رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيب فى اللى أكل العيش


العيب مش فى العيش.. العيب فى اللى أكل العيش. استوقفتنى هذه الجملة عندما قرأتها.. تأملت المعنى.. فأحاطتنى الوجوه الجاحدة «اللى مطمرش فيها العيش » سواء من الأهل أو من الأصدقاء أو من المعارف أو من الزملاء أو من الجيران.. ولكننى وجدت إننى لست الوحيدة.. فكم واحدًا منا لم يعان من قريب أو صديق أو شريك أو من زميل أو من جار ومن ناس أكل معاهم عيش وملح ولم يحترموا هذه العلاقة أو هذه العشرة!!

كم واحدًا منا أعطى الكثيرلمن حوله ووقف مواقف تتسم بالرقى وبالشهامة وبالعطاء ولم يجد إلا خيانة أوسمًا أوخنجرًا من الخلف!!. كم واحدًا منا أكرم أقاربه أصدقاءه زملائه جيرانه بلا مقابل بلا هدف إلا لصلة الرحم أو بسبب عشرة السنين أو لكرم أخلاقه واتباعه الأصول وفى المقابل اتظلم واتجرح من اللى أكل العيش والملح معاه.

والسؤال هنا..أين تكمن المشكلة؟ هل فى العيش نفسه أم فى الإنسان المخادع، الخسيس، اللى أكل معاك العيش والملح ولم «يطمر فيه».. نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزمننا عيب سوانا.. ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب.. ولو نطق الزمان لنا هجانا.. صدقت يا شافعى.. نحن لا نعترف بأن المصلحة والمادة طغت على الجميع.. من أجل المال يبيع الناس أولادهم..إخوانهم..أصدقائهم ثم يعيبون الزمان ويتحدثون عن تعاليم الإسلام الصحيحة والأصول والقيم وهم لا يعرفون عقاب الله ولا يعرفون ماهية وتعريف «القيم والأصول» تحجرت قلوبهم أكثر من الصخر ويتحدثون باسم الرحمة والمودة !!الآن.. قبل أن تلعن الزمان.. قف أمام المراة.. اطرح على نفسك هذا السؤال.. وكن صادقًا فى الإجابة.. ولا تجد لنفسك مبررات واهية تحلل بها لنفسك خيانة لمن هم أقرب الناس إليك وطعنك لهم.. ولا تهرب من مواجهة نفسك على موقفك الدنىء الذى سلكته باتجاه أهلك وأصدقائك!! واجه نفسك.. اطرح على نفسك هذه التساؤلات.. هل أنا حافظ للجميل؟ هل أنا حافظ للعشرة؟ هل أنا أحافظ على صلة رحمى؟ هل أنا ظالم لمن حولى وانسان غدار؟ هل أنا إنسان محترم أمام نفسى وأمام الآخرين؟ كيف واجهت حب وعطاء الآخرين لى ووقوفهم ومساندتهم لى وقت حاجتى لهم؟ هل عاملتهم برقى وعطاء مثلهم أم طعنتهم و«لم يطمرفيك العيش والملح».. هل أجبت على نفسك بصراحة؟.. أتمنى.. لكن.. المشكلة أكبر من ذلك..فبعض الناس فى مصر الآن لا «يطمر فيهم العيش» فى وطنهم!!.فمصر التى أعطتهم وتعطيهم الكثير.. لكن هم يبيعونها للأعداء ويطعنون ظهر الوطن.. يقتلون أمل المصريين فى غد مستقر بنشر السموم وبإحداث بلبلة بين طوائف الشعب المختلفة.. وهذا ما جعلنى أتساءل، هل الإرهابيون، العملاء، الطابور الخامس، الفاسدون طمر فيهم عيش وطنهم؟ سيدى الرئيس.. إننى أطالبك بأن تطلب من وزير التموين بأن يتم مزج مع الدقيق، القمح، الردة، الخميرة كثير من الأصالة، الخير، الرضا، القناعة، البركة، الأخلاق، الأصول، الضمير، الوطنية.. ربما.. يطمر فيهم العيش ويتقوا الله فينا.. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله