رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنا مع الإرهاب


متهمون نحن بالإرهاب.. إذا كتبنا عن بقايا وطن... مخلع.. مفكك مهترئ.. أشلاؤه تناثرت أشلاء.. عن وطن يبحث عن عنوانه.. وأمة ليس لها أسماء.. عن وطن.. يمنعنا أن نشترى جريدة أو نسمع الأبناء.. عن وطن كل العصافير به ممنوعة دوماً من الغناء..عن وطن.. يشبه حال الشعر فى بلادنا فهو كلام مرتجل . مستورد . وأعجمى الوجه واللسان.. فما له بداية.. ولا له نهاية ولا له علاقة بالناس.. أو بالأرض.. أو بمأزق الإنسان!! عن وطن.. رجاله بالوا على أنفسهم خوفاً.. ولم يبق سوى النساء !! الملح فى عيوننا.. والملح فى شفاهنا.. والملح فى كلامنا.. أبحث فى دفاتر التاريخ.. عن أسامة بن منقذ.. وعقبة بن نافع.. عن عمر.. عن حمزة.. عن خالد يزحف نحو الشام . أبحث عن معتصم بالله. حتى ينقذ النساء عن وحشية السبى ومن ألسنة النيران.. أبحث عن رجال آخر الزمان.. فلا أرى فى الليل إلا قططاً مذعورة . تخشى على أرواحها.. من سلطة الفئران !! متهمون نحن بالإرهاب . إذا رفضنا موتنا بجرافات إسرائيل.. تنكش فى ترابنا.. تنكش فى إنجيلنا. تنكش فى قرآننا ! إن كان هذا ذنبنا.

متهمون نحن بالإرهاب. إذا رفضنا محونا على يد المغول واليهود.. والبرابرة أنا مع الإرهاب ما دام هذا العالم مقتسماً ما بين أمريكا.. وإسرائيل بالمناصفة.. أنا مع الإرهاب إذا كان مجلس الشيوخ فى أمريكا هو الذى فى يده الحساب.. وهو الذى يقرر الثواب والعقاب.. أنا مع الإرهاب مادام هذا العالم الجديد يكره فى أعماقه رائحة الأعراب... من أجل هذا كله ارفع صوتى عالياً.أنا مع الإرهاب أنا مع الإرهاب..

توقفت كثيراً عند كلمات شاعرنا الكبير. نزار قبانى... وقصيدته الشهيرة أنا مع الإرهاب.. أتأمل الكلمات والمعانى.. وحمدت الله أن نزار مات ولم يعش ليرى العالم العربى الذى تحول من الكفاح لتحرير القدس يعمل الآن على تحرير العالم العربى بأكمله المحتل من الإرهابيين ومن العملاء والأعداء.. فى قصيدته وصف الوطن العربى المفكك والذى يبحث لنفسه عن ملامح، لأن ملامحه تم محوها ولم يبق له عينان يرى بهما الحقيقة ولكن.. أحمد الله أنه لم يعش ليرى وطننا العربى قد تم تدميره على يد أبنائه، عملائه لإسرائيل وأمريكا وإيران وتركيا وقطر.. ومن خلال طابوره الخامس!!!.. وصف نزار بعض الدول العربية «يمنعنا أن نشترى الجريدة أو نسمع الأبناء.. لم يبق فى آفاقه حرية حمراء . أو زرقاء. أو صفراء» صدقت يا نزار.. لكن هذه الدول المستبدة تعمل على نشر السموم من خلال شعارات رنانة مسمومة «الديمقراطية والحرية والطعمية والبتنجانية وأى.. أيه وتصدرها إلى أشقائها العرب!! ثم عندما يهجو أحد الشعراء الأمير فى قصيدة يصدر حكماً بحبسه!!! عن أى حرية تتحدثين يا قطر!!! كما أحمد الله على أنى مصرية أستطيع أن أسمع الأنباء وأن أتمتع بجميع ألوان الحرية فى تليفزيون بلدى وفى الصحافة!!!! ماذا كان لو عاش بيننا حتى الآن نزار ويرى أن الكفاح العربى لاستعادة القدس وتحريرها قد تحول وتبدل!!! يا ترى نزار كان سيستمر فى مقولته «أنا مع الإرهاب» أم سيقول «أنا مع عودة ووحدة الوطن العربى» أو «يسقط يسقط الإرهاب»!!!