رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزهر.. والمرأة والبيروقراطية


أخت وأخ توءم من المنصورة حصلا على الثانوية الأزهرية، مجموع البنت642 درجة والولد 638 درجة، الأخ التحق بكلية طب الأزهر فرع دمياط وأخته التى حصلت على مجموع أكبر منه لم تلتحق بالطب لأن تنسيق البنات فى جامعة الأزهر

أكبر من تنسيق البنين، بل هذا الولد من حقه الالتحاق بطب أسيوط حتى لو كان مجموعة أقل من ذلك بكثير أما أخته رغم أن مجموعها يسمح لها بذلك لأن طب أسيوط الأقل تنسيقا ولكنه ممنوع على بنات بحرى الالتحاق بكليات الصعيد، هل هناك ظلم للمرأة أكثر من ذلك؟ ومن المؤسسة الدينية التى يجب عليها أن تضرب المثل فى العدل والإنصاف؟، أما عن المركزية الشديدة فى الأزهر فحدث عنها ولا حرج فطالب الثانوى الأزهرى من أسوان يأتى للقاهرة للتظلم من درجاته أو استخراج بيان نجاحه وبعد سداد عشرة جنيهات رسوم يستلمه فى اليوم التالى إنها البيروقراطية الكافرة، وأنا متحمل مسئولية هذا الوصف، لأن ما يحدث هو عذاب للطلاب وأولياء أمورهم وإرهاق لكل مؤسسات الدولة، ولو تركت قطاع المعاهد إلى جامعة الأزهر ظنا منك أنك سوف تتعامل مع مستوى أعلى علميا وفكريا وثقافيا فأنت مخطئ لأنه نادرا ما تجد من يبتسم فى وجهك أو يحاول مساعدتك بل سوف تقابل من يؤمنون بأن العبوس فى وجه أخيك صدقة البسمة معصية وأنهم عبادٌ اختصهم الله بتعطيل مصالح البشر، وإذا كنت عاق الوالدين يسوقك قدرك للتعامل مع رجل يُدعى الشيخ عبدالرءوف فليس له من اسمه نصيب لأنك سوف تلعن اليوم الذى ولدت فيه، وعلى فكرة عبدالرءوف هذا تسبب فى كارثة كادت أن تدمر جامعة الأزهر حينما رفض أن يتم التحويل بين كليات الجامعة من خلال شبكة الإنترنت ونتيجة لذلك فإن طلاب أسوان والإسكندرية وبورسعيد ومطروح وسيناء والبحر الأحمر والمنوفية وكفر الشيخ وكل محافظات الجمهورية جاءوا إلى القاهرة، ولم يكن منطق الشيخ فى ذلك هو أن الإنترنت حرام أو كفر ولكنه كان حسن النية لأنه يريد أن يستدرج الطالب للعاصمة حتى يسدد رسوم التحويل فإذا كانت الرسوم مائة جنيه مثلا فلا مانع من أن يتكبد الطالب وأهله الكادحون المعدومون ألف جنيه وكانت النتيجة أن عشرات الآلاف من الطلاب وأهاليهم اقتحموا مبنى الجامعة وتسببوا فى خسائر أضعاف الرسوم التى تم تحصيلها ولم تنته المأساة إلا بالعودة مرة أخرى إلى التحويل من خلال شبكة الإنترنت، والغريب أن الشيخ مازال باقياً فى منصبه حتى الآن فهو ردع وتهذيب وإصلاح لكل النفوس العاصية، قلتها سابقا ومازلت إنه بأفعالنا وتصرفاتنا نحن كمسلمين أكثر إساءة إلى الإسلام والرسول الكريم من الغرب.

وختاما أقول إلى الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر- الذى عاش فى فرنسا وتعامل مع البشر هناك وتعلم فى السوربون أقول لفضيلته وأنا فى طريقى لأداء فريضة الحج والله لو أن كلامى هذا أدى إلى تدخل سيادتكم للقضاء على الروتين العفن أو رفع الظلم البين عن بناتنا الطالبات أو إبعاد من يعطلون مصالح الناس عن مناصبهم والله يا فضيلة الإمام لو حدث ذلك لكانت سعادتى بهذا أكبر بكثير من فرحتى ولهفتى لزيارة بيت الله الحرام ورسوله الصادق الأمين.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.