أدين بدين الحب
ويقول أيضاً سلامة موسى: «وجميع الكتب المقدسة سواء عندى، ولكنى أضيف إليها عشرات من المؤلفات الأخرى فى الفلسفة والأدب، ولذلك أقول إن بعض ديانتى يرجع أيضاً إلى جمهورية أفلاطون وإلى الإنسان والسوبرمان لبرناردشو وإلى مؤلفات جان جاك روسو وتولستوى ودستويفسكى وإلى أخناتون، فقد زودنى هؤلاء جميعاً بهرمونات دينية، وقبل سنوات طويلة شاعت دعوة فى أمريكا وأوروبا إلى ما يسمى البشرية، وهى ديانة تستبعد الغيبيات وتؤمن بالرقى البشرى القائم على التطور، وهى تعتمد على الكتب المقدسة وكتب الأدب والتاريخ والفلسفة».
إن ديانتنا وفلسفتنا تتكون أولاً ثم تتبلور ثم تتجوهر، وعندى أن هذه النهاية هذا التجوهر هو: الحب، وقد انتهت جميع الأديان إلى هذا الموقف، والحب هو اتجاه وسلوك، هو الاستطلاع الدائم للكون والرغبة النهمة فى المعرفة، ثم هو التعاون والتسامح، وهذا الحب هو أيضاً ما انتهى إليه الصوفيون المسلمون مثل محى الدين ابن عربى حين يقول:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبى إذا لم يكن دينى إلى دينه داني وقد صار قلبى قابلاً كل صورة.. فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف.. وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت.. ركائبه فالحب دينى وإيمانى
وفى هذه الأبيات الأربعة قد استقطر ابن عربى روح الدين، ومن الحسن أن تذاع مثل هذه الأبيات الذهبية وتعلق فى بيوتنا وشوارعنا.
■ برلمانى سابق