رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قنا خالية من مظاهر الاحتفال بـ"رمضان" لارتفاع أسعار السلع

جريدة الدستور

تبقى الطقوس الرمضانية هي العادات التي مهما حالت الظروف الاقتصادية بينها وبين المواطن يحاول التغلب عليها واحيائها حتى وان استدان ليعيشها مرة كل عام لاحياء ذكريات الطفولة تارة وجمع الاسرة على الافطار والسحور ودروس الدين تارة اخرى.

تستعد كافة الاسر المصرية لاستقبال الشهر المعظم بتجهيز موائد الرحمن ومائدة الاسرة على الافطار لم يكن بزخ او ترفيه، إنما اصبح امرأ طبيعا لدى الاسر، كعرف من الاعراف والعادات والتقاليد.. ومحافظة قنا جزء لا يتجزء من العاصمة الكبرى القاهرة في مظاهر الاحتفال بهذا الشهر.

في جولة بشوارع قنا رصدت "الدستور" ردود أفعال عدد من الاسر حول اسعار السلع الرمضانية وايضا فانوس رمضان والزينة.

ارتفعت أسعار عدد من السلع الغذائية والخضر فى الأسواق بنسبة 20% للخضروات، أما ياميش رمضان ارتفعت بنسبة 50%، والـ 7 جنيهات منحة شهر رمضان للمواطن لم يتمكن من الحصول عليها بسبب التدافع والتزاحم تارة وتعطل ماكينات الصرف تارة اخرى ولم تظهر مظاهر الاحتفال لاستقبال الشهر الكريم بقنا كعادة كل عام .

قال محمد عطا الله "مدرس": ان الاسعار ارتفعت بمعدل غير مقبول قبل شهر رمضان، والراتب الشهري لم يتحمل هذه الزيادات في كثير من الاوقات عندما تأتي مصروفات الشهر الكريم، كافة الاسر تجد مصروفات بالغة كشهر ينتظره الكثير من العام للعام .

وأضاف ابراهيم محمد "محاسب" ان الاسر المصرية لا يمكنها تقليص احتياجاتها في هذا الشهر تحديدا، بحكم ما يرتبط به المصري من عادات وتقاليد وطقوس في الشهر الكريم من مأكولات ومشروبات وعزومات.

وأردف قائلاً: رمضان هو "لمة العيلة بجد".. لكن ارتفاع الاسعار اصبح مرهقا للاسرة بشكل واضح جدا، مشيرا أن كيلو الليمون بس بعيدا عن اي حاجة تانية من الخضروات والفاكهة وصل "20 جنيها ".

وتابع علي عبد النعيم، انه لم يشعر بالطقوس الرمضانية كالسنوات الماضية عندما ذهب لشراء فوانيس رمضان للاطفال لم يجد فوانيس، وانما وجد اشكال مختلفة منها " كرمبو وصافيناز "، وباسعار بالغة، وغيرهم من الاشكال التي اضاعت ملامح الشهر الكريم.

وأشار عبدالنعيم، أن قرار منع استيراد الفوانيس دون وضع البدائل الكافية في ذلك الامر او تنمية الصناعة المصرية في صناعة الفوانيس ادى لغياب تلك الطقوس .

وأكد رمضان محمود، أحد المواطنين، ان الياميش هذا العام ترتفع اسعاره عن الاعوام السابقة بشكل مبالغ فيه؛ ما ادى لقيامه بعدم الشراء واكتفاءه بالتمر فقط، مشيرا ان ازمة ارتفاع الاسعار لم يكن فقط وفقا للسوق العالمية كما يقول البعض، وانما غياب رقابه عن الاسواق دفع التجار لاستغلال المواطن، وان حال الدولة في الاونة الاخيرة لم يكن مستقرا من كافة النواحي الامنية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

فيما أشار ربيع حساني "احد تجار الياميش": ان هناك حالة من الركود في حركة البيع والشراء بسبب ارتفاع الأسعار هذا العام، قائلاً: أنا كتاجر بجيب السلعة بسعر غالي وبلاقي حسنتي فيها من نص جنيه لجنيه، مقدرش انزل سعرها اكتر من كدا والا هتوقف عليا بخسارة.

وأضاف: يجب على الدولة أن يكون لها دور في تخفيض الاسعار، احنا بردوا واقع علينا اذى من حركة الركود وعدم البيع.

وأوضحت رقية سليمان "ربة منزل" ان الازمة في ارتفاع الاسعار ومؤشر الغلاء الذي اجتاح الاسواق يدفع الاسرة المصرية ورب الاسرة للجنون.. مشيرة أن الأزمة لا تقتصر على الشهر الكريم فقط.

وأشارت رقية، أن الرواتب ضعيفة، وإن لم يكن هناك فواصل بين كل مناسبة والاخرى، في ظل ارتفاع الاسعار بهذه الطريقة، ربما يؤدي لانفصال كثير من الاسر وتفككها بسبب العوامل المادية.

فهل سيأتي الوقت الذي تندثر فيه تلك الطقوس بسبب العوامل الاقتصادية ؟! وهل ستبقى الدولة مانعة لاستيراد الفوانيس؟! التي يشعر الكثير بأن لها قيمة روحانية لا يعلمون ماهي وانما إحياءً للذكريات والطقوس.