رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروشتة السوداء.. اغتيال أموال الأحياء والأموات


يُكن صندوق النقد الدولى عداء طبقياً لكل فقراء العالم.. حيث يحملهم مسئولية العجز فى الموازنة.. حيث يصدر الصندوق «روشتة سوداء» يعتدى فيها على كل الطبقات الشعبية.

... ومن ينفذ شروط هذا الصندوق يستحق أن يحصل على خطاب «شكر» حتى يمكن للبنك الدولى أن يمنح «الدولة المشكورة» قرضاً!! وقد وافقت مصر على شروط هذا الصندوق فى زمن «مبارك» وقد جعلته.. أى نظام مبارك يفترش ميدان التحرير!! لقد تم بيع القطاع العام بلا مقابل يذكر.. وتشريد ملايين العمال وتدمير وتخريب الاقتصاد الوطنى كله.. كانت النتيجة مأساوية ندفع ثمنها الآن.. حتى أموال الأرامل والأيتام وأصحاب المعاشات.. تم الاعتداء عليها وأصبحنا نتألم ونتساقط يومياً من الجوع والفقر والمرض.. لأول مرة فى تاريخ الدول كان وزير المالية الهارب فى لندن يوسف بطرس غالى.. هو نفسه المدير المالى لصندوق النقد الدولى وفى نفس الوقت كان وزير مالية لمصر.. أى كان يضع الشروط فى باريس بنفسه.. ثم يأتى إلى القاهرة ليطبقها..

أصدر القانون 130 لسنة 2009، حيث خفض المعاشات المبكرة إلى النصف.. ثم أتى بالمعجزة نائبة ويصدر القانون 135 لسنة 2010.. حتى يتسنى له التهام أموال التأمينات بالكامل واعتبارها مستحقات للخزانة العامة.. كل هذا تم دفعنا الثمن غالياً ومرعباً، حيث تم الفتك بملايين من المصريين أصبحوا الآن يعيشون فى كارثة اجتماعية..إن كوارث الزلازل والسيول أخف من كارثة الجوع والفقر والحرمان.. إن هناك 9 ملايين أسرة أصبحت تحت رحمة «الروشتة السوداء» حيث تم التهام تحويشه عمرهم وأصبحوا يبكون على أطلال شبابهم.. تقول تقارير الأمم المتحدة إن قيمة 2 دولار للفرد الواحد فى الأسرة تعنى.. أن هذه الأسرة تحت خط الفقر.. إذا كانت الأسرة من 4 أفراد فهم بحاجة إلى 8 دولارات يومياً.. أى أكثر من 60 جنيهاً فى اليوم الواحد ويصبحون تحت خط الفقر..! لكن الحقيقة أن هناك ملايين من أصحاب المعاشات يتقاضون أقل من ربع دولار فى اليوم.. أى أنهم أصبحوا تحت خط الموت!! هذا هو مافعله صندوق النقد بنا.. إن أمريكا فشلت فى إسقاط الدولة المصرية.. وسقطت جماعة الإخوان الموالية لها والتى كانت ستنفذ الخطة الأمريكية.. لكن أمريكا لن تتوقف فقد استبدلت جماعة الإخوان المجرمين.. بعملاء وأنصار صندوق النقد الدولى من أجل تنفيذ الروشتة السوداء حتى يمكن رفع درجة الاحتقان لدى الطبقات الشعبية، حيث يتسلل الجوع والفقر والمرض أهم نتائج الصندوق..أى أن عملاء الصندوق يحرضون الآن الطبقات الشعبية من أجل إثارتها حتى يمكن لها أن تتحول إلى بيئة حاضنة لكل أعمال الإرهاب..! إن الروشتة السوداء أصبحت تحظر تعيين الشباب وتعتبر تعيينه من الأعمال المحظورة أى تحريض الشباب ضد الدولة! ثم تأتى الروشتة اللعينة لتعتدى على أصحاب المعاشات وتستولى على أموالهم أى تحويشه عمرهم وتتركهم بلا عدالة اجتماعية حتى تضمن إثارتهم وتحريضهم!! الغريب.. أن الروشتة لم تترك مجالاً فى العلاج والتعليم والأجور والإسكان إلا واقتحمته تريد أن تعتدى عليه حتى يحقق الصندوق هدفه.. لأول مرة أصبحت أموال التأمينات فى خطر شديد، حيث يسعى عملاء الصندوق لتحويلها إلى موارد للخزانة العامة وهم لا يعلمون أن المادة 17 من الدستور تمنعهم من ذلك. بل وتجرم أى أعمال تجعل من يقترب من هذه الأموال يعاقب بالدستور نفسه وليس بالقانون فقط.. إن أنصار بطرس غالى قد سقطت فكرتهم الأساسية فى اغتيال أموال التأمينات واعتبارها من موارد الخزانة العامة بعد صدور المادة 17.. إن علينا الآن.. ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا حتى نأمن شر هذا الصندوق وعملائه.. لا توجد دولة فى العالم قبلت شروط هذا الصندوق وتقدمت بل إن بعض الدول رفضت تنفيذ هذه الشروط مما جعلها دولاً متقدمة فى العالم. على كل الموسسات الوطنية أن تنتبه للروشتة اللعينة حتى لا يحقق العملاء ما فشلت فيه جماعة الإخوان.