رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية تنفذها حكومة عسكرية


أعرف أنها رؤية صادمة وتغضب الكثيرين ولكننا شعب لا يعمل إلا تحت ضغط ولا يمتثل للقانون طواعية ولا يلتزم من تلقاء نفسه، وهذه نتيجة طبيعية لحالة التدمير التى شهدتها الشخصية المصرية خلال الخمسين سنة الماضية من تدنى فى مستوى التعليم والإعلام والفن والثقافة فكل مؤسسات الدولة اجتمعت واتفقت على تدمير الإنسان المصرى حتى أصبح أنانيًا وفوضويًا، ولن يحدث أى تقدم أو نهضة مع الفوضى وترك كل مواطن يقول ويفعل ما يشاء وقتما يشاء، لابد من وجود نظام وانضباط وهذا يتطلب حكومة صارمة تطبق القانون على الجميع بكل حزم، حكومة لديها ديمقراطية القرار وديكتاتورية التنفيذ، ما يتفق عليه الشعب يجب تنفيذه على أرض الواقع، عالميًا مصر تحتل المركز الأول فى الشكل والأخير فى المضمون أكثر دولة لديها قوانين ولا تُطبقها وموارد ولا تستفيد منها، ومشكلتنا دائمًا فى التنفيذ فى الإدارة الناجحة والمنضبطة، ومن نعم المولى تبارك وتعالى علينا أنه مازالت لدينا مؤسسة منضبطة وحازمة وهى القوات المسلحة، فمشروعاتها وإنجازاتها هى الأسرع وجودتها هى الأفضل، رغم أنها لا تعمل بنفسها ولكن من خلال شركات مدنية هى نفسها الشركات التى تعمل مع الوزارات والهيئات الأخرى، فمثلاً شركة المقاولات التى تُنشئ طريقين واحد يشرف عليه الجيش والثانى وزارة النقل الأول ينتهى فى شهور والثانى فى سنين، إذن المشكلة فى الإدارة، لذلك فان رؤيتى لإصلاح حال هذا البلد تتطلب إما أن تكون كل مؤسسات الدولة منضبطة مثل الجيش أو أن يقوم الجيش ولفترة معينة بإدارة كل مؤسسات الدولة وذلك من خلال تشكيل حكومة حرب برئاسة الرئيس السيسى وعشرة وزراء فقط مهمتهم تنفيذ رؤية استراتيجية يضعها خبراء مدنيون فى كل المجالات وعلى فكرة المشروعات التى ينجزها الجيش الآن من تخطيط وتصميم وتنفيذ خبراء مدنيين، أى أن اقتراحى يُنفذ على أرض الواقع ولكن فى حدود ضيقة، مطلوب توسيعه على نطاق أوسع، الأفكار كثيرة والمشروعات أكثر والموارد متوافرة ولكن الفارق بين الفشل والنجاح هو الإدارة الحازمة، فلننظر إلى الانضباط فى مستشفيات القوات المسلحة ومستشفيات وزارة الصحة وإلى الطرق والكبارى التى ينفذها الجيش والتى تنفذها وزارة النقل وإلى الأراضى التى يستصلحها الجيش وتلك التى تستصلحها وزارة الزراعة «إذا كان هناك أصلاً وزارة للزراعة» ثمانى سنوات لم تكف وزارة النقل للانتهاء من كوبرى طلخا دقهلية فى حين أن الجيش حفر قناة السويس فى سنة، حتى المواطن المصرى نفسه يظل منضبطًا وملتزمًا طالما أنه فى القوات المسلحة وحينما يخرج للحياة المدنية يتحول لشخص آخر فوضوى وأحيانًا كثيرة فاسد، فالحل أن يضع الخبراء رؤية متكاملة فى التعليم والصحة والاقتصاد والزراعة والثقافة والإعلام والعدالة الاجتماعية وتشكيل حكومة عسكرية مهمتها تنفيذ هذه الرؤية فقط ولا أحد يفتكس من عنده شيئًا، هذا إن أردنا النهوض والتقدم وإلا سيبقى الحال على ما هى عليه دولة متسولة وتستورد غذاءها وهى قادرة على إنتاجه.