رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشف حساب الأحزاب المصرية !! «1 ــ 2»


منذ أن قرر الرئيس الراحل أنور السادات عودة الحياة الحزبية إلى مصر عام 1976 من خلال ما سماه أولا المنابر ثم أطلق العنان لتشكيل الأحزاب مع وجود حزب رئيسى بمثابة عمود الخيمة للحياة السياسية وكان على التوالى حزب الوسط ثم مصر العربى الاشتراكى ثم الحزب الوطنى الديمقراطى الذى استمر فى عهد مبارك وانهار مع سقوط نظامه عام 2011، نقول منذ ذلك الوقت والحياة السياسية فى مصر تعيش حالة مخاض استمرت قرابة الـ 39 عاماً ولم نر فى مصر تجربة حزبية ديمقراطية قائمة على التعددية الحقيقية، حيث إن الأحزاب التى بدأت على استحياء قد تجاوز عددها اليوم المائة حزب بالإضافة إلى الأحزاب تحت التأسيس ومعظمها أحزاب أفراد بما فيها الحزب الرئيسى الحاكم ولم تشهد مصر أحزاباً جماهيرية بعد حل الاتحاد الاشتراكى العربى الذى كان التنظيم السياسى الوحيد فى مصر بالحقبة الناصرية سوى ثلاثة أحزاب فقط هى الوفد والتجمع الوحدوى والعربى الناصرى.

فكل منها تكون من خلفية جماهيرية واستند إلى إطار مرجعى ذى طابع ايديولوجى يفرقه عن الأحزاب الأخرى وتاريخياً يعتبر حزب الوفد الأقدم والأعرق منذ عام 1919 ويعتنق الفكر الليبرالى، أما حزب التجمع فيعد تجمعاً لليسار المصرى بكل فصائله ويجوز لنا القول إنه يعتنق الفكر الاشتراكى الأقرب إلى الماركسية ثم الحزب العربى الناصرى وهو يمثل تطويراً لأندية الفكر الناصرى فى الجامعات المصرية التى تكونت فى سبعينيات القرن الماضى ويعتنق أفكار عبدالناصر باعتبارها من وجهة نظرهم النموذج الأفضل للحياة السياسية المصرية.

عدا ذلك لايمكن النظر إليها على أنها أحزاب حقيقية، لأنها كانت أقرب للديكور أو تجميل الصورة منها إلى التنظيم السياسى ولم تكن هناك رؤية لأى منها للتنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر بشكل واضح باستثناء الأحزاب الثلاثة المشار إليها بل يمكن القول إن كثيرا منها ليس له برنامج واضح يختلف عن غيره من الأحزاب.

ومن بين الأحزاب المصرية تأتى الأحزاب التى قامت على خلفية دينية ولم تعرفها الحياة السياسية بشكل فاعل إلا بعد العام 2011 مثل حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسى لجماعة الإخوان وحزب النور السلفى وهناك أحزاب أخرى أقل أهمية لعبت أدواراً هامشية ضمن ما يعرف بتيار الإسلام السياسى وقد لعبت هذه الأحزاب على تسخير الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية منتهزين فرصة حب الشعب المصرى للتدين بطبيعته ولكن سرعان ما انكشفت هذه الأحزاب أمام الرأى العام خاصة بعد انهيار حكم الإخوان المسلمين لمصر فى عام 2013 ولم يتبق منها غير حزب النور، أما الباقى منها فتوارى خوفاً أو ترقباً!!

إذن نحن أمام حزب مسنود من السلطة وخلال الثلاثين عاماً حتى 2011 كان الحزب الوطنى وأحزاب ثلاثة علقت عليها الآمال فى إدارة الحياة السياسية المصرية بعد انهيار الحزب الوطنى بعد قيام ثورة يناير وهى كما أسلفنا أحزاب الوفد والناصرى والتجمع ولكن لم يكن لها دور واضح فى هذه الثورة ويمكن القول إنها آثرت الانتظار تحسبا لما ستسفر عنه حركة المد الثورى الذى لم يكن له أى تصور أبعد من اليوم الذى كان فيه حيث كان الأهم هو إسقاط النظام، أما ماذا حدث بعد ذلك؟ للحديث بقية.

كاتب وإعلامى مستقل