شهداء بحر البقر.. هل تعرفونهم؟!
كثيرون من الأجيال الحالية لايعرفون ماحدث فى بحر البقر.. صحيح أننا عشنا زمنا طويلاً من التغييب المتعمد.. إلا أننا أبداً لن ننسى ماحدث لأبنائنا وفلذات أكبادنا.. فقد استيقظ المصريون ذات يوم على الخبر المفزع والمؤلم. فقد قصفت طائرات الفانتوم الأمريكية الصنع مدرسة بحر البقر الابتدائية.. يومها تناثرت الأشلاء وسالت الدماء على الكراريس.. لم يثبت أن الضحايا كانوا من المقاومين ولم يتورط أحدهم فى قنص جندى صهيونى محتل فقط كان سلاحهم القلم والكراس.. لجان حقوق الإنسان أصابها الصم والبكم.. لم تتحرك؟؟ وكانت الجريمة التى اهتز لها أحرار العالم فى شهر أبريل إلا أنها لم تكن كذبة فقد كانت حقيقة فى مجلس الأمن كانت أمريكا كعادتها لنا بالمرصاد وكان قرار حق الفيتو.. وما بين شهداء بحر البقر وما حدث بملجأ العامرية ببغداد همزات ولاتقل همزة وصل واحدة.. فالضحايا من الأطفال وهم فى عمر الزهور.. شهداء بحر البقر قتلوا مرتين الأولى على أيدى الصهاينة والثانية على أيدينا عندما أسقطناهم من الذاكرة.. فلم تعد حكايتهم والتى هى شاهد عيان على جرائم متتالية.. ارتكبتها إسرائيل، نذكر منها جريمة أبوزعبل وقانا الأولى والثانية فى جنوب لبنان وصبرا وشاتيلا.. المؤسف أن كتب التاريخ خلت من توثيق لهذه الجرائم التى لاتسقط بالتقادم.. وهل كتب علينا التغييب والتناسى؟ لست أدرى؟ وفى ملجأ العامرية ببغداد وقد كتب على الجبين زيارته قبل سقوط بغداد.. يومها رأيت بأم العين حجم الدمار الذى حل بأهلنا هناك.. رأيت ماتقشعر من هوله الأبدان وترتعد الفرائص.. فقد شيد الملجأ لحماية المدنين من الأطفال والنساء.. وحمايتهم من أطنان القنابل العنقودية التى ألقت بها أمريكا على رؤوس العراقيين.. والحجة الواهية امتلاك صدام حسين أسلحة قيل إنها كيماوية وفى رواية أخرى بيولوجية.. وتبين بعد ذلك كذب ماروجوا له.. إلا أنهم أعدوا العدة.. أنه الشرق الأوسط الكبير أو الصغيرولافرق.. والفوضى الخلاقة التى أعلنتها مقصوفة الرقبة كونداليزا رايس.. جرائم أمريكا وإسرائيل لايمكن أن تمحيها الأيام أو المعاهدات التى ماتت يوم ولادتها.. وبالتالى فمحاولة طمسها من كتب التاريخ استخفاف بعقولنا.. وافتئات على واقع مر وجرائم ارتكبت فى حقنا.. وعدم سردها وبالفصيل لتعرفها الأجيال الحالية غباء وإنكار لما هو معلوم.. ومهما حاول المغيبون تهميش الجرائم التى تجرعنا مرارتها.. فلن يستطيعوا مسحها من الذاكرة.. فالتاريخ ليس بشرط أن يكتب فما نتناوله أهم وأبقى.. نرجوكم اكتبوا أوجاعنا.. نريد أن نتذكر كل المآسى التى ألمت بنا.. والكوارث التى تكالبت فوق رؤوسنا نريد لكل الأجيال أن تقف حقيقة على مالحق بنا فى بحر البقر فى قانا الأولى والثانية فى أبوزعبل وفى سجن أبوغريب ببغداد إنهم مجرمون.. ولا عفو ولاصفح مع الإجرام.. فهل أنتم فاعلون؟
■ وكيل وزارة الأوقاف ــ كفر الشيخ
