رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأرقام القاتلة للانتفاضة القادمة!!


فى لقاء غريب ومريب ومشبوه عقد اجتماع برئاسة الدكتورة نجوى خليل - وزيرة التأمينات - ومعها قيادات تأمينية من جميع المستويات مع عدد من أعضاء النقابة العامة لأصحاب المعاشات لنناقش معها مذكرة مرفوعة إليها منذ يناير الماضى! واستهلك الوقت

الذى استمر أكثر من ثلاث ساعات لعرض مشاكل المعاشات دون التطرق لأموال التأمينات، وهى المفتاح الحقيقى لحل جميع مشاكل المعاشات، مما جعلنى أصرخ وأعلن أننى حضرت الاجتماع وجيوبى خاوية وأنا أخرج منه الآن وهى أيضًا خاوية، وذلك بعد أن فشلنا فى الحصول على أى حل لمشكلة واحدة!!.

وكنت أعتقد أننا حضرنا للاستماع إلى حلول قوية ومذهلة لحل بعض مشاكلنا على الأقل..! ولكن استمعنا لمحاضرة مملة للرد على كل كلمة أو حتى سؤال.. إذًا من الذى أتى إلى هذا اللقاء وهو يعلم أنه لا يوجد حل لأى مشاكل سوى الجلوس مع الوزيرة والتقرب إليها على حساب الملايين التى كانت تترقب وتحلم بما يعطيها على الأقل ونحن على مشارف عيد الأضحى المبارك.. وبدون الخوض فيما قال وقيل، إلا أننا خرجنا كما دخلنا لا شىء!!.

إن الأرقام التى يحاول أنصار بطرس غالى وعملاء «معيط» إخفاءها هى الوسيلة الوحيدة التى يمكن أن تحقق لنا كل ما نحلم به، وهى حقوق وليس حسنات أو صدقات بل هى من عائد عرقنا ودمنا الذى سال عبر سنوات عمرنا.أول هذه الأرقام، إن معيط عندما كان مستشار غالى التأمينى ونائب رئيس الهيئة القومية للتأمينات سلم غالى ما قيمته 212 مليار جنيه بصكوك غير قابلة للتداول يعنى «ورق* ورق» وبفائدة 8٪ ومنذ عدة سنوات مع أن فائدة أذون الخزانة 17٪ خلال الفترة نفسها، أى أن هذه القيمة قد وصلت الآن إلى نصف تريليون تقريبًا وأن أصحاب المعاشات قد سلب منهم المبلغ.

وأيضًا هناك أكثر من 140 مليارًا ديونًا بضمان الخزانة العامة وبدون فائدة على الإطلاق وهذه القيمة قد تضاعفت أكثر من مرة، والغريب أن أنصار غالى قد تكتموا على الأسماء الشهيرة من رجال مبارك وغالى الذين استولوا على هذه المبالغ دون حتى الإعلان عن أسمائهم ويكفى أن شركة أجنبية واحدة قد حصلت على 2.8 مليار جنيه فى شرق التفريعة لينعم مواطنو هولندا والدنمارك بأموال أصحاب المعاشات المصريين!!.

والرقم الثالث هو ما تملكه التأمينات فى بنك الاستثمار القومى ويصل إلى أكثر من 84 مليار جنيه وهى أموال أصبحت موزعة على شركات ومصالح وهيئات، والعائد الوحيد الذى نحصل عليه ما هو إلا بدلات ومكافآت مذهلة وخيالية لقيادات هذا البنك، ويكفى أن 17٪ من مدينة الإنتاج الإعلامى ومنذ أربعة عشر عامًا لم نحصل على جنيه واحد فوائد للمعاشات ويقوم هذا البنك بتوزيع المواقع على قيادات ليحصل كل منهما على نصيبه من أموال الأيتام والأرامل واسألوا أحمد الصياد وأسماء «ثابت» كما حصلوا لأنفسهم من إيجاراتهم لأموالنا!.

أما عن الرقم الرابع فهو 30 مليار جنيه تقوم وزارة التأمينات بالحصول عليها من 22 مليون مصرى مؤمن عليهم سنويًا لدفع المعاشات الشهرية.. ولكن يحجز منها ملياران لزوم أجور وحوافز العاملين بوزارة التأمينات.. ولكن هناك الصندوق الاجتماعى يحصل على جانب منها للصرف على الكبار فقط لكى يحصلوا لأنفسهم على مبالغ خيالية وطائلة شهريًا دون علم الأجهزة الرقابية والمالية والأمنية بعد أن أصبح الصندوق لا يعلم عنه أحد شيئًا.

وبعد أن بدأت المعركة ودخول الرأى العام فيها وتناول الإعلام والصحافة أرقامها تحرك أنصار غالى الذين يملكون السلطة كاملة فى وزارتى المالية والتأمينات بقوة وبشراسة وحشية من أجل إخماد صوت أصحاب المعاشات ومنعهم من الاحتجاج أو التظاهر حتى الاجتماع وهم يعملون الآن على دفن صوت أصحاب المعاشات حتى يحققوا أكبر فوائد لهم وهم يعلمون أنهم خانوا أمانة الفقراء!! وبرغم من كل هذا كان مؤتمر الإسكندرية فى نفس اليوم الذى كان لقاؤنا مع وزيرة التأمينات حيث احتشد الآلاف من أصحاب المعاشات يعلنون الانتفاضة على ما هو قائم الآن من فقر ومرض وعدم الاستجابة لحل أى من مشاكلهم مما سبب صفعة قوية فى وجه العملاء والذين خانوا أمانة الفقراء!!.

إن الأمانة تقتضى أن نفرق بين الوزيرة نجوى خليل التى أتت بعد أن استولى بطرس غالى وأنصاره على كل حصيلة التأمينات ومع وزير المالية الذى كان يدير مكتب غالى نفسه وأصبح الآن وزيرًا للمالية، بل وأتى بمعيط ليكون نائبًا عنه ويقيمون ستارًا حديديًا يخفى جريمة العصر حيث تم اغتيال حقوق 30 مليونًا من تعداد الشعب المصرى.. لقد خسر أصحاب المعاشات حاضرهم.. ولكن أسر العاملين قد خسروا حاضرهم ومستقبلهم!!.

لذا إننا نصرخ فى كل ربوع الوطن: هل من منقذ من أى مؤسسة كى تفتح هذا الملف الدموى الذى يحاول كل عملاء غالى إخفاءه وإخماد الأصوات التى تطالب بالتحقيق الجنائى فيه؟ إن مشاكلنا لن تحل من خلال هذه القبضة الحديدية من أنصار غالى وعملاء معيط فلن يستطيع أحد مهما كان شأنه أن يخمد صوت الجماهير الهادر من أصحاب المعاشات الذين يحتلون الآن ما يقرب من 40٪ من الشعب المصرى.

لقد تفاقمت مشاكلنا ورفض المسئولون حل مشاكلنا، رغم أنهم قاموا بحل أغلب المشاكل لفئات وطبقات الشعب المصرى بعد احتجاجات واعتصامات وإضرابات.. ولكن عملاء معيط أغلقوا أبواب الحرية أمام أصحاب المعاشات والمطالبين بحقوقهم على الأقل فهم يحصلون على معاشاتهم مما تبقى من عائد أموالهم ولا علاقة لهم بالباب الأول بالموازنة، بل إن الخزانة العامة هى المديونة لأصحاب المعاشات وليس العكس أى أن الفقراء يدفعون الآن فاتورة الأغنياء بل إنهم يمدون يد العون للخزانة العامة نفسها!!.

إننا لا يمكن أن نصمد طويلاً على ما نعانيه الآن وإننا سوف ننتفض فى انتفاضة عارمة نعبر فيها عن سخطنا لما نتعرض له من إبادة بعد أن حاصرنا الفقر والمرض بل إن الأغلبية منا أصبحت معاشاتها أقل من تكاليف علاجها.. إننا سوف نزيل من أمامنا كل من خانوا أمانة الفقراء وباعوا أنفسهم لشياطين بطرس غالى، إننا سوف نقيم الكيان الديمقراطى بعيدًا عن الذين لوثوا أنفسهم وأصحبوا أصدقاء للشياطين ولا يمكن أن يقف الملايين من أصحاب المعاشات مع من تسببوا فيما نحن فيه الآن.

وليعلم الجميع أن اتحاد أصحاب المعاشات يقوم بتطهير صفوفه وهذا هو ما يحدث الآن واللعنة كل اللعنة على كل من جعلونا نقف أمام عيد الأضحى ونحن لا نملك ما هو كان حقنا ولكنه سلب منا بقوة الصمت المشبوه حيث يتساوى أمامنا ما هو يحدث لنا قبل الثورة وبعدها.