رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى «السيسى» و«محلب»


برافو م. إبراهيم محلب على نيتك فى تغيير وزارى مرتقب حسب تقارير وملفات الأجهزة الرقابية عن الوزراء.. ده شىء جميل خاااالص.. وبهذه المناسبة السعيدة لدى مشكلة أريد أن أطرحها على معاليك.. إنها مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. مأساة يعيشها عدد لا بأس به من مواطنى مصر.. السبب هو حظهم العاثر فى انتهاء «كروتهم الغبية» التى تنتجها شركة «سمارت» المخصصة لصرف المقررات التموينية مضافاً إليها الخبز والغاز.. وزارة التموين ــ المسئول الأول عن هذه المهزلة ــ حينما دشنت حملة «الكروت الغبية» ظنت أنها ستقضى على الفساد والمتاجرين والمتلاعبين بالدعم ومستحقيه!! كما ظنت الوزارة أن منظومتها بعيدة عن ثغرات معدومى الضمير.. ولم تكن تتوقع أن هذه المنظومة فتحت الباب على مصراعيه للصوص حتى ينهبوا «قوت» المواطن المطحون.. هذا على فرض أن كل قيادات الوزارة بريئة من هذا الفساد!!

وحتى لا يخرج علينا «مطبلاتى» من هنا أو هناك ويشكك فيما نكتبه.. فإننى أؤكد معايشتى للتجربة فى محافظتى الحبيبة الدقهلية بنفسى والله العظيم تلاتة.. بداية من بقال التموين ومكتب البريد ومكتب التموين الرئيسى والفرعى بمركز منية النصر.. مروراً بمكتب سكرتير عام محافظة الدقهلية اللواء أحمد الإدكاوى ومدير مديرية التموين بالدقهلية السيد إبراهيم الخياط وشركة «سمارت» صاحبة اختراع «الكروت الغبية».. وختاماً بمكتب وكيل أول الوزارة المهندس محمود عبدالعزيز بالقاهرة ثم مكتب د. خالد حنفى، وزير التموين نفسه، هؤلاء «الأفاضل» فيهم من يعلم بتفاصيل المشكلة ومكامن الخلل وطرق العلاج ولكنه يؤثر السلامة على «وجع الدماغ» لسبب أو لآخر فى نفس «يعقوب».. ومنهم من يدعى ــ أو ربما أنه لا يعرف فعلاً وهذه مصيبة سوداء ــ عن هذه المأساة فى شىء!!.. ومنهم أيضاً من يشترك فى هذا الجرم من خلال منصبه بشكل أو بآخر.. وحينما تنقل له مشاكل المواطنين وشكاواهم من موظفى التموين وشركة «سمارت» تجده يستخدم معك أسلوب «التسجيد» بكلام معسول «لا يودى ولا يجيب»!!

على سبيل المثال.. فى مكتب أحد المسئولين قابلنى سكرتيره الخاص.. كان لطيفاً معى للغاية حتى أنه ورئيسه اتصلا أمامى بالمسئول الأول لشركة «سمارت» والمسئول الأول لتموين الدقهلية وأوصياه بشخصى خيراً.. طبعاً ده شىء جميل خااااالص.. لكن هذه المقابلة مر عليها أكثر من شهر ونصف الشهر دون أن تحل مشكلتى مثلى فى ذلك مثل 7 آلاف «كارت غبى» على مستوى المحافظة.. وكل كارت من هذا العدد مضروب فى 5 أفراد على الأقل.. يعنى إجمالى العدد 35 ألف مواطن يتم سرقة خبزهم وغازهم وموادهم التموينية يومياً إلى أن تتعطف عليهم «سمارت» وتستخرج لهم بدل تالف لـ «كروتهم الغبية»!!

آه.. نسيت أكشف لحضراتكم أعزائى القراء أن أحد موظفى هؤلاء المسئولين ظل يسب ويلعن الشعب المصرى بألفاظ خارجة لا تليق ولا تخرج من موظف عام.. هذا على أساس ــ من وجهة نظره طبعاً ــ أن الشعب لا يستحق الخدمة ويحتاج إلى «الضرب بالجزمة» لأن الشعب لصوص وبيسرقوا تموين الدولة!!.. موظف آخر يعمل مديراً لمكتب مسئول كبير شاهدته يتعامل مع المواطنين أصحاب الشكاوى وكأنهم عبيد وهو سيدهم!! يشخط فى هذا وينظر بقلة حياء لذاك ويهدد بالطرد من مكتب مسئوله من لا يعجبه حديثه أو جلسته!! هذه نماذج من موظفى الدولة بعد ثورتين قام بهما الشعب ضد الفساد والبلطجة والبيروقراطية البغيضة.. لكن من الواضح ــ الواضح جداً ــ أن الحال سيظل على ما هو عليه ويحتاج إلى مشرط طبيب ناجح بنفس كفاءة رئيس الجمهورية حتى يعيد للشعب طموحه وحقوقه المسلوبة.. وهذا ما نأمله حتى الآن فى المهندس إبراهيم محلب الذى وعد بتغيير وزارى يطال كل من قصر فى واجبه وترك موظفيه يتعاملون مع المواطنين بـ «قلة أدب» و«قلة قيمة» و«تعالى» و«كبرياء».

ختاماً.. أناشد رئيس الجمهورية المشير عبدالفتاح السيسى وأقول له سيدى الرئيس.. لقد جلسنا أمام شاشات التليفزيون يوم الخميس الماضى فخورين بك كزعيم وطنى تعيد لمصر وشعبها هيبتها وعزها وبناء اقتصادها بمشاريع قومية عظيمة.. سمعناك أثناء افتتاح القناة الجديدة تؤكد أن هذا المشروع العملاق ما هو إلا خطوة أولى ضمن ألف خطوة.. لذا أناشدكم أن تكون الخطوة التالية فى هذه المشاريع صون كرامة المواطن المكلوم والحفاظ على حقوقه من طمع اللصوص والبلطجية ومعدومى الضمير.. سيدى الرئيس: إن الميزانية العامة للدولة تذهب أغلبها فى بلاعات «الهبيشة».. وكله بالقانون!!.. لذا نطالبكم بانتقاء العناصر الرقابية وإعطائها السلطات الكافية للقضاء على كل أوجه الفساد فى مؤسسات الدولة.. سيدى الرئيس نعلم أن المسئولية عظيمة على شخصكم النبيل.. وهذه المسئولية تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع حتى نعبر بمصر إلى بر الأمان.. وهذا لن يتأتى إلا من خلال قيادات تتقى الله فى الشعب.. قيادات تؤثر غيرها على نفسها.. قيادات لديها النية والاستعداد أن تتبرع بنصف ثروتها ونصف راتبها لخزينة الدولة.. لا أن تأتى لمناصبها لكى تسرق رغيف خبز المواطن الجائع وتتعالى عليه وتحتقره وتهينه وتتهمه بالسرقة!!.. اللهم قد بلغت.. اللهم فأشهد.