رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معيط.. «مايسترو» أموال التأمينات


قامت ثورات.. سقطت أنظمة.. أصبحنا نرى «رؤساء» داخل السجون واقفاص الاتهام الزجاجية والحديدية.. ووزراء وقيادات يرتدون الأبيض ثم الأزرق ثم الأحمر.. كل هذا حدث وبقى الدكتور «محمد أحمد معيط» صامدًا ونحن أى أصحاب المعاشات أصحاب أموال التأمينات فى قفص الاتهام! أصبح «معيط» المحمى من كل الحكومات وحصانته دائمًا وترقياته مستمرة يؤكد لنا أننا خسرنا الثورات والأحلام!... ... إننا أصبحنا ضحية تواريخ وسنوات وشهور وأيام خاطئة تمامًا.. لقد عدنا إلى رشدنا وأصبحنا نرى التاريخ الصحيح.. نعم اليوم هو 24 يناير!! بتاريخ 2006 أتى بطرس غالى وزير المالية الأسبق. والهارب «بمعيط» من لندن وعينه نائبًا له لشئون التأمينات.. وأصبح المسئول الأول عن هذا الملف.. واستمر كذلك مع سقوط أنظمة وصعود أخرى.. ومع ستة وزراء مالية وهو المسئول عن ملف أموال التأمينات.. فى أبريل 2013 أعجبت به حكومة الإخوان المجرمين واستقبله «هشام قنديل» ثم عينه نائبًا لرئيس هيئة الرقابة المالية لشئون التأمين.. أى كل التأمين!! جاءت ثورة 30يونيو وأطاحت بنظام وحكومة الإخوان.. وبقي «معيط».. ثم أعادت تعيينه حكومتا الثورة.. وأخيرًا عينته الحكومة الحالية مساعدًا لوزير الصحة.. أيضًا للشئون المالية!! لهذا كله أصبحنا متأكدين أن اليوم.. أى يوم.. هو 24 يناير!! الغريب أن لدينا أرشيفًا كاملاً من تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات ووزارة المالية والتأمينات وكلها تؤكد أن معيط هو «ماسترو أموال التأمينات»!! كان هذا هو الموجز.. إليكم الأنباء بالتفاصيل.. نقدم لكم عدة اوراق تمثل مخالفات بسيطة لا ترقى لكسر إشارة مرور! يقول تقرير صادر عن وزارة المالية عن مديونية الخزانة العامة لبعض الأموال البسيطة والمقدرة ب 162 مليار.. أن هذه الأموال منذ عام 1980 حتى 2006 كانت أقل من ثمانية مليارات جنيه.. عندما أصبح معيط مسئولاً فى 2006 ارتفعت المديونية الى 162 مليار خلال ستة سنوات فقط.. لكن مش مهم.. وكلها بلا فوائد على الإطلاق.. أيضا مش مهم.. ولم يتم الإعلان من أى مسئول.. فى أى موقع أين ذهبت هذه الأموال؟! أيضا هذا غير مهم.. وهذا الرقم لو تمت إضافة الفوائد البنكية أو فوائد أذون الخزانة يصبح «نصف تيرليون».. وهذا يمثل مخالفة لا ترقى لمستوى الجريمة!! الغريب لا يستطيع مسئول واحد أن يذكر لنا تفاصيل هذا الرقم.. كما لو كان يحمى هذا الرقم «عفريت» من عفاريت الخزانة العامة! لكننا رغم حراسة العفاريت استطعنا النفاذ بينها لنجد أن هناك مستثمرين ورجال أعمال من نظام «مبارك» حصلوا على قروض بلا عودة منها.. حتى بعض الهيئات مثل هيئة ميناء بورسعيد حصلت على 2.8 مليار جنيه لبناء ميناء شرق التفريعة لصالح شركة أجنبية.. أيضًا نعتبر هذا دعمًا لفقراء «الدنمارك» صاحبة شرق بورسعيد!! نعلن دائمًا ويوميًا عن هذا.. ثم نصرخ لنكتشف أننا كنا على لأننا اعتبارنا أن أموال الأيتام وأصحاب المعاشات تمثل جريمة.. واكتشفنا أن أموالهم حق لغيرهم.. لكن لماذا يسود الصمت المطبق عما حدث لأموال التأمينات؟! نعم.. هناك تقرير بسيط للغاية يحتوى على مخالفات محدودة.. يقول التقرير إن هناك ثلاثة مليارات صُرفت مكافآت وبدلات وحوافز لبعض كبار موظفى المالية أولهم «معيط» خلال أربع سنوات.. كان الرجل هو المسئول الأول عن ملف أموال التأمينات أى أن الكبار حصلوا على ثمن صمتهم عندما دخلت أموال أصحاب المعاشات مقبرة الخزانة العامة وهم يعلمون تمامًا أنها لن تبعث من جديد.. الغريب أن جميع وسائل الإعلام والصحف كانت دائما تعلن الحقيقة.. لكن لم يكن هناك من يسمعها.. الآن.. تبلغ أموال التأمينات لدى الخزانة العامة أكثر من 540 مليارًا نصفها من الفوائد على الإطلاق وهناك المليارات داخل بنك الاستثمار القومى.. غير معلوم لنا ولكننا نعلم أن مكافآت الأرباح يتم صرفها لحساب كبار قيادات البنك.. وهناك أيضا أكتر من 70 مليار جنيه تستثمر لحساب التأمينات الاجتماعية نفسها داخل شركات كبرى فى مجالات رابحة.. لكن أيضًا يحصل على مكافآت الأرباح أعضاء مجلس إدارة هذه الشركات من موظفى التأمينات وبعضهم يحول جميع الأرباح إلى حساباته الشخصية بالبنوك بدلاً من هيئة التأمينات صاحبة هذه الأموال والتى تديرها لحساب أصحاب المعاشات.. إننا نتوجه بالشكر والتقدير للحكومة لأنها سمحت لنا أن نستنشق الهواء بالمجان.. وبلا بطاقات ذ ذكية.