رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الالتهاب السحائي".. أعراضه وطرق الوقاية منه

جريدة الدستور

بين قيل وقال، عاد من جديد ظهور مرض "الحمى الشوكية" المعروف باسم "الالتهاب السحائي"، الذي تداولت وسائل الإعلام عنه أنه قضى على "42 مواطنًا"، وبين نفي الصحة وتأكيد مستشفيات الحميات ظل الأمر معلقًا.

يُعرف التهاب السحايا أو الحمى الشوكية بأنه التهاب الأغشية الدماغية المغلفة للدماغ والحبل الشوكي، وتكون معظم أسباب الإصابة به معدية عن طريق الجرثومات أو الفيروسات الطفيلية أو الفطرية، كما أنه عبارة عن التهاب يصيب السحايا، أي الأغشية الثلاثة التي تغلف وتحمي المخ والحبل الشوكي.

يحدث الالتهاب السحائي الفيروسي عن طريق انتقال نوع من الفيروسات تعرف بالفيروسات المعوية عن طريق السعال أو العطس أو المياه الملوثة بالصرف الصحي، وينتشر عادة في الشتاء ويصيب غالبًا الأشخاص دون الثلاثين عامًا.

وللالتهاب السحائي البكتيري، أنواع كثيرة منها، يحد غالبًا؛ بسبب انتقال بكتيريا المكورات السحائية، و قد يحدث الالتهاب بسبب بكتيريا المكورات السبحية الرئوية والأنفلونزا الدائمة و بكتيريا الدرن، وتسبب البكتيريا العدوى في منطقة أخرى في الجسم ثم ينتقل عن طريق الدم إلى المخ.

أما بالنسبة للالتهاب السحائي الفطري فيحدث غالبًا عند ذوي المناعة المنخفضة، ويكثر الالتهاب السحائي البكتيري عند الأطفال، كما أن كل من الالتهابات السحائية البكتيرية والفطرية تستدعي المعالجة الطبية الفورية والتشخيص السريع.

وتظهر أعراضه في غضون ساعات بعد العدوى و تتطور بسرعة حتى فقدان الوعي والوفاة، ويجب علاجه في وقت مبكر، لأن أعراضه المبكرة تتشابه مع أعراض الأنفلونزا إلى حد كبير، لكنها تتطور خلال فترة قصيرة تتراوح ما بين عدة ساعات إلى يوم واحد أو يومين.

ويبدأ المريض بالشعور بالحمى الشديدة، والصداع، وتصلب العنق، والغثيان والقئ المصحوب بالصداع، وصعوبة التركيز، والإصابة بنوبات من التشنجات، والنعاس وصعوبة الاستيقاظ من النوم، والحساسية الشديدة من الضوء، وعدم رغبة الطفل في تناول الأطعمة أو المشروبات، والطفح الجلدي في بعض الحالات، لاسميا في حالة الإصابة بالحمى الشوكية الفيروسية أو البكتيرية.

كما أن عدم العلاج المبكر له، يؤدي إلى مضاعفات عديدة، لذلك لابد من الإسراع بالمريض المصاب بالحمى الشوكية إلى الطبيب المختص؛ فكلما طالت فترة إصابة المريض دون علاج، أصبح المريض فريسة سهلة للمضاعفات الخطيرة للمرض، ومنها فقدان حاسة السمع، والإصابة بالعمى، وتلف الذاكرة، وفقدان النطق، والفشل الكلوي ، وتلف الغدة المسئولة عن إفراز هرمون "الإدرينالين" ثم الوفاة.

وبسبب تشابه أعراضه مع مرض الأنفلونزا، لا توجد طريقة سريعة للتعرف على نوع التهاب الحمى الشوكية، فالأمر يستلزم إجراء فحوصات واختبارات معملية تحت إشراف الطبيب، لأن الأمر قد يكون معديا، وذلك يستوجب تناول الأدوية اللازمة للوقاية من هذا المرض.

كما يتم تشخيص الالتهاب السحائي بسحب سائل من العمود الفقري، ومن ثم يتم فحص السائل للتحري عن وجود فيروس أو بكتيريا أو فطريات والتعرف على نوعها.

ويكون العلاج عن طريق "المضادات الحيوية" التي تستخدم للالتهاب السحائي الفطري والبكتيري، أما الالتهاب الفيروسي فلا يوجد دواء لشفائه، ولكن المرض يختفي في غضون أسبوع من تلقاء نفسه، كما أن جميع أنواع الالتهاب السحائي تسبب إجهادًا وألمًا شديدين.

كما أن من خطوات الوقاية من المرض هي: "غسل اليدين، وتجنب الأشخاص المصابين لمنع الإصابة بالالتهاب الفيروسي، ومنع الإصابة بالأنفلونزا المستديمة لمنع الإصابة بالالتهاب البكتيري وذلك عن طريق تلقي اللقاح".

وتأتي الوقاية منه في ضرورة التهوية الجيدة في أماكن التجمعات، مثل المدارس ومعسكرات الجيش والشرطة والمدن الجامعية ودور السينما والمسارح، عدم استخدام المتعلقات الشخصية للغير مثل المناشف.

ويتسبب المرض في إحداث تلف حاد للدماغ ينتهي بوفاة المريض، وقد يؤدي إلى الشلل والصمم وضعف العضلات والتخلف العقلي والعمى.

كما أن معظم المواطنين يكتسبون مناعة طبيعية ضد المرض بعد مرحلة الطفولة نتيجة لتعرضهم أو إصابتهم بالفعل ببعض فصائل الميكروب السحائي الثنائي، وعلى ذلك يجب تطعيم أفراد التجمعات الكبيرة الأكثر تعرضًا للعدوى.