رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إعلان القاهرة" رسالة للقوى الإقليمية والدولية.. وتوقيته طلق ناري

جريدة الدستور

"إعلان القاهرة" خلاصة زيارة سريعة قام بها الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، وولي ولي العهد، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تضمن البيان التأكيد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، والحرص على تطويرها في كل المجالات مع وضع الآليات التنفيذية اللازمة لتحقيق ذلك وبنود الإعلان.

واشتمل البيان على ستة بنود تتعلق بتطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، بالإضافة إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، وتكثيف الاستثمارات المتبادلة.

كما أكد على تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة، وكذلك تعيين الحدود البحرية بين البلدين.

واعتبر دبلوماسيون وسياسيون، هذا البيان ردا على الشائعات حول توتر العلاقة بين البلدين، وتوجيه رسائل لعدد من القوى الإقليمية والدولية.

ذكر السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية السابق، أن السبب وراء هذه الزيارة في ذلك التوقيت وخروج البيان، هي الشائعات التي تداولت في الآونة الأخيرة حول عودة العلاقات بين مصر وإيران.

وأوضح أن تلك الشائعات أثارت تخوفات السعودية ودول الخليج، من أنه حال عودة العلاقات بين القاهرة وإيران، تتخلي مصر عن حماية أمن الخليج ومصالحه، أو على الأقل تقف موقف الحياد تجاه الأزمة بين دول الخليج وطهران.

وأوضح أن هذا البيان جاء ردا على كل الشائعات والتخوفات، بالإضافة إلى أنه في حال عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران فعليا، فسوف يكون هناك التزام بكل ما جاء في إعلان القاهرة من قبل مصر والسعودية.

وشدد طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، على ضرورة صدور بيان مشترك عقب الزيارة، نتيجة توتر العلاقات بين الجانبين الفترة الماضية، وعدم نجاح زيارة "سامح شكري" وزير الخارجية المصري، إلى الرياض الأسبوع الماضي، في إزالة الفتور، خاصة أن هناك أحاديث طالت كثير من الملفات منها مستقبل القوة العربية المشتركة.

ولفت إلى أن دلالة دعوة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة في توقيت حفل تخرج ضباط الكلية الحربية، في إشارة أن الحضور السعودي في حدث وطني يؤكد حرص مصر على العلاقات مع السعودية، وفي نفس الوقت تأكيد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أنه لا توجد مشكلة.

وقال: إن المشكلات مسكوت عليها في إطار تجاذب وتباين في الآراء لا يصل لدرجة وقوع أزمة بين البلدين، فكان لابد أن يأتي ولي ولي العهد باعتباره يمثل ثقلا سياسيا وإستراتيجيا ومن الشخصيات النافذة في الأسرة الحاكمة، ولكونه وزير دفاع، في رسالة لأطراف أخرى، بأن القاهرة تريد أن تجعل للسعودية دور مباشر في تنفيذ القوة العسكرية المشتركة، خاصة وأن مصر انتهت من البرتوكول لتنفيذ القوة دون مناقشته مع السعودية، فجاء إعلان القاهرة للتأكيد على التفاهمات المشتركة.

وأوضح أن إعلان القاهرة رسالة إلى أطراف إقليمية ودولية، بأن القاهرة والسعودية ترتبان للخطوة التالية لتشكيل القوة العربية المشتركة، وذلك في ظل التجاذب والتباين حول الموقف السوري واليمني والعراقي، وهو ما تحاول البلدين القفز عليه، مؤكدا أن البيان سيحقق نتائج إيجابية في الفترة القادمة.

فيما رأي السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن إعلان القاهرة الذي صدر عقب اجتماع الرئيس السيسي وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إعلان في غاية الأهمية من حيث المضمون والتوقيت.

وقال: إن كل ما جاء في هذا الإعلان من بذل الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك العمل على حماية الأمن القومي العربي، وتطوير التعاون العسكري، يؤكد لكل القوى الإقليمية بأن العلاقات بين مصر والسعودية قوية ومتينة.