أنت واقف على الشجرة ؟

يحكى قديماً، أن حكيماً سأل يوماً تلميذه: «ثلاثة طيور يقفون على شجرة، قرر واحد منهم أن يطير، فكم عصفوراً بقى على الشجرة ؟». فرد التلميذ: «اثنان». فقال الحكيم: « أخطأت، بل بقى ثلاثة عصافير على الشجرة، لأن هذا العصفور لم يطر بل قرر.. لكنه لم يطر بالفعل و لم يتحرك من فوق الشجرة... وبالتالى لم يتغير شىء.!! صدقت يا حكيم.

والآن ... عليك أن تسأل نفسك و تواجهها «هل مازلت واقفاً على الشجرة ؟»... كم مرة قررت أن أفعل شيئاً ولم أفعله؟.. كم مرة حلمت ولم أقدم على تنفيذ حلمى فأصبح سراباً؟. هذه هى آفة من آفات مجتمعنا، إننا نحلم، نأمل، ولكننا لا نتحرك... بل أحيانا نرمى ضعفنا، قلة حيلتنا، فشلنا، يأسنا وضعفنا على الآخرين بدلاً من مواجهة أنفسنا «إننا نحن المخطئون و ليس من حولنا».. واجه نفسك بأن أكبر هزيمة فى حياتك هى هزيمتك أمام نفسك و بيدك و ليس على يد الآخرين!!.

لتنجح فى حياتك... ليس كافياً أن تتمنى أو أن تبنى قصوراً على الرمال ... أو أن ترسم مستقبلاً على الأوراق ... أو أن تكتب لنفسك أهدافاً لا تتعدى الحروف أو الحبر الذى كتبت به!!.

بل عليك أن تواجه نفسك... بأن أكبر قوة فى العالم هى قوتك أنت... ثقتك فى نفسك.. قدرتك على التحليق لتحقيق أحلامك... وأن نتيجة وقوفك على الشجرة «دون أن تطير» هى أنك ستظل دائماً فى مكانك لن تتحرك و لن تحلق لتنفيذ أهدافك ... وبالتالى، فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه لأنك «واقف على الشجرة»!! «إن الكلام سهل، والأحلام أسهل من الكلام، والأمانى فى متناول الجميع، و لكن لا يفوزإالا أهل العزائم».. صدقت يا د. مصطفى محمود. كن من أهل العزائم .. وأبدأ بتنفيذ حلمك ولا تبقى ساكناً فوق الشجرة، ترى الطيور من حولك تطير وأنت تراقبهم بأسى و بحسرة!!. إن أكبر نجاح فى الحياة ليس فى التعثر و لكن فى القيام بعد كل مرة تعثرت فيها... عليك أن تعلم بأننا نقتل أنفسنا وأحلامنا عندما نضيق خياراتنا فى الحياة... وأنه علينا أن لا نقف على الأطلال نبكى بل نبحث عن بزوغ شعاع أمل جدبد يتسلل وراء الأفق .. «الإنسان العظيم و الحر كلما صعد جبلاً عظيماً وجد من ورائه جبالاً أخرى يصعدها» صدقت يا مانديلا. لا تكن متشائماً... فترى دائماً الصعاب تحيط بك و فى كل مكان ... بل كن متفائلاً لترى الفرصة فى كل هزيمة أو صعوبة. املأ نفسك بالأمل، لأنك إذا فقدت الأمل فقدت الحياة .. «إن سر النجاح يكمن فى الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد الحماس». صدقت يا تشرشل. فى معركة الوجود التى تعيشها مصر الآن... علينا جميعاً أن نحلم ... نخطط ... ننوى ... نطير و «لا نفضل واقفين فوق الشجرة» و قل لنفسك مثلى «ليس المهم من يفوز بالجولة الأولى، المهم من يفوز بالمباراة»... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله