رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة الـ27...

بالفيديو.. "كعك العيد" الجاهز يهدد "لمة العيلة" في البيوت.. وأمهات: "اشترينا دماغنا"

جريدة الدستور

48 ساعة فقط تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، حيث الصلاة وتبادل التهاني والزيارات وصلة الأرحام، واستقبال البيوت للجيران والأقارب المهنئين، وأهم ما يميز البيوت المصرية في أيام العيد "طبق الكعك"، الذي تبدأ البيوت في تحضيره قبل العيد بأيام.

"كعك العيد".. يعود إلى الدولة الطولونية، فكان يصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة "كل واشكر"، وكان الوزير "أبو بمر المادرالي" مهتمًا بصناعة الكعك في العيد، فكان يحشوه بالذهب، وفي العصر الفاطمي، كان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته في شهر رجب حتى العيد.
وجرت العادة في كثير من البلدان الإسلامية بأن يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات أو كعك العيد الطيب المحشو بالتمر أو المحشو بالملبن والمغطى بالسكر، والغريبة، والبتي فور، والمحوجة، وبسكويت النشادر، وربما المنين بالعجوة.

هذه العادة الجميلة التي ينتظرها الجميع كل عام في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم، حيث تجلس الجدة ويلتف الأحفاد حولها يرون كيف يتم صناعة الكعك بالمنزل فكان الفرح يملئ قلوب الأطفال والكبار.

ولكن مع مرور الأعوم، اختفت هذه العادة من بعض البيوت، فرصدت "الدستور" آراء بعض المواطنين حول أسباب اختفاءها الظاهرة.

قالت "مروة محمد"، موظفة، 30 عامًا، إن هذه العادة لم تعد موجودة الآن بسبب سيطرة الكعك الجاهز، كما أن الأجيال الجديدة لم تتعود عليه واعتادت شراء "الجاهز".

وأعربت الحاجة أم محمد، 55عامًا، عن سعادتها بهذه العادة، حيث قالت: إنها دائمًا تصنع الكعك بالمنزل، فهو فرحة للأطفال ويجمع شمل الأسرة قائلة: "كفاية لمة أحفادي حواليا"، مضيفة: إن تكلفة صناعة الكعك في المنزل لا تختلف شرائه من الخارج.

"معملتش السنة دي..اشترينا جاهز" كان هذا رد "سعاد أحمد" موظفة، 35 عامًا، حيث أكدت أن الكعك الجاهز أسرع وأبسط من البيتي، مضيفة: إن هذةه العادة كانت أيام زمان أما الآن أصبحت الحياة سريعة، وعن فرحة الأطفال قالت: "كبروا ومبقوش يفرحو.. واحنا اللي بنتعب على الفاضي".

وأوضحت "أم أحمد"، ربة منزل، أن هذه العادة اندثرت بشكل كبير؛ بسبب سيطرة الكعك الجاهز ومشاغل الحياة، وكانت زمان أيام البركة، مشيرة إلى أن الكعك الجاهز "رزق" أصحاب المحلات.

وعلى الجانب الآخر، قال "هاني محمد"، 30 عامًا، عامل بمخبز لتصنيع الكعك، إن هذه العادة مستمرة ولم تنقطع، حيث يصنع الأهالي الكعك بالمنزل ويأتوا إليه بـ"الصاجات" فقط للتسوية: قائلاً "دي عادة مينفعش تنقرض".

وأضاف "عصام سيد"، 25 عامًا، عامل بمخبز، إن الكعك الجاهز له زبونه، مضيفًا: إن الجاهز أسرع وتكلفته تعادل تكلفة "البيتي" الذي يرهق ستات البيوت.