رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حوار الرئيس لإذاعة القرآن الكريم


كانت لفتة طيبة من الرئيس السيسى أن يكون أول حوار مباشر له مع إذاعة القرآن الكريم رغم أن الحوار كان بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقها إلا أن الرئيس كعادته دائمًا مهموم بأحوال أكثر من مليار مسلم حول العالم بسلوكياتهم وأحوالهم المعيشية وتخلفهم فى كل المجالات وأفعالهم التى أساءت للإسلام أكثر من إساءة أعدائه له، قضية أساسية ومهمة أكد عليها الرئيس وهى ما يقع فيه المسلمون من التفرقة بين المعاملات والعبادات فى الإسلام وهذه خطيئة كبرى يرتكبها المسلم رغم أن الدين المعاملة وأن الكثير من المشركين اعتنقوا الإسلام بسبب المعاملة الطيبة للتجار المسلمين وأخلاق الرسول الكريم والتى وصفه المولى تبارك وتعالى بأنه على خلق عظيم، فتصرفات المسلمين اليوم كلها ضد تعاليم الدين، إن أعمال العنف والقتل والتخريب والإرهاب ليست من الدين فى شيء إلا أنه مازال هناك فريق منا يتخذه منهجًا له معتقدًا أنه بذلك يرضى الله ورسوله، الرئيس مهموم أيضًا بالخطاب الدينى ويرى أنه يحتاج إلى تجديد يواكب العصر، ويحض على إتقان العمل والإنتاج حتى يأكل المسلمون من عمل أيديهم ولا يعيشون عالة على الغرب، الرئيس السيسى مثل ملايين المسلمين الذين يحلمون بحضارة إسلامية قائمة على بحث علمى محترم تستفيد منه البشرية، يحلم بأن تتحول الشعوب العربية من استهلاكية إلى إنتاجية من الاستيراد إلى التصدير شعوب تكون خير أمة أخرجت للناس قولاً وفعلاً ووجهة مشرفة للدين الإسلامى السمح، عودة إلى حوار الرئيس الإذاعى، هنا فى هذا المكان يوم 14 أغسطس 2014 أى بعد شهرين فقط من تولى الرئيس الحكم كتبت مقالاً بعنوان «خطاب الرئيس فى الإذاعة المصرية» طالبت أن يكون هناك خطاب أسبوعى للرئيس فى الإذاعة على غرار ما يفعل زعماء العالم يتناول فيه كل الأحداث المهمة خلال أسبوع مضى وأسبوع قادم،هذا الخطاب الإذاعى الأسبوعى الذى لن يتعدى خمس عشرة دقيقة سوف يخلق تواصلاً مستمرًا بين الرئيس والمواطنين ويضع الشعب معه فى الصورة حتى يكون على علم تام بمجريات الأمور المحلية والدولية، ولماذا الإذاعة بالذات التى يخصها الرئيس بالحديث أسبوعيًا؟ سؤال أجبت عليه سابقًا وتأكد صدق رؤيتى بعد حديث الرئيس التليفزيونى الأخير وما ثار حوله من جدل فى الصورة والإخراج والمونتاج والديكور كل هذه أمور لا مجال لها فى الحديث الإذاعى لأنه يعتمد أكثر على المضمون بعيدًا عن شكليات وطقوس الصورة.المذيع الشاب وليد الحسينى الذى حقق بمجهوده الشخصى انفرادًا إعلاميًا بحوار الرئيس يستحق التكريم المادى والأدبى تشجيعًا له وللآخرين على الاجتهاد فلا يعقل أن يستوى من يجيد فى عمله بمن لا يعمل أصلاً، لابد وأن يكون للمجتهد نصيب مادى قبل المعنوى حتى تتقدم مصرنا الغالية.مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية