"الوجبات السريعة".. التطور الطبيعي لموائد الرحمن

تعد موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي الذي تُميز الشهر الكريم عن باقي شهور السنة، يظهر خلالها الشعب المصري بالجود وكرم الضيافة المعتاد منه، فلا تسير في مكان في أيام رمضان إلا وتخطف أنظارك موائد الرحمن، يجتمع حولها الصائمون في رمضان في مشهد من أعظم مشاهد المودة والمساواة.
وأجمع بعض المواطنين على أن موائد الرحمن شهدت اندثارًا ملحوظًا، حيث قال طارق محمد، بائع، إن نسبة انتشار موائد الرحمن انخفضت إلى "النصف" تقريبا، مضيفًا أن غلاء الأسعار، وتدهور الحالة المادية بالنسبة للمواطنين هي السبب الرئيسي في اختفاء ظاهرة الشهر الكريم.
ولفت علي أحمد، عامل مكتبة، إلى أن موائد الرحمن الموجودة حاليًا ليست كما كانت في السابق، قائلا: "النسبة انخفضت حوالي 40% مما كانت عليه في السابق".
وقال محسن مرزوق، بائع خضروات، إن الموائد الحالية اختلفت كثيرًا عن "أيام زمان"، حيث تطورت شكل الموائد بشكل ملفت للنظر، فبعد أن كان يطهى الأكل في المنزل بما يكفي عدد 300 صائم، أصبحت الآن توزع في صورة وجبات سريعة تكفي فقط لربع العدد المذكور.
وتعد البداية الحقيقية لموائد الرحمن كانت في مصر في عصر الدولة الطولونية، حينما أقام مؤسسها أحمد بن طولون مأدبة إفطار كبيرة، دعا إليها الأعيان وكبار رجال الدولة، وحينما توجهوا إليها وجدوا الفقراء إلى جوارهم فيها، ويومها خطب فيهم أحمد بن طولون طالباً منهم أن يمدوا موائدهم للفقراء.