الآخر.. والوجه الآخر لأى حقيقة
أكتب هذه القصة لكل من يسأل عن الوجه الآخر لمنع وتحريم التعبير عن التمنى بعيد سعيد لأقباط مصر. الوجه الآخر هو إنكار فرح الآخر بالعيد مرةً كل سنة، والوجه الآخر أيضاً هو الإقصاء، ولكل إقصاء مهما كانت أسبابه قوة تهدم تماسك أى جماعة. إن ما حدث فى قريتى العور والجلاء منذ أيام له أكثر من وجه، يتبدى فى الهدم المنظم غير الملحوظ للقانون، وفى إعطاء رخصة للقضاء على مدنية الدولة، وهو زحفٌ هادئٌ غير ملحوظ للقضاء على منجزات الوطنية المصرية التى ولدت قبل وبعد ثورة 1919، وليس فقط على منجزات ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
سألنى صديقٌ عن الوجه الآخر للشهادة الأولى فى الدين الحنيف «لا إله إلا الله»، فقلت له إلى جوار الوجه الباسم، وهو التوحيد هناك وجوه أخرى مهمة، تبدو فى توجيه النظر إلى الآلهة الأخرى التى تستعبد الناس: المال – الشهرة – الكراهية إلخ، هذه آلهة خفية كامنة فى القلوب، ولو أدركنا أن التوحيد يتجلى بتحرير القلوب، لصارت بلادنا جنة الله فى أرضه. وسألته عن الوجه الآخر لصلب المسيح وقيامته، فقال: هو بلا شك البذل من أجل المبادئ التى عاش المسيح وعلَّم بها. وسألنى عن الوجه الآخر للقيامة، فقلت له: إن الحق لا يموت، والمحبة لا يمكن أن تُدفن فى قبرٍ. وابتسم وقال: وما هو الوجه الآخر للوطنية المصرية، فقلت: له فداء مصر، وقلنا معاً: تحيا مصر. ثم عاد وقال وما هو الوجه الآخر لتحيا مصر، فقلت له: الشهادة والعمل الجاد والأمانة، فلكل قولٍ وجه آخر يجب أن ننتبه إليه. وتحيا مصر. ■ أستاذ الدراسات اللاهوتية بالجامعات الأمريكية