رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجزء الأول ..

الشيخ أحمد كريمة في حوار لـ"الدستور": تطوير "الخطاب الديني" يبدأ بهيئة قومية للدفاع عن صحيح الإسلام

جريدة الدستور

- حرية الرأي في الدستور حبر على ورق.. ولابد من إعادة الأزهر إلى سابق عهده
- الجامعة حولتني للتحقيق لأنني تحدثت عن تطوير "الخطاب الديني".. ورأيي فيه "سمك لبن تمر هندي".
- أفكار "السيسي" عن الدين تتفق مع أفكار الشيخ محمد عبده.. والخولي والمودودي والصعيدي وإقبال طالبوا بتجديد الدين.
- "أهل الأزهر" عاشوا غرباء في عهد "مبارك".. وتأثيري لا يتعدى عشرة أمتار من ميكرفون المسجد.
- أصحاب "العمامة الأزهرية" تحولوا إلى موظفين.. وأمن دولة "مبارك" و"السادات" أفسد المؤسسات الدينية بسوء الانتقاء.
- "عبد الناصر" سلخ الأزهر من رسالته كمؤسسة دينية تشريعية.. والعلوم المدنية شوهت الخريجين الجدد.
- "السادات" لعب بورقة الدين وسمح للإسلاميين والشيوعيين واليساريين بالتواجد.. ودماء الشيخ الذهبي في رقبته.


أكد الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن تطوير "الخطاب الديني" يبدأ بهيئة قومية للدفاع عن صحيح الإسلام تتبع رئيس الجمهورية، على أن تضم كبار الفقهاء المتخصصون، مبينا أن أفكار الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الدين تتفق مع أفكار الشيخ محمد عبده، وأن الخولي والمودودي والصعيدي وإقبال علماء عظام طالبوا بتجديد الدين منذ مائة عام.

وطالب كريمة، في حواره مع "الدستور"، بضرورة إبلاغ الرئيس أن علماء الأزهر يتعرضون لكارت إرهاب بمنعه من الحديث عن تطوير الخطاب الديني، وإن مادة حرية الرأي في الدستور حبر على ورق، مشيرا إلى أن جامعة الأزهر حولته إلى التحقيق لأنه تحدث عن تطوير "الخطاب الديني"، ولأنه يراه مجرد "سمك لبن تمر هندي".

وإلى نص الحوار:

** في البداية.. ما حقيقة ما تعرضت له من تحقيق داخل الجامعة واتهامك بالنيل من قيادات الأزهر..؟

هذا حدث بالفعل، فقد حققت معي جامعة الأزهر واتهمتني بأنني أدليت بتصريحات إعلامية تنال من قيادات الأزهر، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، ولكن الخطورة الحقيقية، كيف لأستاذ متفرغ يواجه عنف الإخوان والسلفية وأفكارهم الهدامة، والجامعة لا هم لها سوى إجراء تحقيقات معي، مرة لأنه سافر بدون إذن، ومرة لأنه أدلى بتصريحات خاصة، وهذا مؤشر خطير، فمتي كان الحديث الإعلامي وحرية الرأي تكون عاملا لاتهام أستاذ الأزهر، تلك سابقة لم تكن في الأزهر في أي عصر من العصور.

** هل تعتقد أن التصريحات الإعلامية كانت السبب الحقيقي وراء هذا التحقيق في إدارة الجامعة؟

لا اعتقد ذلك.. فقد كنت أتحدث في شأن الخطاب الديني وكيفية الإصلاح الديني، وهذا الاتجاه تحدث فيه رئيس الجمهورية، لذلك أرجو أن تبلغوا الرئيس عبد الفتاح السيسي أن علماء الأزهر يتعرضون لكارت إرهاب، وإن هناك من يخالف نص الدستور الصريح الذي كفل حرية الرأي، ولكنهم في الجامعة يتبعون سياسة تكميم الأفواه، فقد أصبحت زبون دائم في لجنة التحقيقات في إدارة الجامعة ليمنعوني من الحديث عن أي إصلاح للخطاب الديني، بل واتهموني إنني قلت أن الأزهر استقبل مرشد الإخوان في عهد مرسي، فكيف يتحدث العالم الأزهري في تطوير الخطاب الديني ومواجهة التطرف والإرهاب وأنت تضع التحقيقات صوت على رقبته.


** قضية إصلاح الخطاب الديني دعنا نعترف إنها قضية شائكة، وفي الفترة الأخيرة سادت عدة المطالبة بتطوير الخطاب الديني، هل تعتقد أنه حقا في حاجة إلى تطوير؟

في البداية يجب أن نفهم أن هناك فرقا بين خطاب الإسلام وخطاب المسلمين والخطاب الديني، فخطاب الإسلام يعني مصادره التشريعية النصية وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، أما في خطاب المسلمين فهم أمة العلم لهذه النصوص، مجموع خطاب الإسلام وخطاب المسلمين هو الخطاب الديني، فالخطاب الديني معناه تبسيط أو فاعلية فهم العلماء وعرض العلماء لهذا الإسلام.

** المطالبة الدائمة لتطوير الخطاب الديني رغم إنها شائكة إلا إنها لم تكن وليدة اليوم...؟

مقاطعا.. الحقيقة إن المطالبة بتطوير الخطاب الديني لم تكن وليدة اليوم بالفعل، وهناك الكثير ممن طالبوا بهذا منذ سنوات، وكانت دائما مسألة شائكة، بدأت بالإمام السيوطي الذي قال أن تجديد الدين تجديد لهدايته وبيان لحقيقته وأحقيته ونفى ما يعرض لأهله من البدع، وهناك حديث نبوي يقول "إن الله تعالى يبعث على رأس كل مئة من يجدد للأمة دينها، فقال لا تظنوه أنه فرد، ولفظة "من" هنا تقع على المجموع، وعندما شرح الحافظ ابن حجر الحديث، قال: "إنه لا يلزم أن يكون للواحد فقط"، وهذا تأكيد واضح على أن عملية "الخطاب الديني" عمل مؤسسي وليس عمل فردي تحتكره مؤسسة أو جماعة بعينها.

** ومن المسئول هنا عن تطوير الخطاب الديني؟

مسئولية الدولة بأكملها، من رئيس الجمهورية وحتى أصغر مواطن، فالأزهر والإفتاء والإعلام والأوقاف والشباب والرياضة ومؤسسات المجتمع المدني كلها مسئولة عن الخطاب الديني، وإذا ما تم حصره في الأزهر والكنيسة، فهذا خطأ لأنهما جزء من المجتمع وليسوا كل المجتمع، والإمام محمد عبده قال: إن التجديد يشمل حفظ نصوص الدين الأصلية صحيحة نقية ونقل المعاني الصحيحة للنصوص وإحياء الفهم السليم لها والسعي للتقريب بين واقع المسلمين في كل عصر وبين المجتمع النموذجي الذي أنشأه النبي وإحياء مناهج هذا المجتمع في فهم النصوص والاجتهاد كما يشمل التجديد تصحيح الانحرافات النظرية والفكرية والعملية والسلوكية وتنقية المجتمع من شوائبه، وهذا ما قصدة الرئيس "السيسي".

** الإمام محمد عبده وغيره من علماء الأزهر واجه الكثير من التحديات التي تواجهنا اليوم...؟

مقاطعا.. كنت أقصد من السرد التاريخي التأكيد على أن فكرة تجديد "الخطاب الديني" لم تكن وليدة اليوم، فما قاله الإمام محمد عبده يتطابق تماما مع ما مطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ أمين الخولي سنة 33، قال ان التجديد في الدين فريضة، أيضا الشيخ المودودي رغم تحفظنا على أنه أستاذ رسائل سيد قطب في دعاوى تكفيرية، لكنه كتب موجز تجديد الدين وإحياؤه سنة 1948، الشيخ عبد المتعال الصعيدي من علماء الأزهر سنة 1955 أصدر كتابا غاية في الأهمية وهو "المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر"، هناك أيضا الأديب محمد إقبال كتب في قضية تطوير الخطاب الديني.

** البعض فهم خطأ أن مسألة تجديد وإصلاح الخطاب الديني تعني بالضرورة تجديد للدين نفسه؟

لأننا للأسف نعاني أمية دينية، والدخيل على الأصيل والخسيس على النفيس، وتكلم الرويبضة في دين الله، وأسند الأمر في أمر الدين غالبا لغير الله، فالدعوة الآن ليست للدين نفسه، وإنما الدعوة للمذهبيات في الدين وهنا مكمن الخطر، فعندما نحلل المذاهب على الساحة توجد أهل السنة والجماعة والشيعة والإباضية الثلاثة مذاهب لا تدعو لذات الدين نفسه، وإنما تدعوا لمذاهبهم، فمذهب أهل السنة والجماعة له أدابياته ومبادؤه يتمثل في الفكر الأشعري، والشيعة الإمامية في العراق ولبنان وسوريا، والشيعة الذيدية في اليمن، المذهب الإباضي في سلطنة عمان، هذه المذاهب تدعوا لمذاهبها وليس للإسلام، وهنا مكمن الخطر فهناك فرق بين خدمة الإسلام الدين وبين خدمة المذهبية.

** ألا ترى إن ما تقوله بداية لما يسميه البعض بالحروب المذهبية؟

هذا ما نعيشة بالفعل، فمنذ أن لعب "السادات" بورقة الدين، وما قام به "عبد الناصر" من تطوير خاطئ أدى إلى سلخ الأزهر من رسالته كمؤسسة تعني بأصول الدين والشريعة الإسلامية واللغة العربية وآدابها، إلى جامعة كجامعة القاهرة فيها التعليم المدني والتعليم الديني، وأضحى الأزهر في تخصصات لا علاقة بها، كعلوم الهندسة والزراعة والطب والصيدلة والتجارة، الدراسة اللاهوتية عند المسيحية لا تدرس هذه العلوم، رغم أننا ومنذ ما يقرب من ألف عام نتخصص بالعلوم الإسلامية، وهذا ما ينص عليه الدستور الذي يؤكد أن "الأزهر مختص بالشئون الإسلامية المتعلقة بأصول الدين والشريعة الإسلامية وآدابها"، أما العلوم المدنية فقد استنزفت ميزانية الأزهر وشتت مجهوده، فلا أخرجت عالم أزهري أو قدمت للمجتمع عالم مدني.

** هل تعتقد أن هذا الوضع أثر على مستوى خريجين الأزهرين الجدد؟

هذا صحيح.. فالطالب الذي يدرس علوم الهندسة أو الطب لا يدرس علوم شريعة كافية وأشبهه بطالب الجامعة المدنية الذي يدرس مقرر تربية دينية أي يدرس قشور، فلابد من إعادة الأزهر إلى سابق عهده.

** قلت إن الرئيس أنور السادات كان أول رئيس يلعب بورقة الدين..؟

مقاطعا.. الرئيس "السادات" لعب بورقة الدين عندما أخرج الإسلاميين من السجون، فظهرت في عهدة جماعات العنف الفكري والعنف المسلح كجماعة شباب محمد وجماعة التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية، فالسادات يتحمل أوزار نشوء هذه الجماعات، فقد أخطا بلعب بورقة الدين مع الشيوعيين واليساريين، لأنه أول من جعل وجود للكيانات للعنف الفكري ولكن لا أنكر وجود الإخوان قبل السادات.

** ألا ترى ضرورة لتطوير الأزهر نفسه قبل التفكير في البدء بتطوير الخطاب الديني؟

الحقيقة إنني لست مخولا للحديث عن الأزهر، وهم يغضبون لمجرد إنني أتحدث عنهم.

** من حقك أن تقول رأيك طبقا للدستور؟

للأسف نحن في مجتمع لا يقبل الرأي وما قاله الدستور عن أن حرية الرأي مكفولة حبر على ورق.

** بعد إخفاقات عبد الناصر والسادات، هل تعتقد أن مبارك كان له دور فيما وصلت إليه المؤسسة الدينية؟

مبارك كان يعيش في عالم من الخيال، فقد كان سياسي فاشل، وأعتقد أن خطيئة مبارك الكبرى أن التوغل والتوحش السلفي الوهابي كان في عصره، فسمح لهم بفتح عشر قنوات فضائية في الوقت الذي عجز فيه الأزهر والأوقاف ومازال عاجزا حتى الآن عن افتتاح قناة واحدة، كما سمح لشيوخ التشدد والمغالاة من السلفيين والوهابيين بدخول القرى والكفور والنجوع فتم مسخ الدين بشكل نهائي، فأنت لا تتعامل مع دين إنما مع تيار متشدد ومغالٍ وهو تيار الوهبية المتسلفة، وأرادوا في عهد مرسي أن ينفردوا بمبادئهم، وأن يكون الدستور الفكري معالم في الطريق لسيد قطب ورسائل الإمام الذين يقولون عليه شهيد، لتصبح هي المرجعية، لكن الله أنقذ البلاد سياسيا ودينيا واجتماعيا.

** في رأيك ماذا حدث في عقول الشعب المصري؟

للأسف "أهل الأزهر" في عهد مبارك عاشوا غرباء، ولم يجد المواطن سوى شيوخ الوهابية يتلقون منه الدين، والجميع يعلم أن تأثيري كشيخ أزهري في المساجد لا يتعدى عشرة أمتار من ميكرفون المسجد، بعكس أسماء كثيرة كحسان والحويني تعدى تأثيرهم إلى خارج مصر.

** ألا ترى أن هذا يمثل خللا في المنظمة الدينية الرسمية؟

لا أعتقد ذلك.. ولكنه الشو الإعلامي، فعندما تأتي اليوم وجها يتكرر 24 ساعة في كل القنوات، ولم يجدوا العمامة الأزهرية بل وجدوا موظفين للأسف، وأمن الدولة في عصر مبارك والسادات أفسد المؤسسات الدينية بسوء الانتقاء.

** إذا تحول شيخ الأزهر إلى موظف...؟

مقاطعا.. انا لا أتحدث عن شيخ الأزهر، أنا أتحدث عن عموم المؤسسات الدينية، بما فيهم الأوقاف، فجميع المؤسسات الدينية تعاني ذلك.

** ذكرت أنه لا يوجد خطاب ديني حتى يحدث تطوير، وإنه يوجد خطاب ديني المعبر عن العصر، فما هو الخطاب الديني المعبر عن مصر؟

لا يوجد خطاب ديني، والموجود لبن سمك تمر هندي، فالمتوفر لا يوجد فيه منهجية الموجود فكر سلفي وصوفي وأشعري وفكر بين بين.

** وماذا عن الفكر الديني نفسه؟

وأين هو الفكر الديني الحقيقي، لقد توزع دمه بين القبائل، فاليوم يوجد جمعيات ثقافية مشهرة في التضامن الاجتماعي تمارس الأعمال الدينية، وأغلبها جمعيات إخوانية سلفية.

** هل تعتقد أن ثمة شروط للتجديد في الفكر الإسلامي؟

المجدد في الفكر الإسلامي أو العقيدة لابد أن يكون عالما متخصصا في مجال الفقه والأحاديث أمثال الإمام محمد عبده أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي، ومن دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي، والأئمة الكرام الموسوعيين أمثال أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس و‏الشافعي و‏أحمد بن حنبل، لكن لا يجوز أن نطلق على كل من يسير ضد التيار مجددا لأنه يوجد فرق كبير بين التجديد والتبديد، فكل من هو غير مختص في الشريعة ولم يدرس أصول الدين وملم بالحديث الصحيح والفقه يبدد في الدين.

** إذا كنا نرغب في تطوير الخطاب الديني فما هو المفروض عمله ليكون هناك خطابا دينيا حقيقيا يعبر عن الإسلام الصحيح وليس الإسلام الوسطي؟ فهل لأن القرآن قال إننا أمة وسط فيكون معنى ذلك إن هناك إسلاما وسطيا وآخر متشدد؟

في الحقيقة الجميع يفهم هذه الآية خطأ، فالقرآن لم يقصد هذا، وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي أجود وأفضل وأخير، وليس معناه أنه في منتصف المسافة، بل هو بين تشدد اليهودية وغلو المسيحية، أما ما هو المفترض أن نفعله إذا ما كنا نرغب في تطوير الخطاب الديني، علينا أولا إنشاء هيئة قومية للدفاع عن صحيح الإسلام تتبع رئيس الجمهورية، سيكون لها آلية ومقاصد ووسائل، وليس مجرد لجنة على أن يناط بها تنقية بعض التراث، وتفعيل فقه الواقع والأولويات والمقاصد فيوجد فقه غائب عن الساحة وهو الفقه المقاصدي والافتراضي والفقه التقديري.

** وهذا ليس وقته فمصر تحارب الإرهاب؟

إذا أردنا أن نقضي على الإرهاب فهذا دور الفقهاء وحدهم، لأن جميع الشبه للمغالاة والتشدد شبه فقهية، فمن يرد عليه ليس الواعظ أو الفلسفة وإنما الفقيه، والمعادلة الصعبة في مصر أن الفقيه مهمش رغم أنه يجب أن يكون له الصدارة.

** ألا ترى أن رأس الشيخ الذهبي الطائر يرهب رجل الدين في مصر؟

من قال هذا، قبل الشيخ الذهبي كان الشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبد الحليم محمود، كما إنني وقفت في وجه الإخوان والسلفية ولم استسلم، فمصر ولادة ولن نخاف، فالإخوان حاولوا حرق منزلي وهو الآن تحت الحراسة الشرطية والأمن الخاص ولن استسلم، والشيخ الذهبي دماؤه في رقبة السادات، فهو ضحية اللعب بورقة الدين التي لعبها السادات، والحقيقة أن هناك ثلاثة رؤساء سابقين كان يجب محاكمتهم بتهمة إفساد الدين، وهم "السادات" و"مبارك" و"مرسي"، فـ"مرسي" رغم أنه ظل في الحكم سنة واحدة فقط إلا أنه أسس الطائفية في الدولة عندما كان يخاطب أهله وعشيرته.

** وماذا عن مبارك، كيف أفسد الدين؟

مبارك كان فاقدا للرؤية وربى الإخوان ليكونوا "بعبع" للداخل ولأمريكا، وقد تركته أمريكا يلعب بغبائه بلعبة تحرقه، لكن الخاسر بهذه اللعبة كانت مصر، أيضا لعب بورقة السلفية لإرضاء الخليج، فأنشؤوا عشر قنوات، هنا القيادات الدينية في هذه الفترة لماذا لم يأخذوا زمام المبادرة وينشأوا قنوات للأزهر والأوقاف، فالأوقاف مؤسسة ثرية وتبني مبانٍ للصحفيين في التجمع الخامس، ولكنها للأسف غير قادرة على إنشاء قناة للوزارة، فأين الأموال الموقوفة للدعوة الإسلامية في الأوقاف، فإذا أراد الأزهر أو أية قيادة إذا خرجت للرأي العام وطلب قناة، ستجد قروش المصريين الشرفاء تنشأ قناة في 24 ساعة.

** رغم الفتاوى الشاذة التي تخرج على المجتمع إلا أن رد الأزهر لا يكون قويا حتى عندما يكون هناك مناظرة يكون الأزهري ضعيفا؟

عافيني عن الحديث عن المؤسسة الدينية لأنهم لا يقبلون النقد، ولا يقبلون الحوار، ويكفي أنهم حولوني إلى التحقيقات لمجرد أنني قولت رأيا في تطوير الخطاب الديني، وقالوا إنني قولت تصريحات تنال من قيادات الأزهر وهذا ليس صحيحا، وهذا لم يحدث في أي عصر من العصور.

** على ماذا تستند داعش، عندما نرى ذبح، رجم، قتل، ويدعموها بنصوص قرآنية؟

سيدنا عثمان بن عفان قال أخوف ما يخاف على الأمة رجل عليم بالقرآن سليط اللسان، ونحن تركنا علاج الشيعة الإمامية فأخرجوا حزب الله العسكري، وتركنا علاج الشيعة الزيدية في اليمن فأخرجوا الحوثيين، أهملت علاج السلفية أخرجت القاعدة وطالبان وبوكو حرام والسلفية الجهادية والدواعش.

** البعض يتهم ابن تيمية والبعض يقول إنه مظلوم وفُهم خطا والبعض يقول إنه داعم للجماعات المتطرفة؟

هو عالم وإمام وفقيه وله ما له وعليه ما عليه.

** يدعون أن رسول الله نبي الرحمة قال جئناكم بالذبح؟

رسول الله لم يقل هذا، هذا تقويل عليه، وعلينا أن نقرأ الإسرائيليات، منذ خمس سنوات أرسلت رسالة لأقسام الحديث الشريف في جامعة الأزهر ورجوتهم لله وللرسول أن يشكلوا من صغار الباحثين مراجعة أحاديث في كتب الفقه والعقيدة فـ40% من الأحاديث ضعيفة وموضوعة وتحتاج تنقية وضبط.

** ألا ترى أننا أصبحنا في حاجة ملحة لمؤسسات ترد على مغالطات وتأويلات الجماعات المتطرفة؟

هذا ما طلبته بالفعل مؤخرا، علينا أن نهتم بإنشاء مراكز لتفنيد الشبهات حول الإسلام، والتصدي لأفكار جماعات العنف المسلح.