رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم "الحجاب" ما بين الإسلام وآراء المعارضين له

جريدة الدستور

"الرجعية، لا يناسب العصر، رمز لجماعات الإسلام السياسي" جملة إدعاءات وانتقادات وجهها بعض المغرضين ضد الحجاب الإسلامي، ورغم أن الحجاب فريضة، لكن تعالت الأصوات التي تنادي بخلعه، وأن البنت مجبرة عليه ولا ترتديه طواعية.

مظاهرة خلع الحجاب في التحرير في الأسبوع الأول من مايو، التي تبناه شريف الشوباشي، الكاتب الصحفي، آخر تقاليع الهجوم علي الحجاب.

ورأت سعاد صالح، أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في هذه الدعوة معارضة تامة للنص القرآني" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" ، وقوله تعالى في أخر آيات فرض الحجاب "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" حيث ربط الفلاح والنجاح بالالتزام بتشريعات الله .

وقالت أن الحجاب في الإسلام ليس المقصود منه قطعة قماش تغطي الرأس وكفى، لكنه اختبار من الله للمرأة بقوة التحمل وتنفيذ ما فرضه الله عليها، مؤكدة علي أن الحجاب لا يفرضه الأبوين على البنت، ولكنه في معظم الحالات يأتي وفق إرادتها وحبها لله، وكل ما يحدث من الحالات التي سمعنا عنها من ضرب مدرس لطفلة بشعرها أو قص مدرسة لشعر تلميذة ما هو إلا حالة شاذة لا يجوز القياس عليها أبداً فهذه نفوس مريضة ومعقدة .

واستنكر محمد وهدان، رئيس قسم الإعلام بجامعة الأزهر، هذه الدعوة قائلا " أصبت بصدمة شديدة عندما سمعت هذا الخبر، فلا يجوز في بلد الأزهر أن ترفع مثل هذه الدعاوي".

وأكد علي أن الحجاب فريضة، وعن النبي "ص" أنه قال" إذا بلغت المرأة المحيض فلا يجوز أن يرىُ منها غير هذا وذاك وأشار إلى الوجه والكفين ".

وأشار إلى أن الجماعات الإسلامية تقول بفرضية النقاب وليس الحجاب فقط، فالحجاب فرض منذ قرون في وقت لم نسمع فيه عن مثل هذه الجماعات .

وطالب صاحب بأن يدعو لمليونية لنبذ العنف، أو الحد من أنفلونزا الأخلاق الموجودة حالياً بين الناس، أو دعوة الشباب للعمل والعلم والفكر، ويتركه من ثوابت الإسلام وعقائده فهي تناسب كل زمان ولا مجال للجدل فيها.

وكان لفريدة الشوباشي، الكاتبة الصحفية، رأي آخر، فرأت الحجاب قضية ثانوية لا يجوز التركيز عليها، فالدين الإسلامي ليس بالمظاهر أو بالحجاب واللحية، إنما دين جوهري يدعو إلى العمل والفكر.
وأكدت أن هذه الدعوة نوع من الحرية فهو ليس مؤسسة لها كيان تلزم الناس بالانضمام له، فمن شاء يذهب ومن لم يشاء لا يلتفت إلى الأمر، مضيفة أن "الشوباشي" لم يطالب بمليونية كما تناقلت وسائل الإعلام لكنه طالب بعض الفتيات بشكل رمزي أن تخلع الحجاب كنوع من حرية الرأي والتعبير.

وقالت فريدة الشوباشي: "إن مصر في فترة الستينات والسبعينات لم تكن محجبة وكانت أيقونة العالم الثالث، ولم نسمع وقتها عن واقعة تحرش أو اغتصاب أو خطف لفتاة، وهذه الأوبئة وليدة فترة شيوخ القنوات الذين يركزون فقط على المرأة وجسدها، دون الاهتمام برفعة وتقدم الوطن، وتم اختزال الإسلام في لحية وحجاب ".