رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحية الرائعة إلى الأنبا باخوميوس


الكنيسة المصرية شأن مصرى عام وشأن قبطى خاص، فرأس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية يهم الأقباط الروحية، ويهم الوطن بأسره سياسياً وثقافياً، ويأتى انتخاب البابا الجديد رقم 118 فى تاريخ الكنيسة وخليفة قداسة البابا شنودة من الأهمية،

وجاء الانتخاب ليثير بعض الزوابع التى أقلقت كل المصريين، خاصة أن القادم الجديد سيخلف بابا كان يمتلك كاريزما وحكمة لا تتوافر لكثير من القادة أو الزعماء الروحانيين فى العالم.

ووجدت مصر من بعده من يتنافس على الكرسى البابوى، وهو يطلق تصريحات أغضبت الكثيرين من المسيحيين قبل المسلمين، عندما طلب من المسلمين مغادرة البلاد، فضلاً عن تنافس آخرين للوصول للكرسى البابوى وهو ينتقد بشدة المذاهب المسيحية الأخرى ويشكك فى إيمانها، وهنا اشتدت العواصف فى وقت يحتاج فيه الوطن لمن يئد الفتن.

وكان الأنبا باخوميوس قائمقام الكرسى البابوى هو رجل المرحلة الدقيقة بالفعل، ولو لا حكمته لما حدث الانتقال السلس للكرسى البابوى، فبتلك الحكمة اجتازت الانتخابات البابوية مرحلتها الأولى، وتقدم المرشحون لخلافة البابا شنودة الثالث بأوراقهم، وخفت صوت الصراع الذى بشرت به بعض الدوائر القريبة من المقر البابوى، ونجح المجمع المقدس برئاسة الأنبا الحكيم فى احتواء الخلافات الكامنة بين كبار الأساقفة فى بداية مرحلة الانتقال الكنسى، ولقد جاء قرار تبكير موعد الانتخابات البابوية لتجرى فى التاسع والعشرين من أكتوبر المقبل، بدلاً من الرابع والعشرين من نوفمبر المقبل، وأن تجرى القرعة الهيكلية لاختيار واحد من الثلاثة الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات فى الرابع من نوفمبر، وهو أمر ما كان له أن يحدث لولا المواقف الشجاعة التى اتخذها الأنبا باخوميوس، فقد جرى تحديد المواعيد البعيدة كما رأى الدكتور عماد جاد، وذلك تحسباً لعدم قدرة اللجنة على تصفية المرشحين إلى العدد المطلوب، وهو خمسة أو سبعة مرشحين من بين ستة عشر مرشحاً، اعتقد البعض أنها ستكون بمثابة عملية صعبة ومخاض عسير، نظراً لما يمكن أن يترتب على استبعاد شخصيات ذات نفوذ ووزن من ردود أفعال.

كما كان هناك اعتقاد لدى البعض بأن عملية الاستبعاد ستمر بمراحل عديدة، وقد تطال أكثر من اللازم، نظراً لما هو متوقع من تردد وحسابات معقدة قبل إعلان القائمة النهائية، ولكن حدث خير أو كما علقت بعض وسائل الإعلام عن صدق أن الأنبا باخوميوس هزم الانقسام الكنسى بالضربة القاضية، ويمكن القول إن عملية الفترة الانتقالية التى خرجت بها الكنيسة المصرية أفضل كثيراً من الفترة الانتقالية التى مازال يعيش فيها الوطن بأسره دون وجود أى إشارة إلى أننا سننتهى منها قريباً، وربما كنا سننتهى منها لو وجد حكيم مثل الأنبا باخوميوس الذى حدد فى بداية قيامه بالشأن الكنسى أنه لا زيارة للقدس إلا فى يد المسلمين، تحية رائعة إليه وإلى كل مخلص من أجل مصر.

■ كاتب