رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى شهيدة "الميدان".. ومثلك يا "ميادة" لا يجرؤ عليه نسيان

ميادة اشرف
ميادة اشرف

لم يكن يومًا ككل الأيام.. بدا حضورها في ملامحنا متوحشًا بأكثر مما نحتمل.. فلم نكن قادرين على التصديق أن أختنا تخلت عنا إلى الأبد، بعد حادث الغدر الذي تعرضت له، فرصاصة من أطلقها لم تصبها فقط بل أصابت كل انسان. بابتسامتها الدائمة، وروحها الدافئة، قررت "عروس الصحافة" أن تتخلى عن أحلامها قسرًا، وترجلت إلى بارئها عز وجل بعيدًا عن أعيننا، غير أنها لم تزل تحظى بمكانتها في قلوب جميع من عرفوها، فهي التي حملت الإنسانية بكل ما تشمله الكلمة من معاني الصدق والمحبة والوفاء.
مر عام على استشهاد عروس الصحافة، ميادة أشرف، ومازال القاتل مجهولا.. محاكمات هنا وهناك.. نقيب رحل وآخر تولى منصبه، ولازال حق ميادة غائبا.
رغم مرور عام على رحليها، إلا أنها مازالت في قلوب الجميع، خاصة في مسقط رأسها محافظة المنوفية، وتحديدًا في قرية اسطنها، حيث أكد الصحفيون بالمنوفية، أن ميادة مازالت حية بينهم، وأنهم دائمو التردد على منزل والدتها للسؤال عنها وعن أسرتها، لكن الجميع مازال حزينا على غياب القصاص من قاتل شهيدة الصحافة.
في هذا اليوم من العام الماضي، اكتست محافظة المنوفية حزنا على فراق بنت قرية اسطنها مركز الباجور، واعتصرت القلوب ألما بمقتل شهيدة الصحافة أثناء تغطيتها لإحدى التظاهرات برصاص حي في الرأس أثناء تأدية مهام عملها، وتغطية مسيرات جماعة الإخوان بمنطقة عين شمس بالقاهرة، وانتظر أهالي المحافظة وخارجها بالساعات فى منزل الشهيدة وعلى مشارف القرية فى انتظار جثمان شهيدة الصحافة ليشاركوا في تشييع الجنازة والعزاء، ودفن جثمان "ميادة" فى مقابر العائلة المجاورة لمنزلها بقرية اسطنها.
كانت هذه اللحظات أصعب ما يكون على والدة ميادة، السيدة عزة رمضان، والتى آلمها عدم رؤية ابنتها قبل وفاتها بـ10 أيام لانشغال الشهيدة في عملها الصحفي، وكانت تنتظرها تحصل على إجازة من العمل لتعود إلى منزلها لتقضي معها يوما أو يومين، لكن إرادة الله جعلتها تراها جثمانا هامدا وتنظر إليها النظرة الأخيرة.
أسرة الشهيدة ميادة، أعلنت عن حزنها الشديد لعدم اهتمام الدولة بالقصاص من القتلة، مؤكدين أن نقيب الصحفيين السابق، لم يكترث لحق ميادة، حيث قالت والدتها عن تعامل النقيب السابق مع قضية ميادة "ضياء رشوان قال لنا دم بنتكم في رقبتي ومر على وفاتها سنة كاملة ومعملش حاجة"، وطالبت النقيب الجديد يحيى قلاش بألا يهمل هو الآخر حق ابنتها مؤكدة أن فى صدرها نارا لن تنطفئ إلا بالقصاص من قتلة ميادة.
أيمن رشاد عم الشهيدة، طالب هو الآخر الرئيس عبد الفتاح السيسي ونقيب الصحفيين الجديد بالقصاص من قتلة ميادة أشرف، وهو يصر على أن قتلتها من جماعة الإخوان، مؤكدا أنه لو كان من أفراد الشرطة أيضا يحاسب فلا يوجد كبير على القانون.
ومن جانبه، قرر مجلس نقابة الصحفيين الجديد في اجتماعه الأول مساء، الخميس 26 مارس، برئاسة النقيب يحيى قلاش الاحتفال بالعيد الرابع والسبعين لإنشاء نقابة الصحفيين يوم 31 مارس الجاري، أن تكون أول زياراتهم لأسرة الشهيدة ميادة أشرف.
حيث أشار المجلس إلى أن وفدا منه ومن الجمعية العمومية برئاسة النقيب يحيي قلاش سيقوم بزيارة أسرة الشهيدة الصحفية ميادة أشرف بقريتها اسطنها بمحافظة المنوفية يوم الأحد القادم بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهادها.