رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جنون الإخوان... كلفنا ثمن جرائمكم


تحت قبة البرلمان كنت أجلس بينهم لسنوات طويلة.. أى نعرف بعضنا بعضاً.. تشهد على ما أقول قبة البرلمان ومضابط المجلس.. كانت نسبة الجنون عالية.. لم تكن مزعجة.. لكن «مرسى» مسئول الهيئة البرلمانية للجماعة قد كشف حالة الجنون المستترة.. فقد كانت تنتابه فى بعض الحالات «هياج» عصبى.. كنا نقوم بإخراجه إلى البهو الفرعونى حتى يستقر عقلياً!! لقد دفعنا الثمن غالياً من هذا الجنون الرسمى المسجل فى المضابط.. لقد رفعوا شعار «الإسلام هو الحل».. ثم غيروه واستبدلوه بشعار آخر «نحن نحمل الخير لمصر»!! بعد أن استولت جماعة الإخوان على حكم البلاد.. اكتشفنا أن الخير الذى يحملوه لنا.. كان «الشر بعينه»!! كان الموت.. بالرصاص والسيارات المفخخة والقنابل الموقوتة هذا هو الخير الذى يحملوه لنا! لماذا نقول ذلك الآن؟!

لقد دفعنا الثمن.. كان غالياً.. نحن الآن علينا أن نستمر فى دفع تكاليف ما حدث.. إن الشعب المصرى قد فقد نسبة كبيرة من إيراداته وأصبحت البطالة تنهش فى لحم شبابه..والأخطر من ذلك أن جماعة الفساد هى الوحيدة التى تجنى الآن ثمار جنون الإخوان أى أن الفساد هو المستفيد الآن مما حدث على يد هذه الجماعة!! لكن.. من يصدق أن الرئيس الإخوانى الذى كان مصاباً بجنون مستتر يصبح أول رئيس فى العالم برتبة جاسوس أو العكس.. إن وثائق ومستندات الأمن القومى للبلاد أصبحت الآن فى حوزة إسرائيل.. بعد أن تسلمتها حامية حمى جماعة الإخوان «قطر»!! كم من الزمن والجهود التى تبذل كى نعوض ما ارتكبه الجاسوس فى حق هذا الوطن؟! حتى الدماء التى سالت من الشباب من أجل حياة أفضل.. قد ذهبت أيضاً دون ثمن فقد باعت الجماعة دماء الشهداء.. حتى النظام الذى أسقطته ثورة الشعب أصبح يحلم بالعودة الآن فقد كانت جرائم الإخوان أكثر بشاعة مما كان يعتقد البعض.. من يصدق أن الأموال التى نهبت وذهبت إلى بنوك العالم.. كنا نحلم بعودتها.. وأصبحنا نختلف فى حجمها وقيمتها.. أصبحت منسية الآن..!

أغرب نكتة أعلنها الآن.. فى البرلمان المنحل المسيطر عليه جماعة الإخوان سابقاً كانت هناك لجنة لاسترداد هذه الأموال.. يرأسها عصام العريان.. كنت عضواً بهذه اللجنة.. كانت المستندات والملفات التى تحوى أرقاماً مخيفة عن أرقام نظام مبارك فى بنوك العالم.. كل هذا كان بيد «العريان».. ثم سمعنا بعد ذلك أن جماعة الإخوان قامت بفتح بعض مكاتب المحاماة بلندن.. كانت مهمة هذه المكاتب اقتسام الحسابات السرية مع أصحاب هذه الحسابات مقابل منحهم شهادة مصالحة!! إنها جرائم تحت بند الخيانة العظمى للشعب المصرى.. إن جماعة الإخوان أصبحت شريكاً فى الأموال المهربة والمنهوبة من هذا الشعب، إن أشد «القراصنة» دموية فى العالم لم يرتكبوا جرائم مثل ما ارتكبته هذه الجماعة.. عرفنا الآن أن هذا هو «الخير» الذى كانت تحمله لنا الجماعة!!

تسببت الجماعة بجنونها المتواصل فى إصابة الاقتصاد الوطنى والحياة الاجتماعية بخسائر فادحة يدفع ثمنها الآن كل الطبقات الشعبية فقد كانت الإصابة مباشرة للجماهير التى تتطلع إلى حياة أفضل.. إن الديمقراطية أصبحت تتراجع للخلف بعد أن تقدم جنون الإخوان للأمام.. وأصبحت جرائم الإخوان تعوق تقدم الديمقراطية والحرية.. وهذا هو هدف الجماعة.. إن الانفجارات والقتل لا يمكن أن تجعل الديمقراطية تتقدم.. إن ارتفاع أصوات القنابل يجعل صوت الحرية ينخفض.. إن هذه الجماعة المجنونة.. قد أصابت بجنونها الشعب والوطن.. وسوف نستمر طويلاً فى علاج ما ارتكبته الجماعة من أعمال إجرامية مجنونة.. لقد حكم الشعب المصرى بالإعدام على جماعة الإخوان وأبنائها وأخواتها.. ثم نفذ الشعب الحكم على ضفاف قناة السويس، حيث خرجت الجماهير تحتفل فى ربوع الوطن كله والحقيقة أن الجماهير خرجت كى تنتقم من جنون الإخوان