رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور..مرض السرطان ينهش قرية "وادي الملاك" بالشرقية


لم أكن أصدق الاتصال التليفوني من أحد ابناء "وادي الملاك" بمركز أبو حمّاد شرقية عندما اتصل بي مستنجدًا "الحقونا"، انتشر السرطان بقرية أبو عزباوي بوادي الملاك مثل انتشار الطاعون. أكثر من 200 حالة مصابة بالسرطان توفي منها أكثر من 50 حالة، حيث بدأ ظهور هذا المرض منذ أكثر من عامين ونصف، ولم يتحرك أحد من مسئولي مديرية الصحة بالشرقية أو كلية الطب بالزقازيق.

يقول "عبد الله احمد علي الداؤودي" - عضو اتحاد الملاك وأحد أبناء القرية- عندما لم نجد من لم يسأل عن المصابين ومع استمرار انتشار المرض قمنا بعملية حصر، وتم اكتشاف أكثر من 200 حالة مصابه بهذا المرض ما بين سرطان بالمخ أو بالمسانة أو بالعظام أو بالدم أو بالغدد الليمفاوية، فقمنا بالاتصال بالدكتور "محسن خريبه" - وكيل وزارة الصحة السابق - والذي قام بدوره بنقل الموضوع إلى الدكتور "سالم الديب" - رئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة الزقازيق- وقمت بمقابلته والذي وعد بأن يتدخل ويشكل فريق طبي لمسح المنطقه بوادي الملاك التي انتشر بها هذا المرض اللعين.

التقت الدستور بالمرضى فتقول "فاطمة مصطفى حسن الحضري" (40 سنة - ربة منزل): من قرية أبو عزباوي "مصابة بسرطان بالغدد الليمفاوية بالرقبة": لقد أصبت بالمرض منذ عامين وأجريت عملية بمستشفى الزقازيق الجامعي لاستئصال هذا الورم، ولكنه انتقل للفك السفلي بالوجه. وما زلت أتعالج منه كيماويًا وزوجي يعمل باليومية ولدي محمد طالب بالصف الثالث الاعدادي وبسمة 19 سنة، خرجت من التعليم لتشارك بالعمل في توفير مصاريف العلاج، وسألت الأطباء عن سبب هذا المرض قالوا لا نعلم شيئًا عن السببب الرئيسي لإصابتي به.

أما "احمد إسماعيل حسن" (54 سنة – فلاح) ومتزوج وله أربعة أولاد في مراحل التعليم المختلفه يقول: لقد اٌصبت بالسرطان في المثانة وتم استئصالها في 2010 بمستشفى الأحرار.

وتقول "عطا عبدالرحمن السيد" (35 سنة - ربة منزل) ومتزوجة: إن زوجي ترك المنزل منذ 5 سنوات لأواجه بمفردي أعباء الحياة والمرض والانفاق على 3 أطفال  بمراحل التعليم المختلفة. حيث اٌصبت بسرطان في الثدي وتم استئصاله منذ عامين ونصف، وأجريت لي العملية في مستشفى جامعة الزقازيق التي كانت تصرف لي علاجًا يسمى" تاموكسيفين" ولم أجده بالمستشفى منذ 7 أشهر.

أما "محمد احمد عدوي" الشهير "بمحمد فونيه" (62 سنة – عامل) فيقول لقد جار علي أبنائي وزوجتي والمرض، حيث طردني أبنائي وزوجتي من منزلي بقريه الولجا مركز منيا القمح، واستقريت بقريه أبو عزباوي بوادي الملاك، وجار علي المرض بأن أٌصبت بسرطان بالمخ وأجريت لي عدة عمليات، ولم أجد العلاج، ولولا أن أهل الخير أحاطوني برعايتهم لكنت في وضع أسوأ من هذا.

أما "سعيد عبد الحميد محمد" (38 سنة - لا يعمل) ومتزوج وله 4 أولاد يقول: اٌصبت بسرطان الغدد الليمفاوية وتلقيت العلاج، ولكنه عاودني مرة أخرى.

ويضيف "سمير سالم الداؤودي": لقد توفي شقيقي "محمد" بسرطان بالفك السفلي، وتوفي كذلك "عادل إبراهيم" ابن عمي بسرطان في الدم.

والتقت الدستور بالحاج "سعد محمود" (51 سنة) متزوج وله 4 أولاد الآن الصغير منهم مصاب بالصرع فقال: لقد أصبت بسرطان الغدد اليمفاوية ورفض الأطباء إجراء عملية جراحية لي لخطورة حالتي، واشتكى من عدم توافر العلاج في مستشفي صيدناوي، وأضاف بأنه يقوم بشراء العلاج على نفقته الخاصة رغم وجود قرارات وزارية بالعلاج على نفقه الدولة، وأشار إلى أن إضراب الأطباء كان له أثر كبير في عدم توفير العلاج.

بعد إجراء هذا التحقيق لم اصدق ما رأيت بعيني أحسست أنني قمت بجوله داخل معهد الأورام، ولم أقم بزيارة مرضى في قرية تحيطها طبيعة هادئة لم تنذر عن ظهور مثل هذا المرض العصيب، ومن هول ما رأيت عملت على سرعة إنهاء هذا التحقيق الصحفي مع المرضي لما أصابني من حالة ذهول ودوار استعنت بسببها بسيارة صديق نقلني من وادي الملاك لمدينة أبو حمّاد حيث إقامتي.