رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كن منطقياً.. ولا تكن معوقاً


لا ينكر أحد أن ما تمر به البلاد فى الوقت الراهن يعد وبحق تحولاً تاريخياً لها سوف يذكره التاريخ فى صفحاته لتعلم الأجيال القادمة كيف استطاع هذا الشعب الخالد صد المؤامرات التى كانت تهدف إلى تفكيكه ووضعه تحت الوصاية لبعض الدول، واتضح كذلك كيف كانت الدولة المصرية على شفا حفرة كادت أن تنهار بها، ولولا فضل الله الكريم الحنان الذى قيد لهذه البلاد أسباب عدم الانهيار ومكن لابنها البار الرئيس عبدالفتاح السيسى القيادة فى ظل أحلك الظروف وأصعبها، هذه الرؤية العميقة والقراءة الرشيدة لواقع الدولة متى كانت قائمة وراسخة ولم تغب عن عقول أبناء الشعب المصرى خاصة أعضاء الجهاز الإدارى، فإننا سوف نكون قادرين على تحقيق المزيد من الاستقرار والتنمية والانتصارات فى أزمة قياسية لا ترتبط بالنظريات الاقتصادية.

وبالبحث عن الأدوات التى تستخدمها الدولة فى التحول نحو الافضل، فأننا نجد أن الجهاز الإدارى يعد رأس الحربة لأنه المنوط به خلق البيئة المناسبة والجاذبة لجميع الاستثمارات والمشروعات مهما كانت هذه المشروعات الصغيرة منها والكبيرة، ما يهمنا هو أن نعى أن امتلاك الدولة لجهاز إدارى قوى سوف يساعد على كسر جميع النظريات والقوانين التى تحكم المجتمعات فى مراحل التحويلات الكبرى، من هذا المنطلق يجب أن يعلم أعضاء هذا الجهاز أنهم هم من يبنون الأوطان وهم من سوف يخلد التاريخ ذكراهم إذا كانون منطقيين فى إدارتهم للملفات وكانت لديهم الحمية والإنجاز «مش فوت علينا بكرة يا حضرت» أى لم يكونوا معوقين ومعرقلين أو حتى غير مستوعبين ومدركين لغايات القيادة السياسية وما تمر به البلاد من تغيرات جذرية فى جميع المجالات لإرجاع مصر إلى مصاف الدول المتقدمة كما كانت من قبل.

حقاً يا أيها الموظف.. يا أيها الحارس الأمين.. يا من استأمنك الشعب المصرى على قضاء حوائجه وإشباع احتياجاته والحفاظ على مقدراته ويا من استأمنك صاحب المال على تذليل جميع العقبات من أمامه لكى يقيم مشروعاته التى سوف يحقق من خلالها للبلاد الخير الوفير، كن منطقياً ولا تكن معوقاً واسال نفسك هل حضورك للعمل فى أوقات غير محددة ومعلومة وعدم إنهاء ما يوكل إليك منطقياً؟ هل وهل أنا لن أحصى ما يفعله الموظف من عقبات ومعوقات، لأن الكل يعلم والكل يئن من شكل ومضمون هذا الجهاز. هذا ناقوس خطر أدقة وعلى الجميع القادة والمرؤوسين يا من تتحدثون عن قانون الخدمة المدنية _الذى لن أتحدث عليه الآن فى ظل هذا المشهد المرتبك _لأن هذا القانون ما هو إلا خطوة، نحن فى حاجة إلى وضع منظومة كاملة متكاملة _رضى من يرضى وغضب من يغضب _لأن بناء الأوطان ليست وجهة نظر، ولن يتم تغيير واقع مصر مالم يكن الموظف وكل قائم على تقديم الخدمة قادراً على التفكير والإبداع بطريقة منطقية ومنضبطة وسريعة وجاعل من القانون واللوائح الحارس الأمين له وللشعب لأنه يخطئ من يظن أن أى تشريع جاء ليعرقل البناء والتقدم... حمى الله مصر وشعبها.

معاون رئيس الوزراء