رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عنبر كله يسمع ... وطنكم ليمان طرة


كنت مذيع نشرة الأخبار فى الكثير من السجون والمعتقلات.. كانت أشهر إذاعة فى «ليمان طرة» !! تبدأ نشرة الأخبار بالتنبيه على كل الزنازين أن تبدأ فى الاستماع.

عنبر التأديب والتجربة و«عنبر 4» كان الاستماع للنشرة قوياً لوجود أبواب حديدية وليست خشبية كالمعتاد. «ليمان طرة» هو الأفضل بين كل السجون، حيث الراحة والحياة المستقرة

أصبح الليمان مركز عاصمة الإخوان.. حيث توجد فيه كل مؤسسات دولتهم. مكتب الإرشاد ثم جميع مراكزهم .. أصبح «ليمان طرة» يمثل الوطن الدائم لجماعة الإخوان.. بعد أن كانوا لا يعترفون بوطن. بل ويكرهون ترابه !!

لأول مرة فى التاريخ يكتشف الشعب المصرى أنه أمام جماعة احترفت القتل والعداء للوطن ثم العودة إلى «الليمان».. إذا استمروا بعيداً عنه طويلاً. حتى وإن كانوا فى رئاسة الدولة فهم دائماً يحنون إلى وطنهم الأساسى فى الليمان. لقد كتبوا ذكرياتهم الخالدة محفورة على جدار كل زنزانة بتاريخ الدخول والخروج!! هم الآن يناقشون فى قضايا الأوهام وينتظرون الإفراج. بل يتوهمون أنهم عائدون إلى ما كانوا يحلمون به.. القنابل التى تنفجر الآن فى بعض المواقع تقتل المصريين اعتبروها وسيلة العودة الوحيدة إلى شمس النهار.. مع أنهم دائماً يكرهون الأضواء ويستمتعون بظلمة الليل.. أثبت التاريخ منذ الفراعنة وحتى عصر الإخوان أن الشعب المصرى لم يهزم قط.. حتى أمام أقوى الغزاة .. ومازال تراب الوطن يحتوى على عظام كل الحملات. حتى الهكسوس وأخيراً عظام الإخوان!!

إن كل التصريحات والأقوال التى تتجه نحو المصالحة.. هى كلمات فى الهواء. لقد استقر وعى الشعب المصرى على إنهاء هذه الحالة تماماً ونزع جذور هذه الجماعة بعد أن أسالت الكثير من دماء أبنائه.. تنتظر الجماعة التدخل الأجنبى لإنقاذها من منتجع ليمان طرة . وكل يوم يمر تزداد حالة الجماعة توتراً مع ارتفاع فى الحالة النفسية والعصبية. وقفوا فى اعتصام رابعة المسلح يهتفون «تكبير».. عندما أعلنوا أن الأسطول السادس الأمريكى يقترب من سواحلنا هللوا بشدة منتظرين تدخل الأجنبى وقدوم «المارينز» ليحررهم من الشعب المصرى!! أصبحت الجماعة تطالب التنظيم الدولى بإعلان الحرب العالمية الثالثة لإنقاذهم والإفراج عنهم.. ذهبوا إلى البيت الأبيض واجتمعوا مع «أوباما» قاهر الإرهاب فى العلن والمدعم له سراً. طالبوه بالتدخل مقابل تنفيذ إرادة أمريكا على الشعوب العربية!! إن هذه الجماعة لا تعترف بالأوطان.. علينا إذاً أن نحدد لها وطناً تعيش فيه.. واختارنا لها «ليمان طرة» كوطن مفضل لها.. تحقيقاً لرغباتها!! ما لم يعلمه البعض أننى كنت مع أغلب قادتها داخل البرلمان وخارجه وأعرف بعضهم شخصياً.. لكن لم أتخيل فى يوم من الأيام أنهم بهذه الوحشية .. إن من تربوا منذ حضانة الأطفال حتى الكبر ونزعت عقولهم وأصبحوا لا يعترفون إلا «بالسمع والطاعة».. كيف يمكن التعامل معهم وعقولهم غائبة؟! لقد عاشوا سنوات عمرهم كلها وهم فى هذه الحالة.. إذا سألتهم يردون عليك بما قيل لهم. لا رأى شخصياً لهم أو فكرياً. لا يعترفون بالعقل. كيف يمكن التعامل معهم ؟! أثبت التاريخ الوطنى أنهم بلا وطن .. ففى حروب مصر الوطنية. لم نسمع فى حرب 1956 عن شهيد أو جريح أو حتى مقاتل .. بل كانوا جميعاً فى خندق واحد مع الغزاة الإنجليز.. كنت شاهداً على ذلك!! وللحديث بقية