رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدق الرئيس .. وخفق المسئولون


عندما استمعت لحديث الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير فى الندوة التثقيفية بمسرح الجلاء، أدركت أن هذا الرجل يسير بمنهج عملى وعلمى للتفكير وبوعى وفهم، دائما يُدعم حديثه بالأرقام التى لا تكذب، وبترتيب عقلى قادر على توصيل الفكرة إلى الجميع، ولقد استوقفتنى كلمات بعينها تحدث عنها فى خطابه، واعتبرتها أنا وغيرى ممن تابع الخطاب مثل الجروح المزمنة فى عضد الدولة المصرية، كما أنها كلمات أصبحت كاتفاق ضمنى بين الناس جميعا، ويجب أن تُفعل وتُقترن بفكر وتدبر، وذلك حتى نعرف إلى أين نسير؟وعندما تابعت ما قاله الرئيس عن قانون الخدمة المدنية الجديد، تساءلت: هل من وضعوا هذا القانون حددوا آليات تنفيذه على أرض الواقع؟، فى اعتقادى أن نجاح تطبيقه مرهون أولاً بتصحيح النظام الإدارى والنظام المالى للدولة، ثانياً التأكيد على ضوابط ومعايير قياس الكفاءة فى القيادات المنوط بها تولى أى منصب، وحتى نكون أكثر مصداقية مع أنفسنا، فإننا نخشى ما نخشاه أن يتم استخدام هذا القانون من قبل البعض طبقا للأهواء الشخصية، دون العمل بما جاء فى مواده!!، لذا يمكننا أن نطرح السؤال التالى: من الذى سيضمن استبعاد المحسوبية والعلاقات الشخصية فى اختيار العناصر الجيدة ؟، أقول ذلك لأننا وصلنا مؤخرا لحاله متردية فى اختيار القيادات، وكأننا مُصرون على السير بنفس خطوات النظام القديم، الذى أدى بمؤسساتنا إلى ما هى عليه الآن، وللأسف الشديد نلاحظ اتهاماً قاسياً جدا لكل من يعترض على هذا الوضع المأساوى، بأنه «ضد المصلحة العامة للوطن» !!.وكما اعتدنا على رد فعل الحكومة تجاه أى أزمة يمر بها المجتمع، تأتى ردود فعل المواطن أيضا على بعض قرارات المسئولين، لذا نجد هذا المسئول أو ذاك يسعى هنا وهناك لشرح وتفسير هذه الأزمات عن طريق بعض البرامج التليفزيونية، وهنا أطرح سؤالاً آخر: لماذا لا يتم طبع دليل استرشادى لكل مؤسسات الدولة فى إطار القانون، وتوزع على الموظف لتشرح له ماهية القانون وتفاصيله؟ أعتقد أنه بهذه الطريقة سنوصد الباب أمام الافتتات والشائعات، وقد لفت انتباهى اجتماع المهندس إبراهيم محلب- رئيس الوزراء- مع الجهات المعترضة على القانون سالف الذكر بشكل جدى وحضارى، فهذا السلوك بحق أمر يحترم، ولكن كان من الممكن تطبيقه بشكل «سلس» لو تم شرحه وتحليله، فضلاً عن وضع ضوابط محكمة فى لائحته التنفيذية. سيدى الرئيس، نعلم جيدا مدى حرصكم على بناء الوطن وتعميره، كما نعلم أيضا أهدافكم النبيلة فى التخطيط لمصر القوية الفتية، وهذا هو حلم المواطن الكادح،الذى أثقلته الهموم، ومن ثم وقف خلفكم بكل ما أُوتى من قوة، سيدى الرئيس لقد تابعناكم أكثر من مرة وأنتم تؤكدون أن «من لم يستطع العمل والانجاز، فليترك منصبه طواعية لمن يستطيع أن ينجز»، ورغم ذلك لم نسمع عن من ترك منصبه بسبب تقصيره فى عمله !!، فعفوا سيدى الرئيس أن طالبناكم بوضع قواعد صارمة لتقييم أداء أى مسئول مهما كان منصبه، لأن ذلك هو بداية الإصلاح المالى والإدارى للدولة الواعدة التى تمثلون رأسها.

سيدى الرئيس، لقد وعدت فأوفيت فى قناة السويس الجديدة، فضلا عن العديد من القرارات التى اتخذتها وجار تنفيذها، وجميعها قرارات تمثل مشاريع عظيمة تحتاج لإرادة قوية، وفقا للمعايير والضوابط الصارمة، و دون المعارف أو المجاملات، لكل ما سبق ندعمكم، ونؤكد بأنكم فى أمس الحاجة الآن وليس بعد، إلى قيادات واعدة تعينكم على تحقيق حلم كل المصريين فى ظل التحديات العالمية الحالية التى تحيطنا من كل جانب، اللهم احفظ مصر.

مذيعة