رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النجاح للأزهر والفشل للتربية والتعليم


نتيجة الثانوية العامة والأزهرية هذا العام تستحق الدراسة، فنسبة الرسوب فى الأزهرية أكثر من 70% تقترب من نسبة نجاح العامة 79%، وحال التعليم فى مصر يؤكد صحة نتيجة الأزهر بنسبة 28% المستوى الحقيقى للطلاب ونسبة 80% للتربية والتعليم كانت بالغش فقد سمعت مواطناً يلوم نجله الراسب فى الثانوية العامة بأنه لن ينجح مدى حياته، فالغش هذا العام لم يسبق له مثيل، ما حدث فى الأزهر هو البداية الحقيقية لإصلاح التعليم والأزهر والخطاب الدينى وسوف تظهر نتائجه فوراً، فعلى مستوى الجامعة سوف يقل عدد طلابها بما يسمح لهم بتلقى التعليم والتربية كما ينبغى، وطلاب الفرقة الأولى هذا العام فى جامعة الأزهر سوف يكونون أفضل طلاب مصر علماً وخلقاً بعد عشرات السنوات من التدنى والاضمحلال.

أيضاً الكثير من أولياء الأمور سوف يفكر كثيراً قبل إلحاق أبنائهم بالمعاهد الأزهرية طالما مُنع الغش فلن يضمنوا لهم الالتحاق بالجامعة كما كان فى السابق، قد يفكر أولياء الأمور فى إلحاق أبنائهم بالتعليم الفنى وهذا ما تحتاجه مصر وبشدة، أما ما حدث فى التربية والتعليم فنتائجه الكارثية سريعة وحدثت بالفعل فلدينا 13 ألف طالب حصلوا على أكثر من 98% فهذا يثير سخرية العالم علينا وأكثر من نصف الناجحين حصلوا على 90% وأكثر من 40 ألفاً حصلوا على 95% فهذه مصيبة لأن الغش الجماعى ساوى بين الطالب المجتهد والفاشل، وسوف يحطم آمال وطموحات المجتهدين وأسرهم فى الالتحاق بالكليات التى يحلمون بها، ما حدث فى الثانوية العامة يؤكد أننا مازلنا فى الطريق الخطأ، ولهذا لا نستغرب من رسوب مليون طالب فى مادة الإملاء وأن يكون لدينا خريجون لا يجدون القراءة والكتابة، هيئة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية أعلنت عن وظائف للحاصلين على مؤهل متوسط تقدم لها 15 ألف شاب رسب منهم 11 ألفاً فى اختبار القراءة والكتابة هذه هى المأساة المقبلة عليها مصر والتى لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية لعلاجها.

تجربة الأزهر تستحق الدراسة والتعميم وتؤكد أننا لو أردنا سوف نفعل، مسئولوه كانت لديهم الإرادة الحقيقية لمنع الغش وإصلاح التعليم فتحققت إرادتهم وهم جالسون فى القاهرة منعوا الغش فى أسوان ومطروح وسيناء والوادى الجديد والبحر الأحمر،الامتحانات كانت فى المعاهد بالمدن بعيداً عن القرى للسيطرة عليها، منع دخول التليفونات للطلبة والمدرسين، عقاب فورى للغش، منع المدرسين أقارب الطلاب الممتحنين من المراقبة والتصحيح، المصححون كانوا أكثر رعباً وخوفاً من العقاب فى حالة المجاملة، تجربة الأزهر تستحق الشكر والتحية لفضيلة الإمام الأكبر ووكيله والرجل الشجاع د. أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد، وإن كان الأمر بيدى أنصبه مسئولاً عن امتحانات مصر كلها لأنه منع الغش حتى فى اللجنة التى يؤدى فيها نجله الامتحان بالمنصورة، أما المسئولون عن امتحانات الثانوية العامة كان يجب إقالتهم من مناصبهم فوراً حتى يكونوا عبرة ولا يتكرر مع حدث فى المستقبل، حسبى الله ونعم الوكيل فيهم فقد وضعوا وزارة التعليم العالى والدولة كلها فى أزمة.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية