رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حادث الكرنك" يحمل بصمات إخوانية بأيدٍ داعشية

حادث الكرنك
حادث الكرنك

"حادث الكرنك"، رغم أنه يحمل بصمات داعش في أسلوبه وأدواته من خلال استخدام انتحاريين وسيارات مفخخة، إلا أن الكثير من تفاصيله لازالت غامضة.
الحادث، أثار الكثير من علامات الاستفهام، في وجود أصابع خفية تحرك الجو العام من بعيد، دون أن تتصدر المشهد، ظهر ذلك في اختيار مكان الحادث وتوقيته، قبيل افتتاح قناة السويس وبالتزامن مع مؤتمر قمة التكتلات الأفريقية في شرم الشيخ.
ويكشف عمرو عمارة، مؤسس ائتلاف شباب المنشقين عن الإخوان، أن كافة الحركات الإرهابية الموجودة تحت أي مسمى تصب في صالح جماعة الإخوان، مؤكدا أن هناك تنسيقا بين داعش وجماعة الإخوان المسلمين وأن الجماعة تتخذ (داعش)، غطاء لأعمالها الإجرامية.
وتابع "أن الإخوان هي العقل المدبر لعملية الكرنك، والذراع الداعشي في مصر "بيت المقدس"، مجرد أداة تنفيذ لمنهجية الإخوان الجديدة في العنف.
وأكد، أن "الإخوان بعد أن ثبت فشلها في الحشد الكامل، بعد 3 يوليو، لجأت إلى منهجية جديدة في العنف العشوائي ومنها الكرنك، في محاولة لتصدير صورة قبيحة تتناقلها وكالات الأنباء العالمية الأجنبية مضمونها أن مصر دولة غير آمنة".
وأكد، أن "المعلومات الخاصة بالتنسيق بين جماعات داعش الإرهابية، والإخوان ، خرجت من بعض أفراد الجماعة ذاتها، مدللا بالانشقاق الذي حدث في أروقة الجماعة مؤخرا بسبب تمسك بعضهم بإطار العنف للجماعة وآخرين فضلوا النظام الإصلاحي والمراجعات بقيادة الدكتور حلمي الجزار.
وأكد، أن توقيت اختيار حادث الكرنك مخطط ومدروس جيدا، قبيل أسابيع من افتتاح قناة السويس، في أغسطس المقبل، وبالتزامن مع القمة الأفريقية المنعقدة في شرم الشيخ، ما يعني أن هناك تحركات على كافة المستويات.
ودلل على أن المنهج العنيف للجماعة ليس جديدا عليهم، فكانوا أول المدافعين عن الجهاديين بعد مذبحة الدير البحري بالأقصر، كما أنهم لعبوا دورا كبيرا في الإفراج عنهم في عهد المعزول محمد مرسي.
حادث الكرنك، كانت العملية الأولى، بعد أن أعلن فرع داعش في سيناء، مطلع مايو الماضي، على حسابه الرسمي، على تويتر، عن اقتراب تأسيسي فرع جديد للتنظيم في محافظات صعيد مصر، أكد من خلاله أبو سفيان المصري، أحد قيادات التنظيم، "قريبا الإعلان عن ولاية الصعيد".
ليفجر انتحاري نفسه صباح أمس قرب معبد الكرنك في مدينة الأقصر.
وقال مصطفى زهران، الخبير في شئون الإسلام السياسي، أن حادث الكرنك لا شك أنه يحمل بصمات داعش، من خلال العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة التي تتقن داعش أساليبها.
وبيّن، أن الحالة الجهادية انتقلت من إطارها المحلي إلى إطارها الإقليمي من خلال الولايات التابعة لداعش، مما يعني أنها تختلف كليا عن فترة التسعينات.
وأوضح، أن السجال السياسي من جانب الدولة في وضع كافة تيارات الإسلام السياسي في سلة واحدة، يصب في مصلحة العنف، لافتا إلى أن عدد من هذه القوى ساهمت في كبح جماح الجهاديين في فترة الثمانينيات، أما التعامل مع كافة الإسلاميين على أنهم إرهابيين لا يصب في صالح الدولة.
وفسّر، اختيار داعش للصعيد لان تكون مسرح مماثل لعملياتها الإرهابية التي تنفذها بسيناء، لاشتمال كلا الإقليمين على نفس المناخ التي تستطيع أن تحيا فيه داعش في تنامي الفقر والإهمال السياسي والمجتمعي، ما يصلح أن تكون الصعيد حاضنة جديدة لصعود داعش.
ولفت، أن الانتقال من شمال مصر إلى أقصى جنوبها في عملية الكرنك الإرهابية يمثل تطور نوعي ، مؤكدا أن هذا يزيد من خطورة تصاعد الحالة الداعشية في مصر.