رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«داعش» والعرب ومستقبل الأمة «2- 2»


هناك قوى إقليمية ودولية تساند الإرهاب وتنظيماته المتطرفة ومن بينها ما يسمى تنظيم داعش الذى تغول فى العراق وامتدت أذرعه إلى سوريا ووصل إلى ليبيا ما يمثل خطراً حقيقياً على دول المنطقة، ولهذا قلت يجب أن نأخذ ما روج له أنصار داعش مأخذ الجد من تهديدات حتى ولو كانت غير حقيقية وفى الوقت نفسه لا يجعلنا إعلان الحرب على الإرهاب نهمل عمليات البناء والتنمية خاصة فى الدول التى تعرضت فى السنوات الأخيرة لعمليات هدم ممنهج!!. أعود إلى القول رب ضارة نافعة وأتساءل ألا يمكن لأمة العرب أن تنتهز فرصة التهديدات والتى تمثل تحدياً لها وتعيد النظر فى إمكانية التوحد العربى فى مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية؟ ولدينا نموذج أرى أنه نجح فى حشد القوة العربية بصورة أو بأخرى وهو التحالف العربى الذى نفذ عملية عاصفة الحزم فى اليمن.

وهنا أجد أن الدول العربية الفاعلة الآن على الساحة هى المعنية بفكرة التوحد وتفعيل العمل العربى المشترك وحتى لا تنقصنا الصراحة يجب القول إن جامعة الدول العربية التى تعتبر التنظيم الإقليمى فى العالم العربى قد تراجع دورها لأسباب كثيرة سنتعرض لها فى مناسبة أخرى وأعتقد أن الاعتماد عليها فقط فى هذه المرحلة لن يضيف كثيراً. وعليه يجب أن تعمل الجهود المبذولة فى اتجاهين: الأول يتعلق بأنماط التعامل مع الأطراف الدولية والإقليمية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وتركيا. والاتجاه الآخر يتعلق بالنظر إلى مفهوم الأمن القومى العربى الذى يفسره كثير من المفكرين على أنه التنمية وهكذا يمكن القول إنه لم ينجح إرهاب أو يتغول فى بلد اعتبر التنمية رسالته وأمنه القومى وفى تصورى أن هذا المفهوم إذا اعتمده الفكر والعقل العربى سيحطم أحلام داعش أو من على شاكلتها!!

وعليه تصبح التنمية أحد عناصر القوة القومية لأى أمة لابد أن يضعها متخذ القرار فى اعتباره عند رسم سياساته خاصة السياسة الخارجية وتعتبر شبه جزيرة سيناء النموذج الأكثر وضوحاً فى علاقة الأمن القومى بالتنمية، حيث يعتبر زرع سيناء البشر والشجر الوسيلة الأكثر جدوى فى مواجهة الإرهاب بعبارة أخرى تعمير سيناء وجعلها منطقة جاذبة للسكن والعمل يساعد على تغيير النظرة لسيناء باعتبارها صحراء ولكن الواقع يقول إنها منطقة غنية بالمعادن والبترول بالإضافة إلى القداسة التى تحيط بها لأنها معبر الأنبياء والأرض التى كلم الله سبحانه وتعالى فيها موسى عليه السلام، لهذا ليس غريباً أن يطلق عليها أرض السلام رغم أنها شهدت حروباً متعاقبة سواء كانت نظامية أو غير نظامية فقد كانت حرب أكتوبر 73 آخر الحروب النظامية ومازالت الحرب ضد الإرهاب مستمرة فى سيناء حتى يومنا هذا.

إذن نحن أمام خيار واحد هو التوحد وتفعيل القوة القومية فى مواجهة أحلام الدواعش وغيرهم من عناصر الإرهاب المدعومة من تنظيمات أو دول تسعى للحيلولة دون استرداد العرب زمام المبادرة لتوحدهم والترويج لعدم جدوى هذا المفهوم فى عالم اليوم لدرجة أن البعض يعتبر الحديث عن الوحدة العربية والعمل العربى المشترك كلاماً عفا عليه الزمن والحقيقة أن هذا حق يراد به باطل هدفه باختصار ألا تقوم لأمة العرب قائمة وتمنح قوى الإرهاب وفى مقدمتها داعش الفرصة للتنامى على حساب الوجود العربى فهل يمكن إحياء الفكر القومى العربى فى عمل عربى مشترك لمواجهة حلم الإرهاب الداعشى؟