رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحمصى : عيد الأم ليس بدعة كما يظنه البعض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد أيام سوف يطل علينا يوم عزيز على قلوب كثير من الناس، جميعهم يترقبون هذا اليوم من العام إلى العام بشغف وشوق ليحتفلوا فيه ويقدموا الهدايا لأعظم إنسانة عرفها الوجود البشري: وهى الأم.

لكن هذا الاحتفال الذي يعتبره البعض أمرا مهما يستطيعون من خلاله أن يعبروا لأمهاتهم عن حبهم واعترافهم بالجميل، يعتبره البعض بدعة محرمة، فما هو الرأي الشرعي في الاحتفال بعيد الأم؟

أجابت دكتورة لينة الحمصى الداعية الإسلامية عن رأى الشرع فى الاحتفال بعيد الأم وهل هو بدعة أم لا ؟ قائلة : اختلفت آراء العلماء في حكم الاحتفال بعيد الأم، والسبب في هذا يعود إلى عدم ورود نص قطعي من القرآن أو السنة يحرم الاحتفال أو يبيحه لعدم وجود هذا الاحتفال في عصر النبي "ص".

وأضافت أن بعض العلماء قالوا إن الاحتفال بعيد الأم وتقديم الهدايا لها في هذا اليوم بدعة محرمة لسببين: الأول منهما أن الأعياد الشرعية اثنان: الفطر والأضحى، وأن ابتداع عيد جديد يصنف تحت البدعة المحرمة.

والسبب الثاني للتحريم في رأيهم ما ينطوي عليه الاحتفال بعيد الأم من تقليد لغير المسلمين وتشبه بهم، وقد حذر النبي صلى الله عليه من التشبه بالكفار بقوله: (من تشبه بقوم فهو منهم)، لأن أصل ابتداع هذا اليوم نشأ في الغرب، حيث يهجر الولد أهله منذ سن الثامنة عشرة، وربما تمر عليه سنوات دون أن يرى أمه أو يفكر في زيارتها.

بينما ذهب علماء آخرون إلى أن الاحتفال بالأم في هذا اليوم أمر جائز، مع التأكيد على أن الإسلام يحث على تكريم الأم والاحتفال بها في كل يوم، ولكن لا مانع من تخصيص يوم معين يحتفل فيه بالأم بشكل استثنائي، فيجتمع أفراد العائلة في بيت واحد، ويحتفلون بأمهم ويقدمون لها الهدايا، مما يدخل السرور على قلبها.

وأوضحت أن تسمية يوم الاحتفال بالأم عيدًا لا يقصد منه اختراع عيد ثالث، لأن عيد الأم يندرج تحت باب الأعياد الاجتماعية كعيد الشجرة وعيد الطفل وعيد العمال.
وأكدت ضرورة الانتباه إلى أهمية رعاية الأب والاهتمام به وعدم إفراد الأم وحدها بهذا، لأن الشرع الإسلامي يجعل الإحسان إلى الوالدين فرضا عينيا على كل مسلم، وقد ورد بهذا الخصوص نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحث على ذلك، منها قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا).