رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة دكتوراه عن حق النظام السلمى


كما أثار غضب الأستاذ الدكتور السيد عبداللطيف خصوصاً لأن العنوان كان «دور الشرطة فى التمكين من حق التظاهر السلمى – دراسة تحليلية مقارنة بين مصر وإنجلترا». غضب الأستاذ السيد عبداللطيف، لأن حق التظاهر السلمى من الحقوق التى لا تحتاج إلى الشرطة للتمكين من ممارسة هذا الحق، فالممارسة شىء طبيعى، كما غضب مرة أخرى عندما قرأ للباحث أن الشرطة ديمقراطية.

تكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور السيد عبدالمطلب غانم، الأستاذ المتفرغ بالكلية، والدكتور محمد مجاهد الزيات، وكيل جهاز المخابرات سابقاً، فضلاً عن المشرف الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ، التى تولت الإشراف على الرسالة بعد وفاة المشرف الأصلى الأستاذ الدكتور كمال المنوفى، رحمه الله تعالى. استوقفنى فى الدعوة، مرفقاتها التى اشتملت على نبذة عن الدراسة أثبتها هنا كما هى، منعا للالتباس الذى يحدث عند المناقشة. يقول الباحث عن دراسته: هذه الدراسة فى مجملها مبادرة لتحسين صورة مصر الحقوقية فى الداخل والخارج دون المساس بخطط مكافحة الإرهاب. اكتسب الباحث خبرات فى العمل بقطاعات الأمن ومباحث أمن الدولة والتدريب وأكاديمية الشرطة، واجتهد فى توظيف خبراته الشرطية وصولاً لاختيار قضية بحثية حقوقية مهمة تشغل الداخل والخارج وهى البحث فى التمكين من الحقوق بالأساليب والاستراتيجيات الأحدث فى العالم، وبحث فى أفكار مبتكرة لتحقيق التعامل الشرطى العصرى المأمول مع الحشود، وصولاً لأفضل مستوى ممكن من ممارسة حرية التعبير بالتظاهر القانونى السلمى».

وانتهى الباحث إلى ظهور جيل جديد من التكتيكات الأمنية فى القارة الأوروبية يرتكز على نظريات حديثة فى علم النفس الاجتماعى وعلوم التنمية البشرية، وتقوم هذه النظريات على تدعيم مواقف العناصر السلمية داخل الحشود وحفز السلوك السلمى بصفة عامة من خلال تدقيق نصوص التشريع والتوعية المجتمعية وتطوير تكتيكات الشرطة فى التعامل مع الحشود، ودعا الباحث لاستقدام هذه التكتيكات بوصفها نهجاً يحقق تعاملاً أمنياً مثالياً مع المظاهرات، حيث تصب نتائجها فى تدعيم قضايا حقوق الإنسان، وخفض احتمالات لجوء الشرطة للقوة. ونبه الباحث إلى أن التكتيكات الموصى بها ليست مانعة أو ممانعة لاستخدام الشرطة للقوة وفقاً لضوابط القانون، وإنما من شأنها الحيلولة دون اللجوء للقوة أو الحد من استخدامها لأدنى مدى ممكن، تحقيقاً لأفضل حالات التوافق مع المعايير المهنية للشرطة محلياً ودولياً، وتجفيفاً لمصادر العنف فى المجتمع، وتدعيماً للصورة الذهنية عن الممارسات الديمقراطية بالبلاد دون أدنى مساس أو تقاطع مع خطط مكافحة الإرهاب». انتهى عرض فكرة الرسالة. كما استوقفنى فى الدعوة، خبرات وثقافة عقيد الشرطة الباحث حليم أحمد محمود الديب، لأنها ثقافة متنوعة لايعبأ بها أحياناً بعض المختصين، فضلاً عن معظم رجال الشرطة الذين يشغلهم عملهم والأخطار الجديدة التى تحيط بهم وتهدد حياتهم، والمتمثلة فى الإرهاب، فضلا عن مكافحة الجريمة بما يحيطها من أخطار وتحديات.

الباحث العقيد شرطة حليم الديب، حاصل على الماجستير فى العلوم السياسية عن موضوع «الحرية السياسية فى الفكر الإسلامى والفكر الليبرالى» بامتياز، وحاصل على عدد كبير من الدبلومات والشهادات وشهادات التقدير حتى فى اللغة العربية وآدابها، وفى الترجمة التحريرية والفورية، وحصل على عدة أنواط كذلك. وهو يجيد اللغة العربية والإنجليزية قراءة وكتابة وتحدثاً واستماعاً. نموذج مشرف، لمثابرته فى البحث والدراسة، وطرق موضوعات حساسة ودقيقة، ولصبره على ما أثير فى لجنة المناقشة، وجهوده المثمرة فى التقدم وتثقيف نفسه – فضلاً عن متطلبات المهنة والتخصص. لو كانت شرطتنا كلها، مثل العقيد حليم الديب ثقافة وعلماً واهتماماً بحقوق الإنسان ومراعاتها، مع التوازن وتحقيق النجاح فى الحرب على الإرهاب لكانت أحسن شرطة فى العالم. ومبروك للدكتور حليم الديب، الذى حصل على تقدير امتياز بعد المناقشة القوية. والله الموفق.