رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستقبل الإعلام الإقليمى


رغم وجاهة الرأى الصادم القائل إن القنوات الإقليمية أصبحت مسوخاً للقنوات القومية مثل القنوات الأولى والثانية والفضائية إلا أننى أرى أن الإعلام الإقليمى له دور مهم فى عملية التنمية، خاصة فى مناطق الصعيد وسيناء والصحراء الغربية، ولهذا لفت نظرى تداول بعض الأخبار التى تشير إلى احتمال انتقال تبعية القنوات الإقليمية للمحليات، ورغم ظهور رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ونفى مثل هذه الأخبار ولكنه قال إن مصير التليفزيون الإقليمى هو الانضمام لقطاع التليفزيون!

وأعتقد أن كلا التوجهين يجب مراجعتهما لأن تنفيذ أى منهما سيحل مشكلة لكنه سيخلق أمام الحكومة ورئاسة الاتحاد مليون مشكلة أخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر أنه فى حال الانضمام للمحليات سيطالب موظفو الحكم المحلى بالمساواة مادياً لأنه من الصعب اتخاذ قرار بتخفيض دخول الإعلاميين المنضمين للمحليات وطبيعى أن يعتقد محافظ الإقليم الذى توجد فيه مقر القناة أنه الآمر الناهى فيها ويجب أن يكون نشاطها منصباً حول كل كبيرة وصغيرة يقوم بها وستشعر بقية الأقاليم التى تغطيها القناة بالدونية. أما إذا انضمت الإقليميات لقطاع التليفزيون بمعنى أن قطاعاً واحداً فى ماسبيرو سيكون مسئولاً عن تسع قنوات بدلاً من ثلاث ناهيك إذا تقرر أن ينضم أيضاً لقطاع التليفزيون قطاع القنوات المتخصصة فإننا سنكون أمام ترهل إدارى غير مسبوق وسيطالب الجميع بمساواة متغيره الشهرى مع ما يتقضاه موظفو قطاع التليفزيون وإن كنت أرى أن القناة الإقليمية الوحيدة التى يمكن أن تنضم لقطاع التليفزيون هى القناة الثالثة لأنها تبث من قلب ماسبيرو حتى وإن كانت معنية فقط بإقليم القاهرة الكبرى ولكن بحكم أنها تتناول شئون العاصمة فإن هذا يجعلها أقرب ما تكون للقناة القومية. أما باقى القنوات من الرابعة إلى الثامنة لها طبيعة خاصة ويمكن أن تتحول إلى شركات استثمارية مساهمة كل فى إقليمه تقود مسيرة التنمية بالإقليم الذى تغطيه فى إطار ما يسمى «الإعلام التنموى» ولذلك أقترح على الزميل عصام الأمير دراسة تحويل التبعية الإدارية والمالية لكل قناة إلى شركة تتكون من رجال الأعمال والمستثمرين التابعين للأقاليم التى تغطيها القناة وتظل التبعية الفنية والإعلامية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون مقابل مبالغ تدفع للاتحاد من الشركة التى ستصبح قناة تشجع على الاستثمار فى المناطق المختلفة وفى الوقت نفسه تروج القناة للمشروعات الصناعية والزراعية والتجارية بشكل استثمارى، ولاشك أن هذه الخطوة ستعظم من التمويل الذاتى للقنوات الإقليمية بما يتيح الحفاظ على على المستحقات المالية للعاملين فيها بل دعونا نتصور مع نجاح التجربة سوف تزداد العوائد المالية الأمر الذى سيؤدى إلى رفع ما يتقاضاه العاملون دون أن يتكلف اتحاد الإذاعة والتليفزيون أو الدولة مليماً واحداً.

إن دور الإعلام الإقليمى لايقل خطورة وأهمية عن دور الإعلام القومى بشرط أن يفعل هذا الإعلام ويمتد تأثيره الإقليمى إلى كل المناطق ولايحاكى فى شكله ومحتواه القنوات القومية أى الأولى والثانية والفضائية وفى المرحلة الأولى من مشروع التليفزيون الإقليمى سوف يستمر البث الفضائى لهذه القنوات عبر الناقل الوطنى «نايل سات» وفى الوقت نفسه يجب أن تتم دراسة توصيل هذه القنوات إلى عواصم ومدن وقرى المحافظات فى مرحلة تالية عبر نظام البث الأرضى «يو اتش إف» لكن بعد تطويره هندسياً أو استخدام الكابل غير المدفوع وعندئذ يمكن رفعها من المنظومة الفضائية . ويبقى السؤال كيف سيقود الإعلام الإقليمى العمليات التنموية فى الإقليم؟ فى عجالة سريعة سيتم التعامل مع كل إقليم حسب وضعه وحالته والمشروعات المراد إقامتها فيه وبيان النتائج المترتبة على تنمية الإقليم وأهمها إتاحة فرص عمل جديدة للشباب، لأنه يجب أن يكون هدف التليفزيون الإقليمى اقتحام المشكلات المحلية والتعاون مع القائمين على المشروعات لإيجاد حلول عملية لهذه المشكلات والترويج الإعلانى والدعائى للنماذج الناجحة.