رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معركة بقاء».. وليست «حالة حرب»


عنوان المقال كلمات خرجت من فم الرئيس عبدالفتاح السيسى.. قالها الرجل لعلمه بمعناها وتأكده من حجم المخاطر التى تتعرض لها مصر والمنطقة والعالم أجمع.. السيسى لديه معلومات كاملة عن المخطط الأمريكى - الأوروبى اللعين ضدنا.. التاريخ يعيد نفسه العدو الحاقد لا يريد لنا الموت ولا الحياة أيضاً!!.. العدو الحاقد سبق وعرقل نهضة مصر الحديثة فى عهد محمد على.. واتخذ نفس التدابير فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لإفشال مشروع القومية العربية وحركات التحرر فى المنطقة.. الآن اختلف الوضع.. نحتاج إلى خطط جهنمية للفكاك من «كماشة» العدو اللعين.. السيسى فهم الدرس.. لم يمض وقت طويل بعد توليه منصبه الرئاسى حتى فاجأنا وأدهش العالم بقراره التاريخى لحفر قناة السويس الجديدة.. هذا الإنجاز العملاق هو المشروع القومى الثالث فى تاريخ مصر الحديث بعد تأميم قناة السويس وبناء السد العالى.

توقيت حفر القناة الجديدة كان قاتلاً بالنسبة لإسرائيل ومن يقف خلفها.. فرق التوقيت قضى على حلم الدولة السرطانية وأدحض مؤامراتها فى بناء خط برى أو بحرى يضرب قناة السويس القديمة فى مقتل وإلى الأبد.. إذن انجاز هذا العمل المعجزة خلال عام واحد فقط بدلاً من ثلاثة أعوام وفى هذا التوقيت معناه نجاح مصر فى استقطاب الاستثمار العالمى فى مؤتمر الدول المانحة «الاستثمار» الذى سيعقد فى شهر أكتوبر المقبل.. مصر الآن تسير على الطريق الصحيح.. محور القناة سيصبح مستودعاً رئيسياً للبضائع والتجارة العالمية.. مصر ستشهد طفرة اقتصادية هائلة تساعدها فى استقلال قرارها السياسى بعيداً عن أى ضغوط من أى نوع ومن أى قوى مهما كان حجمها.. السيسى يقود الآن مخططاً للتمدد الرأسى وليس الأفقى مثلما فعل محمد على وعبدالناصر وهذه هى الضربة التى أوجعت أمريكا وأوروبا وفى ذيلهما إسرائيل.. ليس أمامنا سوى النجاح.. هى إذن «معركة بقاء» وليست «حالة حرب».. روسيا دخلت المعركة مع مصر منذ زمن بعيد.. بوتين يعرف جيداً تأثير مصر ومدى قوتها بحكم العلاقات المشتركة والتاريخ والجغرافيا.. أمريكا وأوروبا وإسرائيل يسعون للقضاء على المنطقة بالكامل وقطع الطريق على روسيا والصين أيضاً من دخولهما المنطقة.. المخطط بات مكشوفاً ومفضوحاً.. دمروا العراق ويحاولون الآن الإجهاز على سوريا بعد تدميرهم ليبيا.. الآن يحاولون مع مصر فعل نفس الشىء حتى يستبدلوا الغاز الروسى «الشريان الحيوى لأوروبا» بالغاز القطرى والمصرى الإسرائيلى المخزون بكميات هائلة فى البحر الأبيض المتوسط.. هى دى اللعبة القذرة التى دمروا بسببها بلداننا العربية.

بوتين فهم الدرس واستوعبه جيداً قبل توليه رئاسة بلاده لفترتين أيام أن عمل بالمخابرات العسكرية.. بوتين وقف بجوار بشار الأسد لأن سوريا هى الركيزة الأساسية فى المؤامرة الأمريكية ــ الأوروبية.. غاز قطر ومصر وإسرائيل سيمر عن طريق العراق وسوريا ثم البحر الأبيض المتوسط وبعد ذلك يتجمع فى تركيا ومنها إلى أوروبا.. وبكده يتم الاستغناء عن الغاز الروسى إلى الأبد.. بوتين لم يقف مكتوف الأيدى.. وجد فى مصر ٣٠ يونيه المنقذ لبلاده من مواجهة حتمية مع أمريكا وأوروبا ثم اختلقوا له مشكلة أوكرانيا.. حلف الناتو أبدى استعداده للذهاب إلى أوكرانيا لحماية المصالح «الأمرو - أوروبية» من ناحية.. وتحجيم بوتين وتهديد بلاده خصوصاً إقليم القرم حتى يغلقوا عليه المنفذ الوحيد للبحر الأسود المطل على الشرق الأوسط عن طريق البحر الأبيض المتوسط.. حلف الناتو كان يخطط أيضاً للسيطرة على خط الغاز الموجود فى أوكرانيا.. بوتين وقف خلف كوريا الشمالية عندما هددت باستخدام النووى ضد واشنطن.. أوباما تراجع وضرب تعظيم سلام لكوريا الشمالية ولم يعد يتحدث عن التدخل العسكرى فى سوريا لإسقاط بشار الأسد واستبداله بنظام «داعشى» إخوانى موالٍ له ولأوروبا!.

اللعبة القذرة دى ساهم فى تنفيذها منذ زمن بعيد كل من إخوان البنا وأتباعهم.. والخومينى العميل وأنصاره.. ثم التيارات المتأسلمة الأخرى التى تربت وترعرعت على أموال الغرب مقابل خيانة أوطانهم والطعن فى دينهم.. العدو اللعين أوهم عملاءه فى قطر وإيران وتركيا بحكم المنطقة مقابل حصوله على البترول والغاز.. العدو اللعين حينما فشل إخوان إبليس فى حكم مصر زرع تنظيم داعش فى العراق وسوريا وليبيا وسيناء للنيل من مصر واستكمال مؤامرته.. العدو اللعين يعرف جيداً أن مصر هى العقبة الكبرى لتحقيق أغراضه الاستعمارية.. العدو اللعين يحاول تطويق مصر من غزة والسودان وليبيا حتى يستكملوا أهدافهم.. لكن ثورة الشعب العظيم فى ٣٠ يونيه وصمود قواته المسلحة وشرطته فى محاربة الإرهاب أفشل المؤامرة التى تواجه المنطقة من ناحية.. ومن ناحية أخرى جنب العالم شبح حرب عالمية ثالثة بين روسيا وأمريكا.. هذه هى مصر.. وهذا هو شعبها.. اللهم احفظها وعجل بالقصاص من أعدائها.

كاتب صحفى