رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«داعش» والعرب ومستقبل الأمة «1- 2»


أرسل لى أحد الأصدقاء خريطة العالم العربى موضحا عليها جميع الدول العربية وبعض المناطق فى آسيا وأوروبا باللون الأسود ومرفق بها هذا حلم ما يسمى «داعش فى عام 2020»، وما يعنينا هو حلم السيطرة الكاملة على الأمة العربية، وإذا كان لا يفصلنا عن هذا الموعد سوى سنوات قليلة فإن الأمر يجب أن نأخذه بجدية سواء كان هذا الكلام هراء أم صدقا!!.

وأقول رب ضارة نافعة فقد حدث فى العشرين سنة الأخيرة اختزال للعمل العربى المشترك إلى تعاون ثنائى أو إقليمى محدود بعد أن كانت التوجهات القومية للشعوب العربية عامل زخم لهذا العمل سواء على مستوى الحكومات أو مستوى الشعوب فى فترات الازدهار القومى حتى سادت النعرات الانعزالية وتغولت لأسباب تعود إلى رغبة كثير من النظم العربية فى التقوقع والانكماش حيث تغلب الفكر الوطنى على الفكر القومى إذا جاز التعبير.

وتعود أيضا لأسباب مرتبطة بالنظام العالمى الجديد بعد تفكك المعسكر الشرقى وانتهاء ما يعرف فى العلاقات الدولية بالقطبية الثنائية، مما انعكس على التجمعات الإقليمية والقارية خاصة فى دول العالم الثالث وأصبح هناك نظام جديد يعتمد على القطب الواحد سياسيا والتعددية القطبية اقتصاديا، حيث نجد سيطرة الولايات المتحدة التى كانت تمثل زعيمة المعسكر الغربى الرأسمالى على هذا النظام بعد انفراط عقد المعسكر الشرقى الاشتراكى ولكن المشكلة التى واجهت أمريكا أنه لم يعد أمامها عدو محدد فكان لابد من البحث عن عدو جديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتى وتفرغ الصين للبناء الاقتصادى وسبقتها اليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فبدأت الولايات المتحدة فى خلق العدو واعتبرت منطقة آسيا والشرق الأوسط بيئة مناسبة لهذا العدو ووجدت ضالتها فى عام 2001 فى الحادى عشر من سبتمبر عندما تعرضت لهجمات مركز برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك من خلال تنظيم «القاعدة» الذى كانت السبب فى إنشائه لمقاومة نفوذ الاتحاد السوفييتى فى أفغانستان والشيشان ولما انقلب السحر على الساحر فى واقعة سبتمبر انتقلت القوة الأمريكية إلى المنطقة على غرار ما حدث فى حرب الخليج الثانية عندما غزا العراق الكويت وامتد الذراع العسكرى الأمريكى إلى أفغانستان والصومال، ولكن بعد غزو بغداد وسقوط حكم «صدام حسين» أدركت الولايات المتحدة أنها تستطيع تحقيق أهداف سياستها الخارجية فى الشرق الأوسط دون تحريك قواتها من خلال تفجير الصراعات الداخلية فى دول المنطقة واستخدام مواطنى هذه الدول لتغذيتها وروجت نظرية الفوضى الخلاقة وحروب الجيل الرابع Fourth generation war-mate The حتى وصلنا إلى ما سمى «ثورات الربيع العربى» التى تزامنت مع رفض العديد من الشعوب العربية لنظم الحكم فيها مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وحدثت ثورات فى هذه الدول أزالت النظم القائمة، ولكن معظمها مازالت تعانى، الأمر الذى انعكس على الكيان العربى و الذى أنقذ الموقف من التدهور أكثر نجاح الثورة المصرية الثانية فى 30 يونيه 2013 واستعادة مصر لدورها القائد فى المنطقة مع المملكة العربية السعودية رغم محاولات بعض القوى الإقليمية والدولية هنا أو هناك عرقلة هذا الدور وللحديث بقية