رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تحب تمسك محافظ»!


النجاح السياسى الذى حققه المؤتمر الاقتصادى لمصر عالميًا، يستوجب تغييرًا جذريًا فى العقلية البيروقراطية السلطوية التى تتولى الإدارة التنفيذية فى العمل العام.

كما يستوجب وضع معايير واضحة وصارمة لاختيار القيادات فى المناصب العليا للدولة وفى المقدمة منها منصب المحافظين، وأهم معايير العمل العام هى الخبرة السياسية والقبول العام.

فرغم التغييرات الهائلة التى طرأت على المجتمع، ورغم قيام ثورتين مازالت معايير الكفاءة غائبة ومازال اختيار القيادات فى المناصب العليا قائمًا على الوساطة والمحسوبية والعلاقات الشخصية.

النموذج هو محافظ الإسكندرية الجديد الذى «احترق» فى أول امتحان حين استضافته الإعلامية «منى الشاذلى» كى يدافع عن نفسه فى مواجهة موجة الغضب التى اجتاحت الإسكندرية بسبب ظهور السيدة زوجته معه فى الاجتماعات العامة، وتصدرها المشهد فى صدارة المائدة!.

منحت المذيعة الميكروفون للمحافظ كى يترافع، فكان أسوأ محامٍ عن نفسه، قال أن السيدة زوجته ابنة الدكتور فلان الفلانى، وخالها فلان الفلانى وأحاطنا علمنا بأنها حفيدة فلان الفلانى، وكأن القضية هى الحسب والنسب، وكأن الناس تعترض على الزواج، وليس على تصدر السيدة الفاضلة زوجته المشهد فى الاجتماعات العامة دون صفة رسمية، أو سلطة سياسية!.

وفى معرض الحديث عن كفاءته وخبرته قال المحافظ إنه تولى منصب المدير التنفيذى لثلاث شركات كبرى فكان أن حققت أرباحًا خمسمائة بالمائة.

مع أن عبقرية المدير التنفيذى بشركة ليست مؤهلاً كافياً لنجاحه فى العمل العام وإدارة الجماهير، ما لم يكن مسلحًا بخبرة سياسية تؤهله للعمل الجماهيرى وإلا لكان «بيل جيتس» أفضل من يتولى الرئاسة فى أمريكا!

فقد يفشل المدير التفنيذى فى العمل العام ولو كان عبقرياً وينجح السياسى دون أى خبرة بالعمل التنفيذى وذلك أن المدير التنفيذى يستمد قوته من سلطة منصبه، بينما يستمد السياسى سلطته من الناس.

لكن محافظ الإسكندرية السيد هانى المسيرى خلط بين إدارة شركة وإدارة مصالح شعب وأعطى خلال الحوار انطباعًا بأنه غير مكترث بـ«الرأى العام» السكندرى وغير آبه باعتراض الناس.

فقد تعامل مع المنصب بثقافة مدير الشركة الذى اعتاد طوال خبرته على انصياع موظفيه لقراراته وتعامل مع اعتراضات مواطنى الإسكندرية باعتبارهم موظفين ليس لهم حق الاعتراض وإلا وجب فصلهم من الإسكندرية!

لقد افتقر محافظ الإسكندرية لأهم مقومات منصبه وهو الخبرة السياسية التى تؤهله للتواصل مع الناس، بدليل إنه لم يكن مقنعًا فى إجاباته عن أسئلة المذيعة وقال عن ظروف اختياره لمنصبه إن جل طموحه أن يكون رئيسًا لـ«حى المعادى» ولكن السيد عادل لبيب حين التقاه مصادفة عرض عليه المنصب..بسؤال «تحب تمسك محافظ؟» وقبل المسيرى المنصب، ورسب فى «الشفوى»!