً.. «السيسى» دعا هذه الأحزاب بينها ثلاثة أحزاب رئيسية «الوفد ــ التجمع ــ العربى الناصرى» ليناشدهم بتوحيد الصف. لفت انتباههم إلى مخاطر المرحلة وحجم المؤامرة.. العديد منها لم تفهم الرسالة جيداً، مصر فى خطر حقيقى يا رؤساء الأحزاب بالله عليكم: تخلوا عن أطماعكم الحزبية وأغراضكم الشخصية وصراعاتكم السياسية فى هذه المرحلة الدقيقة التى نمر بها.. العدو الآن يتربص بنا.. لا مجال إذن للتقاعس أو الخلاف. نكون أو لا نكون.. فهل أنتم فاعلون؟!

من وجهة نظرى المتواضعة - كمواطن مصرى - عاش يرصد طوال عمره ألاعيب البرلمانيين.. أقول - والله على ما أقول شهيد - أن الأمل فى البرلمان القادم وسط الخلافات التى نراها اليوم بين بعضها البعض.. وبين أعضاء الحزب الواحد.. أمور لا تبشر بالخير على الإطلاق.. بل ولن ترتقى هذه الأحزاب حتى تعلى المصلحة العامة على منافعها.. هذا هو الواقع الأليم الذى شاهدناه وتابعناه ورصدناه للانتهاء من الاستحقاق الثالث فى خارطة الطريق.. طيب وإيه العمل؟!.. أرى ورؤيتى ربما ستكون قاصرة ــ أن يتحرك الشعب فى خطوة مصيرية وتاريخية للمطالبة بمنع تحصين لأعضاء مجلس الشعب على أن يصدر الرئيس قراراً بهذه الرغبة الشعبية فوراً ودون تأخير.. هذه الخطوة ستكون البداية الصحيحة لفرز الغث من الثمين.. أقول ذلك لأنى أعلم جيداً تاريخ عدد لا بأس منهم.. كيف كانوا وكيف أصبحوا.. فالشرفاء لا يحتاجون حصانة.. لا يحتاجون مخصصات مالية من دم الشعب توضع تحت تصرفهم.. الوطنيون المخلصون لا يحتاجون حصانة.. خادمو الناس لا يحتاجون حصانة.. الزعماء لا يحتاجون حصانة.. حُب الشعب هو الحصانة الحقيقية للبرلمانى.. انظروا معى كيف طالب الشعب المشير عبدالفتاح السيسى بالترشح للرئاسة.. الشعب كان يدرك صدقه وإخلاصه وحبه لمصر.

من هذا المنطلق.. الشعب يكرر طلبه للرئيس بسرعة إصدار هذا القانون ولو باستفتاء شعبى يتضمن أيضاً بإقصاء أى عضو برلمانى لم يحضر خمس جلسات متتالية وعشر منفصلة.. على أن يحل محله منافسه الذى يليه بنفس الدائرة ولم يحالفه الحظ.. يتبقى لنا مناشدة كل مؤسسات الدولة المعنية بالانتخابات البرلمانية مثل المحليات والأوقاف والإعلام والداخلية والشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالى، فضلاً عن العناصر المدنية الوطنية المعروفة لتوعية الناخب وتحذيره من منح صوته لأعداء الوطن.. ولن يتحقق هذا الهدف إلا من خلال وضع خطة لتثقيف الشعب دينياً وسياسياً وثقافياً على المديين القريب والبعيد حتى نواجه الفكر بالفكر ونكشف النوايا الخبيثة للمتاجرين بالدين ومستخدمى المال السياسى لتحقيق أهدافهم الخبيثة ضد مصر وشعبها.

ملحوظة.. بناءً على مقال كتبته ضد وزارة التموين، أشكر وأثمن المساعى المبذولة من الزميل صلاح عامر ووزير التموين د. خالد حنفى ووكيل أول الوزارة م. محمود عبدالعزيز ووكيل الوزارة بالدقهلية إبراهيم الخياط لحل المشاكل التموينية للعديد من الزملاء والمواطنين.