رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتي من الكويت: "الجهاد" سُرق من نطاقه الشرعي لمجال لا يخدم الإسلام

فضيلة الدكتور شوقي
فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الجهاد قضية هامة وتستحق البحث، فالجهاد مصطلح شريف ومصطلح له تاريخ عريق في الإسلام، لكنه سلب وسرق من نطاقه الشرعي الأصيل الذي قصده المشرع، إلى مجال آخر لا يخدم الإسلام، بل أنه ضد الإسلام تماما.
وأضاف المفتي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت، على هامش مشاركته في أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تبدأ اليوم الأحد وتستمر حتى 25 مارس الجاري، أن من سرقوا هذا المصطلح أرادو ترسيخ مفهومهم المغلوط عن الجهاد بين طوائف عديدة من الشباب، وفي مؤتمر اليوم ستنجليى هذه الحقيقة، كما انجلت من قبل في أن هذا المصطلح ينبغي أن يبقى في نطاقه الذي قصده المشرع وهو أن يكون وسيلة للدفاع عن الأوطان وعن الأديان إذا ما اعتدى عليها، لا أن يكون وسيلة للتقتيل والتهجير وإخراج الناس من أماكنهم كما يحدث الآن.
وأوضح فضيلة المفتي أن الذين يقومون بذلك ويدعون أن هذا جهاد إنما هم مجرمون في الحقيقة ويرتكبون جريمة كبيرة في حق الإنسانية، ومن يقولون إنهم يجاهدون فى بلاد المسلمين إنما هم يجرمون في بلاد المسلمين، ويجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إلى هذه المسألة، لافتا إلى أن مصر كانت رائدة في هذا المجال منذ أكثر من 30 سنة، عندما دعت إلى إدراك خطر الإرهاب في المنطقة، ولكن الكثيرين لم يلتفتوا إلى مثل هذه الدعوة وأغفلوها تماما "والآن الكل يشرب من هذا الكأس المرير الذي نقع فيه جميعا".
ودعا المفتي المجتمع الدولي إلى محاربة الإرهاب وإيجاد وسائل فكرية وأمنية لمحاربة مثل هذه الأفكار الهدامة.
وعن مشاركته في أعمال مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي بدولة الكويت، قال المفتي: "نسعد دائمًا بحضورنا إلى الكويت الشقيق هذا البلد الطيب المضياف الذي تربطه علاقات طيبة بمصر، علاقات وثيقة ومتجذرة وعميقة وقديمة وهي موجودة وتقوى يوما بعد يوم".
وأوضح المفتي أن المؤتمر له أهمية كبيرة حيث يناقش عددًا من الموضوعات الهامة والآنية مثل القضايا التي تتعلق بالديمقراطية والشورى، وغيرها، وهذه بحوث كلها من الأهمية بمكان لكل البلاد الإسلامية في وقتنا الحالي وتحتاج إلى بذل جهد جماعي كبير وليس اجتهادًا منفردًا، مضيفا "ونحن نحبذ في القضايا الكبرى والقضايا العامة التي تهم كل المسلمين أن تبحث فى إطار اجتهاد جماعي، وصولا إلى كلمة واحدة تصدر عن الجميع أو عن الأغلبية.
وقال علام نحن نعول كثيرا على مقررات المؤتمر وأن يخرج بتوصيات تليق به، مشيرا إلى مشاركة كوكبة كبيرة من العلماء والباحثين فيه.
وحول كيفية مواجهة الإرهاب الفكري الذي يواجه العالم، قال "إن الفكر المتطرف والإرهابي وما يشهده العالم من أحداث مؤسفة تحت دعاوى الجهاد والدين هو قضية الساعة وهو مطروح على كل نقاش وعلى كل مائدة علمية تقام، حتى وإن لم يكن مطروحا بصفة أساسية إلا أنه مطروح في إطار أفكار على هامش المؤتمر فى لقاءات ثنائية وجماعية لتوضيح زيف الأفكار التي يطرحها المتطرفون وأنها لا تمت إلى الدين بأية صلة.
وقدم الدكتور شوقي علام الشكر لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا قائلا "نريد في هذا المقام أن نقدم الشكر الجزيل لدولة الكويت لوقوفها بجانب مصر في مواقف كثيرة، خاصة في الفترة الصعبة التي تمر بها، وهذا عهدنا بدولة الكويت".