رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطع الشطرنج


فى حياة كل منا محطات ودروب . فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة .وفى كل مرة تجد أن العسر يعقبه يسران ..فكم يسراتى من بعد عسر ، ففرج كربة القلب الشجى، وكم أمر تساء به صباحا، وتأتيك المسرة بالعشى، إذا ضاقت بك الأحوال يوماً، فثق بالواحد الفرد العلى وفى وسط هذه الدروب تستكشف المعادن النفيسة والرديئة. فكم من أشخاص كنت تحسبهم من المقربين إلى قلبك تجدهم وقد تقاطرت من قلوبهم كل الأمراض ماظهر منها وما بطن لا لشىء إلا أنهم جبلوا على ذلك وربما كان عذرهم أنهم ولدوا فى بيئة غير صالحة لصناعة البشر .. هم أشباهنا إلا أنهم ليسوا منا ليسوا ببشر .. يسميهم البعض أعداء النجاح وأعرفهم أنا وأنت بمرضى النفوس إلخ المسميات؟؟ وعلى الجانب الآخر تكتشف معادن نفيسة غالية ربما لم تنتظر يوماً أنهم يمتلكون مقومات الحب والرحمة هؤلاء هم دون غيرهم من تسمع منهم الكلمة الطيبة التى تمسح عنك همومك .. إنهم من يسارعون بالسؤال عنك والتخفيف من آلامك والأخذ بيديك إلى بر الأمان .. بسطاء قد تهملهم فى الظروف العادية إلا أن الواحد منهم يثقل بالتأكيد العشرات ممن ولدوا ذكورا .. وقديماً قالوا ليس كل من ولد ذكراً يصير رجلاً .. المواقف وحدها هى ميدان الفرز بل هى من تصقل الرجال ...فرق كبير من يتبارى بحبك وعند أول محطة يتركك للزمن وعوامل التعرية .. مواقف كثيرة فى حياة كل إنسان يمر بها بعدها يعيد رسم خرائط أخرى لنفسه .. نحن على ظهر الأرض كقطع الشطرنج نتحرك .. إلا أن المعادن النفيسة لا يغيرها الهبوط أو العلو وأتذكر حواراً أجراه أحد الإعلاميين مع الوزير الأسبق وعضو مجلس قيادة ثورة 1952 الراحل توفيق عبده إسماعيل وهو فى محبسه يومها قال له الصحفى ماذا تقول لتوفيق عبده إسماعيل السجين؟ فرد عليه قائلاً .. توفيق هو نفسه لم يتغير سجيناً أو مطلق الحرية وإن تغير الناس وتبدلت جلودهم ...لكن ما يثير النفس ويؤلم فعلاً أن كثيراً من الناس ينكشف أمرهم وزيفهم ثم تجد السدنة والدهاقنة يباركون أفعالهم ...هل هى المواءمات التى يرسخ لها ضعاف النفوس والتى أصبحت قانوناً ومنهاجاً للكثيرين .. ولأننا مازلنا أحياء نمشى على الأرض والحياة لا تسير على وتيرة واحدة فمازلت قطع الشطرنج تتحرك؟

كاتب وباحث إسلامى