رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية لتطوير التعليم.. واستعادة المدرسة المصرية


تدهورت أحوال التعليم المصرى فى العقود الأخيرة تدهورًا كبيرًا وتخلفت المدرسة المصرية فى الألفية الثالثة عنها فى الألفية الثانية وتراجعت عن مثيلتها فى دول الجوار العربيات وحتى عن كثير من الدول الأفريقية، بالرغم من أننا عشنا سنوات طويلة تحت شعارات تطوير التعليم هو قضية أمن قومى بل أحيانا فى تسعينيات القرن الماضى اعتبرناه القضية الأكبر فى تحديات الأمن القومى وتضاعفت ميزانيته، ولكنها كانت من أجل مواجهة الزيادة فى الأجور، وأهملنا بناء المدارس القادرة على مواجهة الزيادة الكبيرة فى المواليد فتضاعفت الكثافة فى الفصول المصرية لدرجة جعلت المدرس حبيس السبورة ولا يستطيع التعامل والتفاعل مع طلابه فقد وصلت الكثافة فى الفصل الواحد إلى 70 و80 طالبًا وهذه أحد الأسباب _ بجانب الإدارة المدرسية السيئة وغير المؤهلة- التى جعلت المدرسة المصرية طاردة لطلابها فى اليوم الدراسى وليست مصدر جذب لهم لتتلقفهم المراكز التعليمية والدروس الخصوصية التى باتت تشكل عبئًا كبيرًا جداً على ميزانيات الأسر المصرية على مختلف مستوياتها الاجتماعية.

وعلينا أن نجتهد ونقدم أفكارًا من خارج الصندوق تخفض كثافة الطلاب داخل الفصول وتعيد للمدرسة المصرية انضباطها وقدرتها على تفجير قدرات الطلاب واكتشاف مواهبهم وإمكانياتهم، بحيث تكون هذه الأفكار قابلة للتنفيذ ولا تحمل الموازنة العامة للدولة المرهقة، والتى تعانى عجزًا كبيرًا أى أعباء مالية ورؤيتنا تتلخص فى مضاعفة عدد المدارس المصرية دون تحمل أى تكلفة، بحيث نتمكن من خفض كثافة الفصول لتصل إلى معدلاتها العالمية وفى نفس الوقت تسهم فى حل مشكلة البطالة بتعيين ما يقرب من نصف مليون معلم فى مرحلتى التعليم قبل الجامعى فمن غير المقبول أن نتحرك فى معالجة قضايا التعليم المختلفة بنفس المعالجات القديمة ليس مقبولاً أو معقولاً فى ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التى يمر بها الوطن أن نترك المدارس المصرية دون أن نستفيد منها من الساعة الثانية والنصف بعد الظهر إلى صباح اليوم التالى، فالمدرسة المصرية ذات نظام اليوم الكامل تبدأ اليوم الدراسى من الساعة الثامنة والنصف صباحًا إلى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر أى أن اليوم الدراسى فى مدارس اليوم الكامل مدته 6 ساعات كاملة فى مصر وفى غيرها من دول العالم وعلينا تحويل المدرسة المصرية إلى مدرستين أولاهما مدرسة صباحية والثانية مدرسة مسائية وكل منهما مدة اليوم الدراسى فيها 6 ساعات أى نجعل كلا منهما مدرسة من مدارس اليوم الكامل ونبدأ المدرسة الأولى الصباحية من الساعة السابعة.

صباحًا إلى الساعة الواحد ظهرًا ونجعل المدرسة المسائية من الساعة الثانية ظهرًا إلى الساعة الثامنة مساءً.. وهذا معناه خفض كثافة الفصول إلى النصف تقريبًا، مما سيخلق حياة تعليمية وتربوية كاملة بين المعلم وطلابه من ناحية وبين الطلاب وزملائهم من ناحية أخرى، وسيجعل الخدمة تعليمية أفضل، وتستطيع المدرسة فى شكلها الجديد أن توفر الأنشطة المختلفة لأبنائنا الطلاب سواء كانت هذه الأنشطة رياضية أو فنية أو ثقافية أو أدبية أو غيرها من الأنشطة التى تخلت عنها المدرسة المصرية بسبب ارتفاع كثافة الفصول ، وفى هذه المدرسة يجب علينا الاهتمام باختيار المدير الكفء وبالطابور المدرسى وجعل مدته الزمنية مدة حصة كاملة أى 45 دقيقة يمارس فيه الطلاب الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية من خلال الإذاعة المدرسية وتؤدى فيه تحية العلم وترديد النشيد الوطنى بكل قوة وجدية.

رئيس حزب الجيل الديمقراطى