رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: هدفان وراء استهداف سفارة النيجر

جريدة الدستور

أيام قليلة مضت على وقوع انفجار بمحيط القنصلية الإيطالية، بوسط القاهرة، والذي راح ضحيته قتيل و9 جرحى، بالإضافة إلى خسائر جسيمة بمبنى القنصلية، واستمرارًا لتلك العمليات الإرهابية جاء حادث سفارة النيجر، صباح اليوم، والذي أسفر عن استشهاد مجند مصري وإصابة ثلاثة آخرين.

الهدف من وراء هذه التفجيرات، بحسب عدد من خبراء الأمن، هو إيصال رسالة للبعثات الدبلوماسية بأن مصر غير قادرة على تأمينها، والتشويش على افتتاح قناة السويس، لكنهم لفتوا إلى أن وقوع هذه الحوادث، يعود لخلل في منظومة الأمن المتبعة.

محمود قطري، الخبير الأمني، قال إن "حادث سفارة النيجر، تقصير أمني شديد للغاية، تحدثنا عنه كثيرًا، لكن دون جدوى أو أن يتغير شيء في المنظومة الأمنية"، مشيرا إلى أن دولة النيجر قد شهدت تفجيرات من قِبل جماعة "بوكو حرام" وراح ضحيتها عشرات المواطنين النيجريين، ومفترض على وزارة الداخلية أن تكون منفعلة مع هذا الحدث، ويكون لديها توقعات بأنه من الممكن استهداف سفارة النيجر وتعرضها لحادث إرهابي.
وأوضح أن "الحادث تم من خلال ثلاثة أشخاص، مستخدمين سيارة عادية، وأطلقوا الرصاص والأعيرة النارية بغزارة، وقاموا بمهمتهم براحة شديدة، لأنه لم يكن هناك أي تدابير أو إجراءات لمواجهتهم".
وأضاف "استهداف سفارة النيجر بعد تفجير القنصلية الإيطالية، نابع من رغبة الجماعات الإرهابية في أن تحظى باهتمام دولي، من خلال استهداف البعثات والهيئات القنصلية والدبلوماسية، وبالتالي إيصال رسالة لهم بأن الدولة المصرية غير قادرة على حماية تلك المنشآت وتأمينها بشكل يضمن سلامة أفرادها".
وذكر قطري أنه "حتى لا يتكرر ذلك الحادث فلابد من التدريب الجيد لأفراد الشرطة، وهو الأمر غير متوفر حاليًا، وضرورة وجود خطة تأمين تلبي متطلبات الواقع، فمن المهم أن يكون هناك منظومة أمن متواجدة في الشارع بشكل حقيقي وفعال"، موضحًا أن اختيار الهيئات الدبلوماسية هذه بشكل عشوائي، لكن على أساس اختيار المنشآت الدبلوماسية التي تتمتع بحلقات أمنية شديدة الضعف".
من جانبه، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "الحادث يأتي في إطار محاولة التشويش على حفل افتتاح قناة السويس الجديدة"، موضحًا أن الإرهاب يتواصل في أعماله الإجرامية، وعليه فلابد من تلاشي القصور الأمني المتواجد ووضع خطة مُحكمة للتخلص منه وضرورة الردع وإجهاض أي محاولة للتفكير في الهجوم علي أي سفارة، ومنع عدم تكرار هذه الحوادث.
وذكر أن هذه الحوادث التي تستهدف الهيئات الدبلوماسية، لن يكون لها تأثير على علاقات مصر الدبلوماسية مع هذه الدول، فالكل يعرف تماما أن مصر تخوض حربا شرسة مع الإرهاب، مشيرا إلى أن اختيار هيئات هذه الدول نابع من تفكيرهم الذي يتعامل مع الهدف السهل وغير محكم التأمين.
وقال اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري، إنه إذا كان لتفجير القنصلية الإيطالية مبرر باعتبارها دولة نشيطة في محاربة الإرهاب وتحديداً في ليبيا، فإن حادث سفارة النيجر غير مبرر علي الإطلاق.
وأوضح أن المستهدف من حادثة سفارة النيجر هي مصر، على عكس تفجير القنصلية الإيطالية، حتى وإن كان على الأراضي المصرية إلا أن إيطاليا كانت هي المستهدفة، فحادث اليوم هدفه إزعاج السلطات المصرية وأجهزتها الأمنية وتشتيت لجهود الأمن، وخاصة أننا على أعتاب الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة.