رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الظلم قانون... ما لم ترفعه أيادى المظلومين


... أثارت اللافتة إعجاب الجماهير الحاشدة.. كانت الكلمة تقول.. سيصير الظلم قانوناً.. ما لم ترفعه أيادى المظلومين..! هكذا قال على بن أبى طالب!! قبل بداية المؤتمر بدقائق رن جرس التليفون الأرضى.. لم يكن هناك المحمول بعد رفعت السماعة كان الصوت شديد الخشونة إنه صوت.. «مفتش مباحث أمن الدولة».. طلب إزالة اللافتة فوراً.. وأنه سيقدمنى إلى النيابة بتهمة التحريض وقلب نظام الحكم انزعجت منه.. حاولت أن أفسر له اللافتة لكنه رفض أى تفسير.. ومنحنى دقائق لإزالة اللافتة!! كانت منطقة المؤتمر بها عدة آلاف من الجماهير الغاضبة والتى تهتف بسقوط مبارك نفسه.. فكيف يمكن إزالة لافتة؟! طبعاً فكرت بسرعة.. كانت الفكرة واضحة أمامى.. وقفت ألقى الخطاب بين الجماهير وكلما ارتفعت الهتافات.. كنت أرفع من حدة الكلام.. ثم بدأت أنفذ الفكرة.. قلت للجماهير الحاشدة إن اللافتة التى كتب عليها «سيصير الظلم قانوناً ما لم ترفعه أيادى المظلومين».. طلب مفتش أمن الدولة إزالتها واتهمنى بأننى كاتبها وأننى أقول له إن كاتب هذه العبارة سوف أعلن اسمه وأرشد عن مكانه.. صمتت الجماهير كى تعلم من هو..؟! قلت إن المخبرين كتبوا اسمى بدلاً من صاحب هذه الكلمة، إن من قال هذه الكلمة هو على بن ابى طالب رضى الله عنه.. وأن مكانه معروف «بمدينة النجف» بالعراق.. وإذا كانت لديكم القدرة والقوة على اعتقاله اذهبوا إليه إذا استطعتم ذلك؟! طبعاً استمر الفتور بينى وبين المفتش حتى تم نقله.. لماذا أقول ذلك الآن؟!.. نعم إن هناك ظلماً دائماً ومستمراً من قبل حفنة من الكبار استمرت فى حماية كل الحكومات حتى الثورات ولم يتم محاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم حيال أموال التأمينات تحويشة عمر الملايين من المصريين أصحاب المعاشات.. إن هذه الحفنة مازالت تتمتع بالحماية والحصانة وتحتمى خلف قنابل الإرهاب ولم يستطع أحد محاسبتها.. بل تمت ترقيتهم ومدوا لهم الخدمة لمن يصل سنه إلى المعاش.. هذا هو الظلم الذى أصبح قانوناً يسحق عظام وأرواح المصريين..! إن هؤلاء الذين اعتدوا على أموال الأرامل والأيتام وأصحاب المعاشات.. لو كانوا فى أيام.. «على بن أبى طالب».. لأقام عليهم الحد!! لكن الآن ماذا نفعل والظلم أصبح قانوناً.. لايمكن لأحد أن يرفع هذا الظلم عنا إلا إذا رفعناه نحن المظلومين!! هل يمكن لمن يعيشون فى القصور أن نطلب منهم أن يحمونا نحن سكان القبور؟! إننا نصرخ منذ سنوات طويلة ونرفع أسماء المعتدين على أموالنا وأرواحنا.. والذين ارتكبوا الجرائم ضدنا.. ولم يسمعنا أحد.. بل قوبل صراخنا هذا بالاستياء والزعل.. وأصبح كل من يقول كلمة حق يدرج بالقوائم السوداء!!

لكن الملايين التى تدفع ثمن الجريمة الآن لن تسكت ولن تصمت.. بل ستدافع عن نفسها وترفع الظلم الجاثم على صدورها.. لقد تركنا كل الأبواب.. ولم يسمعنا أحد.. بل نزلنا إلى الميادين نتظاهر ونحتج ولم يسال عنا أحد.. ماذا نفعل إذا ونحن نعلم تماماً ما يعانيه الوطن.. نتراجع كثيراً حتى نحمى هذا الوطن.. نتنازل عن حقوقنا المشروعة.. دفاعاً عن هذا الوطن.. لكن «القراصنة» الذين سطوا على أموالنا.. لم يردعهم أحد.. بل استمعوا إليهم وحصنوهم.. وقاموا بحمايتهم!! من أجل هذا كله شوف نحتمى خلف كلمة «على بن ابى طالب» وسوف نرفع الظلم بأيدينا.. حتى لا يصير قانوناً يحطم أرواحنا.. ومن ظلمونا لابد أن نتركهم ينعمون بما سطوا عليهم من أموال!! يا أصحاب المعاشات لا تخافوا من الظالمين.. بل هم الأضعف وأنتم الأقوياء.. لا تصبحوا من المظلومين.. بل ارفعوا الظلم بأيديكم كما قال لكم الأولون.