رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر: الشيعة لا يرون "الإمامة" من أصول الدين

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن قول الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه: "دَعُونِي وَالْتَمِسُوا غَيْرِي .. وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً"، يدل على أنه لم يطلب الإمامة السياسية أبدًا ولم تكن في ذهنه بل كان ينفر منه، وهذا كان بعد مقتل عثمان – رضي الله عنه- حيث كانت الساحة خالية أمامه ليتولى إمامة المسلمين.

وأضاف أن معنى كلام علي - رضى الله عنه: اتركوني وابحثوا عن غيري فالخير أن أكون فيكم ناصحا آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر من أن أكون لكم أميرًا أتولى الإمامة السياسية، ومن ذلك قوله لعبد الله بن عباس – رضي الله عنه - عندما دخل عليه فوجده يخصف نعله فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين نعله بنفسه، فقال لابن عباس: "ما قيمة هذه؟"- مشيراً إلى نعله - قال: لا قيمة لها، فقال سيدنا علي: "والله لهي أحب إليّ من إمرتكم – هذه النعل أحب إلي من الإمارة- إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً".

وتابع شيخ الأزهر، في حديثه اليومي الذي يذاع في هذا الشهر المبارك على الفضائية المصرية قبيل الإفطار، أنه لا يعقل أن يظل سيدنا علي صامتا فترة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- وهي مدة 25 سنة ثم يدب خلاف بينه وبين معاوية بسبب نظرية الإمامة، فهذا كلام ينقض بعضه بعضا، ومن هنا جاءت اعتراضات كثير من الشيعة على هذه النظرية، داعيا شباب أهل السنة أن يعرفوا وزن هذه النظرية من ناحية النقل ومن ناحية العقل ومن ناحية التراث الشيعي نفسه.

وأوضح أن علي الأمين أحد فضلاء الشيعة لا يرى أن الإمامة من أصول الدين وكثيرون منهم لا يرون ذلك، وقد استدل " الأمين" بنصوص مفادها أن نظرية الإمامة ليست محل اتفاق بين علماء الشيعة الإمامية، مؤكدًا في كتابه "أعيان الشيعة" أن الإمامة ليست من أصول الدين كما يقول أهل السنة: إنها من الفروع وليست من أصول الدين، كما أكد في هذا الكتاب أن إمامة شخص بعينه ليست من أصول الإسلام وأن الشيعة لم يتفق جميعهم على أن الإمامة من أصول الدين؛حتى الذين يقولون إن الإمامة من أصول الدين يجرون أحكام الإسلام على من ينكر ذلك، وبالتالي يلزمهم أنها فرع من فروع الدين وليست أصلا من أصوله.