رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من فضائل الشهر الكريم


من منا لا يطمع فى كرم الخالق وعفوه ورضاه؟!.. من منا لا يريد الفوز بالجنة؟!. من منا لا يتمنى السعادة الدنيوية؟!.. بالطبع جميعنا يريد ذلك.. لكن كيف وقلوبنا تحمل من الغل والحسد والكره والبغض لغيرنا ما لا طاقة للجبال بحمله؟!.. الإجابة بسيطة جداً وأصبحت فى متناول أيدينا خلال هذا الشهر الفضيل.. شهر الخيرات والبركات.. شهر تتضاعف فيه الحسنات وتمحى فيه السيئات وترفع فيه الدرجات وتتوق فيه النفوس إلى خالق العباد.. يقول تعالى فى كتابه العزيز: «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها».. سورة الشمس الآية «٩-١٠»...

... ويقول تعالى: «يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» «سورة البقرة: آية ١٨٣».. ويقول عز من قائل: «وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون» «سورة البقرة: ١٨٤».. وفى حديثه القدسى يقول «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به».. تأملوا أن الخالق عز وجل يضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها وحتى تصل إلى سبعمائة ضعف.. فكيف يكون كرمه جلت قدرته مع عباده الصائمين فى هذا الشهر الكريم؟ هؤلاء الذين يتركون شهواتهم وغذاءهم وشربهم طمعا فى مرضاة الخالق عز وجل.

ويوصينا الحبيب المصطفى بحسن الخلق فى رمضان.. فكان أفضل الناس خلقا لقوله تبارك وتعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم» «سورة القلم: آية ٤».. وكان دائما ينهى عن سوء الخلق طوال العام خصوصا فى رمضان.. يقول صلى الله عليه وسلم : «الصيام جنة.. فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل.. فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إنى صائم.. إنى صائم».. كما نزل الوحى على النبى الكريم فى رمضان.. يقول تعالى: شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» «سورة البقرة: آية ١٨٥».

ويقول الحبيب المصطفى: «إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادى مناد كل ليلة يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة».

وفى خطبة من خطب سيد المرسلين وقف يقول: «أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك.. شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر.. شهر جعل الله صيامه فريضة.. وقيامه تطوعاً.. من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه.. ومن أدى فريضة فيه.. كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه.. وهو شهر الصبر.. والصبر ثوابه الجنة.. وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن.. من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبة من النار.. وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء.. قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة.. أو على شربة ماء.. أو مزقة لبن.. هو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم.. وخصلتان لا غنى لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن سقى صائما سقاه الله من حوض شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فما أحوجنا إلى الاقتداء بسيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم- والسير على هديه.. يقول الله تعالى: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً» «سورة الأحزاب: آية ٢١».