رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نظرة على موقف عبود يا محافظ القاهرة!!


كان الله فى عون كل مسئول يراعى ضميره فى عمله.. وصبت اللعنة على كل إنسان يحاول عرقلة حركة التنمية فى وطننا الغالى مسئولاً أكان أم مواطناً.. أكتب هذه الكلمات لأناشد من خلالها محافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفى السعيد أن ينزل بنفسه ليرى المهازل التى تحدث فى موقف عبود.. آه والله مهازل لا يمكن أن يتقبلها أى إنسان.. فمنذ أن تطأ قدمك ساحة الموقف ستشاهد العجب العجاب.

... فمثلاً خارج السور هناك الباعة الجائلون يسيطرون على الرصيف ببضاعتهم التى تخضع أو لا تخضع للرقابة.. هذه البضاعة أحياناً تجدها فى أكشاك لا أعتقد أنها مرخصة.. وداخل كل كشك وخارجه لمبات كهرباء من أقرب عمود فى الشارع.. سرقة طبعاً.

داخل الموقف بقى.. ستقابل «إخوانا» بتوع الكارته.. والكارته دى لها حكاية تانية مع سائقى أجرة المحافظات.. فمثلاً ثمن الكارته ١٢ جنيهاً.. لكن مسئولى الكارته يسلمونها للسائق بمبلغ ٢٧ جنيهاً.. طيب وبيروح فين الباقى؟ بيروح لأصحاب النصيب!!.. طيب مين هما دول أصحاب النصيب؟.. دول مجموعة من مسئولى الموقف «أمن على موظفين على بلطجية».. يا نهار أبيض.. بقى بعد ثورتين قام بهما الشعب لسه فيه كلام من ده؟!.. آه والله العظيم تلاته فيه.

طيب الكلام ده معناه إيه؟.. معناه إن هؤلاء المسئولين يمنحون الضوء الأخضر للسائق بأن يرفع أجرته على الراكب وهو مطمئن أنه «مسنود».. وياريت الحكاية تتوقف عند هذا الحد وتنتهى.. لا والله.. فهناك مشاكل فى هذا المكان لا يمكن حلها إلا بتدخل مباشر من القوات المسلحة والشرطة معاً.. فعلى سبيل المثال لا الحصر: نفس المشهد الموجود خارج سور الموقف يتكرر داخله.. فالباعة الجائلون يسيطرون على الموقف تحت سمع وبصر رجال الأمن.. لقد شاهدت بأم عينى بعضهم يتحرش بالنساء والفتيات المسافرات عينى عينك.. ويا ويله يا سواد ليله لو سائق أو راكب حاول منع هذه «المسخرة» يبقى يومه مثل نوايا الإخوان الإرهابية وتركيا وقطر وإسرائيل ضد مصر!!

مشهد آخر سمعته من سائق أجرة يعلم بحاله ربنا.. أكد لى أن سيارته الميكروباص تعرضت لتلفيات كلفته حوالى ألفين من الجنيهات على يد أحد بلطجية الموقف لمجرد خلاف بسيط نشب بينهما!!.. والأظرف بقى من كل ده هو كثرة أعداد الشحاذين والشحاذات وبائعى المشروبات والمأكولات داخل الموقف.. هؤلاء يحاولون فرض بضاعتهم عليك بشتى الأساليب المحترمة أحياناً وغير المحترمة أحياناً أخرى.. وطبعاً دول كمان مسنودين من إدارة وبلطجية الموقف.

وسط هذه المهازل التى كنت أسمع أغلبها من السائقين وأشاهد بعضاً منها على أرض الواقع.. تناولت هاتفى واتصلت بأحد مسئولى المرور الكبار وشرحت له هذه التفاصيل.. بصراحة حاول الرجل أن يساعد فى حل المشكلة قدر استطاعته ونصحنى بالتوجه إلى كبار المسئولين عن الموقف.. فكان لابد أن أشكره على حسن تعاونه وتفهمه للأمر.

بدورى أعطيت أسماء المسئولين عن أمن الموقف لعدد من السائقين حتى يقدموا إليهم شكاوى بكل أنواع الفساد الموجودة فى المكان لكن صدمتى كانت كبيرة عندما أكدوا لى أنهم طرقوا أبواب هؤلاء وكانت النتيجة لا شىء والسؤال المطروح فى هذه الحالة هو إذا كان كل مسئولى الموقف يعرفون هذه المأساة ويصمتون عليها فلمن يلجأ الراكب الذى يتعرض للإهانة من بلطجية وسائقى الموقف؟.. ثم لمن يلجأ السائق المظلوم فى شكواه من مسئولى الموقف وبلطجيته؟!

معالى محافظ القاهرة.. أكتب إليك هذه الكلمات لأن الوضع فى هذا المكان أكثر من سيئ ولا يليق بالمواطن الذى يذهب إليه مرغماً حتى يتجه إلى مكان إقامته.. وهذا يجعلنى أناشدكم قبل أن أناشد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى بأن تزور موقف عبود كراكب عادى وليس كمحافظ حتى تكتشف بنفسك مدى المعاناة التى يتكبدها المسافر الذى يقصد هذا المكان.

معالى المحافظ.. لقد أتيت إلى منصبك حتى تخفف عن المواطن وتذلل له مشاكله.. وها أنت الآن تقصر فى أهم مشكلة من صميم عملك.. فهذا الموقف هو البؤرة الرئيسية لتوزيع الراكب إلى كل محافظات الدولة.. فإذا كان بهذا السوء وهذه الفوضى وتلك البلطجة والاستغلال والابتزاز.. فكيف تهنأ أو ترتاح فى منصبك؟.. وكيف ستقول لربك يوم العرض عليه؟!.. ألم تسمع عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حينما قال: «لو تعثرت بغلة فى العراق أخشى أن يقول لى الله لماذا لم تفسح لها الطريق يا عمر».. وقول الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ «كلكم راع ومسئول عن رعيته.. فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته.. والمرأة فى بيت زوجها راعية وهى مسئولة عن رعيتها.. والخادم فى مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته».

أخيراً.. أناشد وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار بالتدخل جنباً إلى جنب مع المحافظ وعناصر من قواتنا المسلحة بالضرب بيد من حديد على كل الخارجين على القانون فى موقف عبود حتى يعيد للدولة وقارها وهيبتها وأمنها وأمانها.. وحتى لا نظلم أحداً من الباعة الجائلين أناشد الجهات المسئولة فى المحافظة بأن يوفروا لهم أماكن بديلة لكسب عيشهم بالحلال «مش» بالبلطجة وقلة الأدب والتطاول على المواطنين.. مش كده ولا إيه؟!