رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوادث الإرهابية بالسعودية «2-2»


الأحداث الإرهابية التى وقعت فى المملكة خلال الأعوام المنصرمة أخذت فى التصاعد منذ عام 1995 وفى مناطق مختلفة وركزت أغلبها على إحداث أكبر قدر ممكن من الضحايا المدنيين والأبرياء. ولم تكشف أى واحدة منها عن استهداف مواقع عسكرية أو أمنية، الأمر الذى يعنى وبكل وضوح مدى إمعان هذه الفئة الضالة فى غيها ومواصلة طريقها فى قتل الأبرياء، ففى نوفمبر 1995تم انفجار مكاتب البعثة العسكرية الأمريكية فى الرياض والذى أسفر عن مقتل خمسة أمريكيين وهنديين وجرح 60 آخرين، وفى 25 يونيو 1996 حدث انفجار الخبر فى الظهران والذى تسبب فى مقتل 19 أمريكيا وجرح 386 شخصا من بينهم 17 سعوديا و118 بنغاليا و109 أمريكيين وآخرين، واعتبر ثانى أكبر عمل عسكرى تتعرض له الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط بعد انفجار بيروت عام 1983 الذى قتل فيه 241 جنديا أمريكيا. وفى 22 نوفمبر 2000 جرح ثلاثة بريطانيين فى انفجار سيارة بالرياض، وفى 3 يوليو 2014 شهد منفذ الوديعة على الحدود السعودية اليمنية أعمالا إرهابية تبنتها تنطيم القاعدة وذلك يوم الجمعة نهار رمضان، حيث قام خمسة أشخاص من القاعدة بتبادل النار مع رجال حرس الحدود، فيما هرب 3 من تنظيم القاعدة وبقى اثنان داخل غرفة، وعندما قام رجال حرس الحدود بالقبض عليهما، فجرا نفسيهما بالأحزمة الناسفة، وقد توفى 5 من رجال حرس الحدود. وجاء حادث تفجير مواقف سيارات مسجد العنود الشيعى بمدينة الدمام السعودية، ظهر اليوم الجمعة الموافق 29 مايو، والذى راح ضحيته 4 أشخاص من بينهم الانتحارى قائد السيارة المفخخة، جاء ليفتح مسلسل الإرهاب الذى تواجهه المملكة، ما بين خطر تنظيم داعش الإرهابى، ومؤامرات الحرس الثورى الإيرانى، حيث تشير أصابع الإتهام إلى كلا الطرفين، ولا يستبعد الخبراء أن تحاول طهران قتل الشيعة السعوديين؛ بهدف إشاعة الفوضى فى المملكة، فى حين يرى آخرون أن تلك الجرائم وراءها تنظيم مثل داعش، الذى يكفر الشيعة ويستحل دماءهم، لأنه طالما بقى نظام الخومينى والحرس الثورى الإيرانى يحكم طهران، فلن يتخلى عن حلم استعادة الإمبراطورية الفارسية على أراضى الدول العربية.

إن إيران تريد أن ترد على اتخاذ العرب خطوات جادة، لتشكيل القوة العربية المشتركة خاصة الدول الراعية للفكرة، وفى مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت، وكلها دول تتعرض للتحرشات الإيرانية، وتستشعر هذا الخطر, إن المملكة تواجه أخطارا حقيقية شيعية وداعشية، وأن ممارسات التنظيمات الإرهابية تتركز فى المنطقة الشرقية فى مناطق مثل الإحساء وعرعر والدمام، بينما تتعرض المحافظات الجنوبية لخطر هجمات الحوثيين من الحدود اليمنية، كما حدث عند استهداف الحوثيين لنجران وجيزان. ومصر تساند المملكة العربية السعودية وتدعمها، لأن أى خطر يهدد السعودية ينعكس على مصر مباشرة، لأن أمن الخليج إمتداد للأمن القومى المصرى؛ لوقوعنا مع السعودية فى نفس المنطقة «الجو بوليتكية»، المرتبطة بسواحل البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.

■ مستشار بكلية القادة والأركان